السبت 20/أبريل/2024

ثمانيني يرابط بالأقصى منذ 32 عاما.. القصة الكاملة

ثمانيني يرابط بالأقصى منذ 32 عاما.. القصة الكاملة

على وقع أهوال يوم القيامة، يلتف حوله العشرات، يجيب عن أسئلتهم، يبث فيهم روح الحماسة ومعاني التضحية، فسنواته الـ(84) لم تقعده عن البذل والعطاء، وهو القادم من “مخيم العزة” في بيت لحم، فلقد وهب نفسه للمسجد الأقصى منذ 32 عاما.

لا يذكر الحاج إبراهيم مصطفى العزة (84 عاما) أنه تخلف يوما واحدا، منذ ما يزيد عن اثنين وثلاثين عاما، عن واجبه بالرباط في الأقصى، يسير يوميا (متكئا على عصاه)، ذهابا وإيابا حوالي 4 كيلومترات، وتحديدا من محطة الباصات في باب العمود باتجاه المسجد الأقصى، يفشي السلام على كل من يصادفه. 

يرفض “العزة” كل أشكال الهيمنة الصهيونية على المسجد، ويقول: “إنه يأتي للأقصى لأداء صلاة الفجر، ثم يقيم حلقة علم ويجيب على أسئلة المصلين، ويروي لهم أحوال يوم القيامة، وكيف أن المنادي ينادي من فوق قبة الصخرة”.

صاحب اللحية البيضاء الكثة، متحدثا، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أرابط بالمسجد الأقصى المبارك يوميا منذ العام 1985م، نظرا لقيمة المسجد، فهو ثاني بيت وضع للناس بعد مكة، كما أنه أول قبلة للمسلمين”، وبعد تنهيدة طويلة، يضيف: “لو يعرف كل إنسان قيمة الأقصى ما فارقه، ولتردد عليه يوميا، فهو مسرى الرسول عليه السلام، وصلى به إماما بـ124 ألف نبي ورسول”.

يعود، مع مراسلنا، إلى أيام الشباب، ويستذكر عمله الذي تركه بالثمانينات من القرن المنصرم، ويقول: “عملت مواسرجيا، قبل أن أترك مهنتي بالثمانينات، واشتغل بعبادة الله، أديت فريضة الحج والعمرة  5 مرات، وعملت مرشدا دينيا بالمجان، باحثا عن الأجر والثواب”.

وبثقة المرابط، يؤكد المسن “العزة”، في سياق حديثه عن اقتحام المستوطنين اليومي لباحات المسجد الأقصى المبارك، “نحن على استعداد للدفاع عن الأقصى بكل ما أوتينا من قوة، وأقول للعالم بأن هذا البيت (المسجد الأقصى) لا يستطيع أحد المس به، لأن الله هو من يحميه، والمدافعون عنه اليوم هم الفئة المنصورة، ولو اجتمع عليه كل العالم لن يضروه أبدا، فالله هو الحافظ”.

يفتخر كونه أحد المشاركين بمعركة الأقصى الأخيرة، حيث كان يصلي مع المرابطين خارج أبواب المسجد المبارك، رافضا الدخول عبر البوابات الإلكترونية، ويؤكد، أنه بعد تحقيق الانتصار، دخلنا المسجد مهللين مكبرين، وقد وجهنا صفعة للاحتلال بفضل صمودنا ووحدتنا”.

وقبل أن يقفل “العزة” عائدا إلى مخيمه في بيت لحم، بعد صلاة الظهر مباشرة، يعاهد المسجد الأقصى أن يعود في اليوم التالي، يقول: “علينا أن نصبر على ممارسات واعتداءات الاحتلال ونقاومها، حتى نحصل على الأجر والثواب، فالأجر على قدر المشقة، ويطالب الأمتين العربية والإسلامية بالعودة إلى شرع الله، وأن تكون صادقة معه حتى يصدق معها”.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات