الخميس 05/ديسمبر/2024

الأسيرات الجريحات.. ​إهمال طبي بدافع الانتقام

الأسيرات الجريحات.. ​إهمال طبي بدافع الانتقام

في ظل غياب مؤسسات حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعدم سماح سلطات مصلحة السجون لهذه المؤسسات الدولية بتقديم العلاج لهن وإدخال أطباء من الخارج، تزداد حالة الأسيرات الفلسطينيات الجريحات سوءًا في ظل إهمال طبي متعمد من إدارة مصلحة السجون الصهيونية، في الوقت الذي تحتجز فيه الأسيرات الفلسطينيات في ظروف غاية في الصعوبة لا تتناسب ووضعهن الصحي والجسدي.

تسعة أسيرات اعتقلن وهن جريحات ومصابات برصاص الاحتلال -بحسب إحصاءات هيئة شؤون الأسرى- أدت هذه الإصابات إلى تشوهات وجروح دامية وإعاقات ونزيف مستمر، ولا زال الرصاص في أجساد بعضهن، والكثير منهن بحاجة إلى عمليات جراحية مستعجلة ومصلحة السجون لا تبالي، بل تماطل وتهمل في علاجهن وتعاملهن أسوأ معاملة كانتقام منهن كونهن قاومن الاحتلال.

حالات مأساوية

في سجن هشارون لا تقوى “لمى البكري” (17 عامًا)، على الحركة والتنقل بعد أن أطلق الاحتلال عليها النار خلال اعتقالها فأصابها  بثلاث رصاصات في أقدامها وهي بحاجة الى عملية جراحية وعلاج مستمر.

وكذ الحال مع الأسيرة “عبلة العدم” (46 عامًا)، وهي أم لـ 9 أبناء، اعتقلت مصابة في الرأس والوجه والكتف، وجراء عدم العلاج والإهمال الطبي، فقدت النظر في عينها اليمنى.

أما “شروق دويات” (20 عامًا)؛ فهي تعاني من كتفها وقد يصاب بالشلل، فقد أطلق عليها جنود الاحتلال النار فأصيبت برصاصة في كتفها، ما أدى إلى انقطاع الشريان الرئيسي، ولم تقدم لها إدارة مصلحة السجون أي علاج، وهي تصرخ وتتألم صباح مساء.

ولم يكن حال الأسيرة “جيهان حشيمة” (38 عامًا)، بأفضل منهما؛ فقد اعتقلت بعد إصابتها بعدّة رصاصات في قدمها اليسرى، ولا زالت تتحرك وتتنقل بصعوبة بالغة دون أدنى اهتمام طبي.

أما “أمل طقاطقة” (24 عامًا) فقد اعتقلت بعد إصابتها بالرصاص في الفخد والصدر والخصر، وأقدمت مجندة صهيونية على ضربها في صدرها بكعب البندقية وهي تنزف، ما تسبب لها بكسور في قفصها الصدري، وهي بحاجة إلى عملية جراحية، وإدارة معتقل مستشفى الرملة تماطل في علاجها.

وكذا الأسيرة “مرح باكير” (18 عامًا) التي اعتقلت بعد إصابتها بـ 13 رصاصة في يدها اليسرى التي لا زالت بعض الرصاصات داخلها، وهي تصرخ وتتألم دون مبالاة من إدارة السجن.

أما الأسيرة “نورهان عواد” (18 عامًا)، فقد اعتقلت بعد إصابتها بأربع رصاصات في الفخد الأيسر والبطن.

والأسيرة “حلوة حمامرة” (26 عامًا) وهي أم لطفلة اعتقلت مصابة بجروح خطيرة أدت إلى استئصال جزء من الكبد ومن البنكرياس والطحال والأمعاء، وتعيش ظروفًا مأساوية للغاية.

لكن مصيبة “إسراء جعابيص” (32 عامًا) مأساوية جدًّا، فقد أطلق الاحتلال على سيارتها وابلاً من الرصاص، ما أدى إلى انفجارها وإصابتها بحروق شديدة شوهت وجهها ورأسها وصدرها وبترت أصابعها.. وهي أم لطفل، وتعيش حالة نفسية سيئة بسبب إهمالها الطبي ومعاملتها معاملة عنصرية سيئة.

إهمال انتقامي

ويؤكد عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى أن هذا الإهمال الطبي متعمد ضد الأسيرات الجريحات انتقامًا منهن لمقاومتهن للاحتلال، مشيرًا إلى أن “إسرائيل” تخالف -في عنصريتها ضد الأسيرات الجريحات- اتفاقيات جنيف الرابعة لا سيما اتفاقية معاملة أسرى الحرب، ضاربة عرض الحائط قواعد القانون الدولي الإنساني، غير مبالية بكل المثل الإنسانية.

وأكد قراقع في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هيئة شؤون الأسرى اتفقت مع منظمة أطباء بلا حدود لإرسال أطباء يتبعون لها لعلاج الأسيرات الجريحات، إلا أن مصلحة السجون الصهيونية رفضت ذلك.

من جانبه؛ عدَّ الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الفلسطينية أن سلطات مصلحة السجون تمارس هولوكوست ضد الأسيرات وخاصة الجريحات منهن.

وقال لمراسلنا: “لقد خاطبنا المؤسسات الحقوقية الدولية ويجري العمل على تقديم شكوى رسمية لمحكمة الجنايات الدولية ضد إدارة مصلحة السجون ووزارة الأمن الداخلي الصهيونية بسبب الإهمال الطبي المتعمد ضد الأسيرات الجريحات، والأعمال العنصرية الأخرى ضد الأسرى بشكل عام”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات