عباس مهدداً: واشنطن خرقت اتفاقها معنا وسنرد بـالمثل!

حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الولايات المتحدة الأمريكية بالرد بـ”المثل” على خرقها لتفاهمات قال أنها تمت مقابل عدم إعلان القدس عاصمة للاحتلال “الإسرائيلي”.

وقال عباس، في كلمة له، خلال قمة المؤتمر الإسلامي الطارئة المنعقدة في إسطنبول، اليوم الأربعاء”، إننا “وافقنا على عدم التوجه لبعض المؤسسات الدولية مقابل أن لا تنقل الولايات المتحدة سفارتها وأن توقف إسرائيل الاستيطان، ولكنها اخترقت الاتفاق ونحن سنرد بالمثل”.

وأضاف الرئيس الفلسطيني، إن “ترمب يقدم القدس هدية للحركة الصهيونية وكأنه يهدي مدينة من مدن الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن القدس كانت ولا زالت وستظل، عاصمة دولة فلسطين، وهي درة التاج وأرض الإسراء والمعراج”، محذراً أنّه لا سلام ولا استقرار دون أن تكون القدس كذلك.

وأشار رئيس السلطة، إلى أنّ إعلان ترمب القدس عاصمة، انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقات الموقعة وبخاصة قرارات مجلس الأمن والتي تنص صراحة أنه لا يجوز لدولة أن تنقل سفاراتها ومؤسساتها إلى مدينة القدس.

وأكّد أن قرار ترمب هو استفزاز للمجتمع الدولي الذي عبّر عن رفضه لهذا الإعلان، وقال: “رفضنا لهذه القرارات الأحادية وغير الشرعية صدمتنا به الإدارة الأمريكية في الوقت الذي كنا منخرطين معها في العملية السياسية للسلام في المنطقة بصفقة العصر، فجاءنا بصفعة العصر”.

وحذّر عباس، أنّ الولايات المتحدة بهذا القرار “اختارت أن تفقد أهليتها كوسيط، وألا يكون لها دور في العملية السياسية، فلن نقبل أن يكون لها دور في العملية السياسية وهذا موقفنا”.

وشدد أنّ هذه الخطوات الأحادية لن تعطي أي شرعية لـ”إسرائيل” في القدس، “فهي مدينة فلسطينية عربية إسلامية عاصمة دولة فلسطين، ولا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية بدون أن تكون القدس عاصمة لها”.

ومضى يقول: “لن يكون هناك سلام في المنطقة، والعالم دون ذلك، ولا شك أن هذه الخطوات الأحادية سوف تشجع الجماعات المتطرفة وغير المتطرفة على تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، وما داموا يريدونه صراعاً دينياً فليتحملوا ذلك”.

وتساءل عباس: “من الذي يحرك الصراع الديني في العالم، ومن الذي اخترع المنظمات الإرهابية؟، كلنا نسأل وكلنا نعرف الإجابة”، معبراً عن رفضه قرارات الكونغرس الأمريكي التي تعد منظمة التحرير منظمة إرهابية، “فنحن لسنا إرهابيين، هم الذين اخترعوا لإرهاب” كما قال.

وقال: “هذه القرارات غير الشرعية تجاوزت كل الخطوط الحمراء، الأمر الذي لن يجعل بمقدورنا الوفاء بالتزاماتنا القائمة بيننا وإياهم”، مضيفاً: “شعبنا لن يركع ولن يستسلم وسيبقى مرابطاً، وسوف نواصل جهودنا في بناء مؤسساتنا الوطنية على أساس السيادة الوطنية والنهوض باقتصادنا بمقدار ما نستطيع”.

وأكّد التزامه بالعمل الحثيث من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، وأضاف: “نقولها صريحة، لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، وبدأنا نسير بالمصالحة وسنستمر، وهناك صعوبات وعقوبات، ولابد أن أشياء كثيرة تحتاج لحل، لأن هذا في المصلحة الوطنية أن يكون وطننا موحداً وأن يكون شعبنا موحداً”.

ودعا عباس الدول الأعضاء بالمؤتمر الإسلامي لتحديد علاقاتهم بدول العالم على ضوء مواقفها وردود أفعالها من قضية القدس، وبالتحديد من الخطوة الأمريكية الأخيرة، مطالباً بعقد دورة خاصة لمجلس حقوق الإنسان.

كما طالب بتوفير ضمانات حاسمة لوقف الانتهاكات “الإسرائيلية” من المؤسسات الدولية.

وطالب عباس بتخصيص وقفية لمدينة القدس وأهلها بقيمة مليار دولار أمريكي، فأهل القدس، كما قال: يحتاجون إلى التعليم والعيش والبيوت.