السبت 20/أبريل/2024

حسن يوسف..إسرائيل تقيد أيقونة المقاومة بالضفة

حسن يوسف..إسرائيل تقيد أيقونة المقاومة بالضفة

“هو يُبقي ملابسه وأغراضه في السجن، مذياعه، مسبحته الطويلة، طاقيته الشتوية البنية، قشطه البالي، ساعته السوداء وغيرها، يضعها في شنطة ويحتفظ بها في مخزن قسم (12) في سجن عوفر، ويكتب عليها اسمه من الخارج”، يقول الصحفي أحمد البيتاوي، تحت عنوان “لمن لا يعرف، شهادة حق، بالشيخ حسن يوسف”.

يتابع “البيتاوي” الذي لازم الشيخ يوسف بالأسر: “في يوم الإفراج عنه، يهمس في أذن الأسرى دوماً: “راجع.. مش مطول”.

الشيخ حسن يوسف، أمضى أكثر من (20 عاماً) في سجون الاحتلال، من بينها إبعاد إلى مرج الزهور جنوب لبنان عام 1992، بمجرد الإفراج عنه يعود إلى سيرته الأولى، “لا يترك مناسبة وطنية أو اجتماعية أو دينية إلا وتجده أول الحاضرين”.

“سيارته وكما أخبرني بعض شهود العيان، مليئة دوماً بالسكر والأرز، يضعها عند باب كل محتاج، يقول البيتاوي، ويضيف: “هو شعلة متوقدة من العمل والعزيمة والثبات على المبدأ، لا يعرف الفتور أو التراجع، قلت له يوماً ألا تستريح يا شيخنا وتسلم الراية للجيل الجديد؟ ردّ عليّ منزعجاً وبكل حزم “نحن لا نستقيل من الدعوة إلى الله حتى نلقاه وهو عنا راضٍ”.

قائد صابر
بالرغم من الخطابات المحبطة على لسان الساسة، إلا نظرة “يوسف” تبدو مغايرة عن أقرانه، يبين البيتاوي: “لديه قدرة كبيرة على رفع المعنويات وشحذ الهمم، رغم سوداوية الواقع وضبابية المستقبل، خطيبٌ مفوه، يصرخ حتى يبح صوته، كلماته آسرة، حُجته قوية، في الليل تراه قوّاماً يصلي أكثر من ثلث الليل، وفي النهار صوّاماً يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع”.

“هو خفيف الظل، يمتلك روح دعابة ونفسا طيبة في إعداد الطعام، يشرف عليه ويعده بنفسه كل يوم دون كلل أو تعب، يستذكر البيتاوي: “دعاني ذات مرة للغداء في غرفته، فأخذ يطعمني بيده، كما تفعل الأم مع طفلها الصغير”.

يختم منشوره على “الفيس بوك”، الذي نشره بعد أن اعتقلت سلطات الاحتلال الشيخ حسن يوسف فجر اليوم الأربعاء، “كريم باسط الكف دوماً، يتصدق من ماله الخاص، ويضعه في رصيد الغرفة في “الكانتينا”… امتحن بابنه فصبر وتبرّأ منه، مقتدياً بنبي الله نوح”.

متى الاعتقال القادم؟
أما الصحفي علاء الريماوي، يقول عن تجربته مع الشيخ حسن يوسف: “في آخر مقابلة صحفية سألته، متى اعتقالك القادم؟ ضحك، وقال أنا ما زلت في المعتقل، تراني الآن في “الفورة” (استراحة السجن). 

يتابع الريماوي: “لم أجد في حياتي رجلا في حركته، ونشاطه، واستعداده للعمل، فبرنامجه اليومي لا يخلو من عشرة أنشطة”.
 
يستذكر موقفا حصل أمامه قبل أيام، قائلا: “في ضيافته قبل عدة أيام، كانت صحفية تبلغ من العمر (65 عاما)، قلت لها، ماذا تفعلين عند الشيخ؟ ردت، مثل عملكم، أريد مقابلة، وتابعت: “من لا يحب هذا الرجل فيه خلل، فلقد عرفته منذ 30 سنة لا يتغير”.
 
“بالرغم من عمره المتقدم يعجبني فيه عزيمة الشباب”، بحسب الريماوي: ويختم بالقول: “الشيخ يوسف، حصل في القرى المسيحية في رام الله على ما نسبته 70 % من الأصوات، عدا عن النسب المماثلة في البلدات الأخرى، إذ حقق أعلى الأصوات في انتخابات التشريعي في مدينة رام الله”.

محنة ومنحة

ومن المحطات المشرقة في حياة الشيخ حسن يوسف أنه استطاع أن يحول المحنة إلى منحة، فقد تزوجت ابنته “سلسبيل”، وهي الحافظة لكتاب الله من عامر أبو سرحان مفجر حرب السكاكين، والذي خرج في صفقة وفاء الأحرار، وهو مبعد إلى غزة.

ومن لطائف هذا الزواج أنه حدث عبر “الفيديو كونفرنس”، بعد أن خرجت سلسبيل إلى غزة، وجرى الاحتفال بين غزة والضفة، واحتفل الجميع متحدّين كل صنوف القهر والحصار والإبعاد.

وبعد أن اكتشفت المخابرات الصهيونية هذا الزواج اعتقلت الشيخ حسن يوسف ونجليه أويس وسيف بعد زواجهما بأسبوع، وذلك كعقوبة على زواج سلسبيل، لكن هذه المكائد التي تمارسها مخابرات الاحتلال لم تثن الشيخ عن مواصلة الطريق والدفاع عن القضية حتى الرمق الأخير.

بطاقة تعريف

ولد الشيخ حسن يوسف دار خليل، في مدينة رام الله شمال فلسطين المحتلة في نيسان عام 1955 في قرية الجانية، وتلقى تعليمه الأساسي فيها، فيما أكمل تعليمه في الإعدادية والثانوية في بلدة كفر نعمة المجاورة.

كان والد الشيخ حسن يعمل إماماً ومؤذناً وخطيباً لمسجد القرية؛ مما جعل انتماءه للمساجد وللإسلام شيئا متجذراً، وواحدة من صفاته الملازمة التي لا تفارقه، فتربى على حب الإسلام والانتماء له والالتفاف حوله، مما صقل شخصيته وانعكس ذلك على انتمائه وسلوكه.

وعندما كان عمره 15 عاماً كان مسؤولاً عن مسجد رام الله التحتا، وبعدها التحق بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس، تزوج من السيدة صباح أبو سالم، وهي من بلدة بيتونيا وأنجب منها ستة أولاد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات