الجمعة 21/مارس/2025

متحدثون: فلسطين لا تقبل التقسيم ومطلوب إنهاء الوعد المشؤوم

متحدثون: فلسطين لا تقبل التقسيم ومطلوب إنهاء الوعد المشؤوم

أكّد متحدثون التمسك بفلسطين التاريخية ورفض التنازل عنها، أو تقسيمها، مشيدين بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في وجه الاحتلال، وطالبوا بإنهاء وعد بلفور؛ تصحيحًا للظلم الذي أصاب الفلسطينيين جرّاءه قبل 100 عام.

جاء ذلك خلال مؤتمر “بلفور.. مئوية مشروع استعماري”، الذي ينظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ومركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بالتعاون مع المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، وأطلقت فعالياته اليوم الجمعة، في العاصمة اللبنانية بيروت، بمشاركة العشرات من المتضامنين العرب والأجانب، وفلسطينيين من مختلف دول اللجوء العربي والأوروبي.

أبو محفوظ: رسالة للعالم
وفي كلمته، قال نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، هشام أبو محفوظ، مدير الجلسة الافتتاحية: إن المؤتمر يأتي للاطلاع على الخلفيات التاريخية لتصريح بلفور، ونشوء المشروع الصهيوني، ومناقشة الدور البريطاني الأمريكي الغربي في دعم المشروع الصهيوني واستمراره، وتقديم قراءة نقدية للأداء الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي تجاه قضية فلسطين، واستشراف مستقبل المشروع الصهيوني.


null

وأكد أن “فلسطين لا تقبل التقسيم إلا على واحد، وهو الشعب الفلسطيني، وكل فلسطين بحدودها التاريخية ملك للفلسطينيين، ولن نتنازل عن ذرة تراب من فلسطين”، متمنياً التوفيق والسداد للمصالحة الفلسطينية.

وقال: إن المؤتمر رسالة للعالم بأن هذا التصريح المشؤوم انقضى، والعودة قادمة بأسرع مما يتصوره العدو الصهيوني.

شفيق: هزائم الكيان
من جهته، قال أمين عام المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، منير شفيق: “وعد بلفور أعلن التزام بريطانيا بإقامة هذا الكيان على أرض فلسطين، ولولا هذا الوعد لما قام هذا المشروع الصهيوني، ولما هاجر اليهود إلى فلسطين، وتوافق وعد بلفور وسايكس بيكو لإقامة هذا الكيان وتجزئة الوطن العربي”.

وأشار إلى أن الهزائم على الكيان الصهيوني بدأت في القرن العشرين بفضل المقاومة في لبنان وفلسطين.


null

صالح: المقاومة قوية
بدوره أكد الدكتور محسن صالح، مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، أن هذا الكيان وبعد 100 عام من وعد بلفور ما يزال كياناً وجسماً مرفوضاً وغريباً عن المنطقة، والمقاومة ما تزال قوية ومستمرة رغم المعاناة، وأن الشعب الفلسطيني ما يزال صامداً مرابطاً رغم التضييق والمعاناة التي يعيشونها، ولن ينسوا أرضهم ولا تراثهم وحقوقهم.

وطالب صالح المثقفين والعلماء والدعاة بأن يكون لهم دور ريادي في صفوف وقيادة العمل الفلسطيني.


null

بشور: محاصرة الكيان
من جهته، قال مدير عام المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن الأستاذ معن بشور: “حرصنا مع مؤتمر فلسطينيي الخارج ومركز الزيتونة على أن تكون ندوتنا فرصة لتثبيت الهمم والتأكيد على الحقوق”.

وأشار إلى أن ما يشهده العالم من المحيط إلى الخليج من فعاليات ترفض وعد بلفور دليل على أن الشعوب ترفض هذا الوعد، وهي ظاهرة باتت تحاصَر لأنها تهدد هذا الكيان، وأن هذا المؤتمر لن يكون النهائي الذي يواجه العدو الصهيوني.

البشير: مطلوب إنهاء الوعد
وفي كلمة الوفود العربية المشاركة، قدّم مدير رابطة برلمانيين من أجل القدس النائب الدكتور جار الله البشير كلمة الوفود العربية المشاركة طالب فيها بإنهاء هذا الوعد، ليس باعتذار بريطانيا فقط، بل بالمبادرة إلى إعادة الحقوق والتعويض للشعب الفلسطيني الذي عانى الويلات، داعياً المجتمع الدولي للتراجع عن سياسة الندب والشجب، وبدء العمل على إعادة الحقوق ومحو هذه الجريمة، فالحق لا يسقط مع مرور الوقت عليه.


null

كوستانتينوس: مقاومتكم كسبت قلوب العالم
أما كلمة الوفود الأجنبية المشاركة فألقاها إسيخوس كوستانتينوس، موجهاً رسالة إلى بريطانيا وحلفائهم قائلاً: “لن نكون هدفاً سهلاً، ولسنا هدفاً سهلاً؛ فإن مقاومتكم كسبت قلوب العالم كله”، شاكراً المقاومة البطولية.

وأضاف كوستانتينوس: “عانينا من الاستيطان والاحتلال والضغوط وتدخلات البريطانيين باليونان والقضاء على الأحرار هناك، وعشنا في اليونان إعلاناً مباشراً مع وعد بلفور”.

وقال: “نريد النجاح للشعب الفلسطيني ولفلسطين، فالكيان “الإسرائيلي” لديه قوة الإعلام والسيطرة على الشركات والمال، لكن معكم قوة الحق”.

الجلسة الأولى:
وتحدث في الجلسة الأولى، التي أدارها معن بشور عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي ونائب أمينه العام: د. علي محافظة، أستاذ شرف في قسم التاريخ بالجامعة الأردنية، الذي تحدث عن البيئة السياسية العربية والدولية عند إصدار وعد بلفور، ود. أنيس القاسم، الخبير بالقانون الدستوري، وتناول وعد بلفور في القانون الدولي، وتأثيره على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وماجد الزير مدير عام مركز العودة، وناقش موضوع التضامن العالمي مع الحق الفلسطيني، ود. جورج جبور، رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة، وقدم مداخلة بعنوان: مائة عام على وعد بلفور.. هل واجه العرب مفاعيل وعد بلفور؟.

وذكر د. علي محافظة، في ورقته التي قدمها أ. وائل سعد نيابة عنه، أن البيئة السياسية العربية والإقليمية والدولية كانت مواتية لإصدار وعد بلفور.

وأكد أنيس القاسم أن تصريح بلفور لم يحمل أي وزن قانوني، وليس له أي قيمة قانونية، وذلك أنه لم يتضمن أي تعهد أو وعد، ولم يكن إلا مجرد تعبير عن تعاطف، ولا يمكن لأي قاض أن يناقش هذا التصريح على أن ينطوي على التزام قانوني.

وفي كلمته، عن التضامن العالمي مع الحق الفلسطيني، بيّن ماجد الزير أن أبرز ما ميزه أنه متغير بتغير البيئة والزمان، والمكان، وله طبيعة رسمية وشعبية، وله عوامل مؤثرة متنوعة، ولقد تجاوز التفاصيل، ووصل إلى حالة عالمية لدعم فلسطين، تغلبت على سلبيات اتفاق أوسلو، وأشغلت العدو الصهيوني. وشدد الزير على ضرورة تطوير هذه الإنجازات.

من جهته، دعا جورج جبور، رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة، إلى جعل مناسبة مئوية تصريح بلفور فرصة لتوحيد العرب، كما دعا إلى استغلال القرارات الدولية المناهضة للاستيطان.

الجلسة الثانية:
وفي الجلسة الثانية، التي أدارها د. أحمد سعيد نوفل، المتخصص في العلوم السياسية، تحدث د. أنور أبو طه، الباحث السياسي الفلسطيني، وقدم مداخلة بعنوان “مائة عام على وعد بلفور.. تقييم لمشاريع المقاومة ضدّ المشروع الصهيوني”، ثم تحدث د. عبد الحليم فضل الله، مدير المركز الاستشاري والتوثيق، الذي تحدث عن مستقبل المشروع الصهيوني في ضوء التطورات الإقليمية.

وفي المداخلة الثالثة تحدث منير شفيق حول مستقبل المشروع الصهيوني في ضوء التطورات الفلسطينية، أما د. صلاح الدين الدباغ عضو المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية سابقاً، فقدم مداخلة بعنوان “في مواجهة وعد بلفور.. ما العمل؟”.

وتناول د. أنور أبو طه مشاريع المقاومة التي شكلت التحدي الاستراتيجي الأبرز للوجود الصهيوني في فلسطين منذ ما قبل وعد بلفور، وصولاً إلى اللحظة الراهنة.

ثمّ استعرض التحديات التي واجهت حركات المقاومة من التسييس إلى اختلاف أساليب العمل، وصولاً إلى حصار قطاع غزة، وأثر ثورات الربيع العربي، والانقسام العربي جراء ذلك، وأثره على المقاومة التي انتقلت من الابتداء في الهجوم إلى تحقيقها الردع الاستراتيجي وتوازن الرعب مع الاحتلال.

وأكد أن الشعب الفلسطيني يستمر في مقاومته متوسلاً كل الأساليب الكفاحية ضدّ الاحتلال متجاوزاً كل الأزمات والمؤامرات التي تواجهه وتُفرض عليه، واختتم ورقته بالحديث عن مستقبل المقاومة.

ومن جهته، فقد أشار عبد الحليم فضل الله إلى أن الكيان الصهيوني يعيش الآن حالة قلق وهواجس بشأن مسار الأمور، مع التحولات الإقليمية، ومع تغيير الخطر التقليدي المحدق بـ”إسرائيل”.

وتحدث منير شفيق عن حتمية زوال الكيان الإسرائيلي، وقال: إن ورقته ترتكز أساساً إلى ثلاثة مرتكزات، مشدداً على أنه “لن يكون المستقبل بالنسبة إلى الكيان الصهيوني كما كان ماضيه، ولا كما كان حاضره”.

ومن جهته، فقد أكد صلاح الدين الدباغ، ضرورة أن ننتقل من مرحلة القول إلى مرحلة الفعل، وذلك يكون من خلال: المحور القانوني، والمحور الإعلامي، والمحور الاقتصادي.


null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - فجر الخميس- حملات مداهمة واعتقال طالت العديد من مدن الضفة الغربية. يأتي هذا...