الخميس 28/مارس/2024

هل تقود السلطة الانتفاضة لنقطة الصفر؟

هل تقود السلطة الانتفاضة لنقطة الصفر؟

في كل مرة يطلق فيه الشعب الفلسطيني شرارة انتفاضة متجددة مع الاحتلال الصهيوني، تتدافع التساؤلات وتتزايد حول ماهية الأهداف حول تلك الانتفاضة وسبل تطويرها والوصول بتحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها.

“المركز الفلسطيني للإعلام” تحدث إلى عدد من المحللين الفلسطينيين الذين أجمعوا أنّ عدم تحديد أهداف الانتفاضة يعني إضاعة الجهد وتشتت العمل.

ورغم الأهداف التي حدّدها رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية لاستمرار اشتعال الانتفاضة، وهي إسقاط قرار ترمب وصفقة العصر، إلا أنّ حالة العمومية التي لا تزال تطلقها السلطة الفلسطينية حول التظاهرات يشكل خطرا فعليا على الحراك في الوقت الحالي.

فدعوات السلطة ومواقفها منذ إعلان ترمب، لم يتم ربطها بالخطوة التالية حتى اللحظة، كما أنها لم ترتبط بأفق سياسي من شأنه أن تبني عليه أهداف واضحة من التطورات الميدانية.

استراتيجية موحدة

المحلل السياسي أحمد عوض من الضفة الغربية، حذّر من مخاطر حقيقية على الشارع الفلسطيني والعربي في ظل عدم توفر الاستمرارية والانضباط والانزلاق نحو منح الاحتلال الذرائع، مبيناً أنّ الانتفاضة تحتاج إلى استراتيجية وطنية موحدة، ثم مراكمة العمل.

وقال: “هذا الشارع إذا لم يكن موحدا وله عنوان وبرنامج، ولا ينجر إلى العاطفة بقدر ما يكون واعياً وفاهماً لما يجري حوله، فإنّه في خطر حقيقي”.

ورغم ذلك فإنّ الوضع الإقليمي والمحلي لم يشهد حراكاً حقيقياً على المستويات الرسمية يدفع باتجاه الضغط على أمريكا للتراجع عن القرار، وتم الاكتفاء بفتح المجال أمام الفعاليات الشعبية والجماهيرية للتعبير عن رفضها للخطوة الأمريكية، وهو ما يمكن أن يعدّ محاولة لامتصاص غضب الجماهير على مدار الأيام المقبلة.

ردة فعل!

حال القيادة الفلسطينية ممثلة برئاسة السلطة، لم يكن أحسن حالاً من الدول الإقليمية، حيث لم تخرج حتى الآن بموقف واضح سوى رفضها للقرار، دون الحديث عن خطوات عملية لمواجهته، وهو ما يعني فعلاً أن احتمالية القبول به باتت واقعية إذا ما قدمت الولايات المتحدة تصورا لخطوات مقبلة فيما يخص عملية السلام.

هذا ما ذهب إليه الكاتب والمحلل فهمي شراب، الذي حذّر من تلاشي الهبة الجماهيرية إذا استمرت ردة فعل السلطة الفلسطينية على ما هي عليه، وقال: “منذ قرار ترمب لم تتخذ السلطة أي خطوة حقيقية للرد على هذا القرار”.

وأضاف: “إذا لم يتوقف التنسيق الأمني، وإذا لم تذهب السلطة إلى المحاكم الدولية ومعاقبة قيادات الكيان الإسرائيلي، وإذا لم يرافق الانتفاضة دعما لشبابها ووقف اعتقال شباب المقاومة ستتلاشى وستعود إلى نقطة الصفر”.

جبهة داخلية

“يجب مواجهة قرار ترمب ببناء جبهة داخلية قوية جداً تستطيع أن تكون على مستوى الحدث في المرحلة المقبلة، تستند إلى الرؤية الجمعية الفلسطينية بالشراكة، وأن يتحمل الشعب الفلسطيني المسؤولية التاريخية” هذا ما ذهب إليه المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو.

وبين سويرجو، أنّ الخطوة العملية الأولى هي القطع التام لاتفاقيات أوسلو وغيرها، موضحاً أنّ ذلك سيدفع باتجاه رفع كلفة الاحتلال السياسية والاقتصادية والعسكرية على الأرض.

كما دعا المحلل السياسي، لأنّ يكون هناك قيادة ميدانية في الشارع تمثل الأذرع العسكرية والسياسية كافة ضمن برنامج نضالي، وقيادة قادرة على كسب الخبرات وتوريثها للأجيال القادمة، وعدم الانقطاع في المواجهة حتى لا يتم تمرير المشروع الأمريكي.

وأكّد على ضرورة مواجهة كل أصوات النشاز التي تتماهى مع خطة ترمب-نتنياهو في تصفية القضية، وذلك عبر تعزيز العلاقات الفلسطينية مع أبناء الأمة العربية قبل الأنظمة الرسمية المرتبطة بالولايات المتحدة ومشاريعها في المنطقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات