الخميس 25/أبريل/2024

إعلان ترمب يطفئ بهجة أعياد الميلاد

إعلان ترمب يطفئ بهجة أعياد الميلاد

طغت الانعكاسات السلبية للقرار الأمريكي، الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، على المشهد الفلسطيني برمته، ليلقي بظلاله القاتمة على الطوائف المسيحية في فلسطين.

وتستعد مدينة بيت لحم -مهد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وفق الاعتقاد المسيحي- لإحياء أعياد الميلاد يومي 24 و25 كانون الأول، حيث كانت المدينة في السابق تغص بالزوار الفلسطينيين والأجانب قبل أيام من بدء احتفالات عيد الميلاد، إلا أنه وقبل أسبوع من عيد الميلاد بدت المدينة شبه فارغة من السياح بسبب الأوضاع المتوترة، إذ تشهد مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال.

إطفاء شجرة الميلاد

وخلت ساحة المهد، حيث وضع مشهد للميلاد وشجرة كبيرة من الزوار، باستثناء عدد قليل من الفلسطينيين الذين وقفوا لالتقاط الصور، وبعض الباعة المتجولين الذين يبيعون قبعات بابا نويل وغيرها من البضائع.

وعشية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قراره الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، أطفأت بلدية مدينة بيت لحم، أنوار شجرة عيد الميلاد المجيد؛ احتجاجا على القرار.

وقال رئيس بلدية بيت لحم، أنطوان سلمان: إنّ “القرار الأمريكي مجحف، وغير قانوني، وينتقص من حقوق الشعب الفلسطيني”، وعدّ يوم الإعلان “يوما حزينا”، قائلا: “وتعبيراً عن ذلك أطفأنا الأنوار التي تزين شجرة عيد الميلاد، في ساحة كنيسة المهد”.

فيما عدّ أغلب خوري -عضو مجلس المركز الأرثوذكسي- في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ “قرار ترمب” ألقى بانعكاساته على كل البلاد، واصفاً الإعلان بـ”العنصري”.

ضرب السياحة

لم يقف “قرار ترمب” عند سلب البهجة وتخييم الحزن؛ بل تعدى الأمر حتى وصل إلى ضربة عصب الاقتصاد الفلسطيني، حيث تشهد مدن الضفة الغربية، وخاصة بيت لحم مواسم غير مسبوقة بسبب الأعياد المسيحية، إلا أنّ العام الحالي شهد تردياً غير مسبوق في عدد السيّاح.

وبحسب وزارة السياحة الفلسطينية، فقد بلغ عدد السياح الذين زاروا بيت لحم في أعياد الميلاد المسيحية في العام الماضي، نحو 10 آلاف سائح، ويتوقع هذا العام بحسب خبراء، ألا يصل العدد إلى نصف العام الماضي، حيث ألغي عدد كبير من الحجوزات.

ويحج المسيحيون من أرجاء العالم كافة إلى مدينة بيت لحم، أواخر شهر كانون الأول من كل عام، احتفالاً بعيد الميلاد، ويزورون كنيسة “المهد” التي أقيمت فوق مغارة يُعتقد أن السيدة مريم بنت عمران عليها السلام، وضعت فيها طفلها السيد المسيح عيسى عليه السلام.

وتكون ذروة الأعياد ليلة 24 ونهار 25 ديسمبر/ كانون أول، (حسب التقويم الغربي)، إذ يقام “قداس منتصف الليل”، الذي يحرص على حضوره آلاف الحجاج المسيحيين.

وفي هذا الإطار يؤكّد خوري لمراسلنا، أنّ “قرار ترمب” زاد من حدة التوتر في المنطقة، داعياً إلى تبني موقف فلسطيني موحد لمواجهة هذا القرار، وقال: “القضية الفلسطينية تمر بمنحنى خطير، ونحن سنتوجه بصرخة من مختلف أبناء الطوائف المسيحية من أجل إعلان استنكارنا واحتجاجنا على هذا القرار”.

ويشير رئيس بلدية بيت لحم، أنّ السلطات “الإسرائيلية” منعت الحافلات “الإسرائيلية” والأدلة السياحيين من دخول المدينة باعتبارها “غير آمنة”، مؤكّداً أنّ ذلك ألقى بظلاله على حركة السياحة.

وأضاف: “هناك توقعات بخسارة كبيرة للفنادق والمطاعم ومحال بيع التحف الدينية وغيرها، فالمدينة ترنو كل عام لموسم عيد الميلاد”.

ويسود التوتر محافظات فلسطين كافة، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يوم 6 ديسمبر/ كان الأول الجاري، اعتراف بلاده رسمياً بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات