الكاتب حسني العطار.. (59) مؤلفاً تنتظر الخروج للنور

علاقته مع الكتب كانت منذ الدقيقة الأولى التي ولد فيها عام 1956م، حيث ولد في غرفة كانت بها مكتبة لأعمامه الذين كانوا خريجين من جمهورية مصر العربية ويهتمون بالعلم والكتب إلى درجة لا توصف.. إنه الكاتب والمؤلف حسني العطار.
والعطار (61 عاما) ابن بلدة يبنا بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة، وله قصة خاصة مع مكتبته التي جمعها طيلة سنوات حياته، بعد أن كان يحرم نفسه وأهله الحاجيات في سبيل شرائه واقتنائه لكتاب جذبه وأعجبه.
مؤلفات تنتظر الخروج للنور
للعطار نحو 59 مؤلفا منها ما طبع ونشر في مصر، والباقي ينتظر الدعم والخروج للعلن، تنوعت كتبه لتتناول القضية الفلسطينية والثقافة الإسلامية والحديث الشريف والتفسير، وأخرى عن الثقافة والتاريخ وقضايا معاصرة وأخرى قديمة.
وفي مكتبته الخاصة التي تضم حوالي 4500 كتاب والتي قرأ معظمها، وقرأ أضعاف ما فيها، تجول مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” ليغوص في ثنايا ذاكرة العطار وحياته.
“بدأت أكبر وأزحف بين بطون الكتب المختلفة، أقلب صفحاتها وأشاهد الصور فيها لأنني كنت صغيراً لا أعرف القراءة، وكلما أكبر أكثر أتعلق بالكتب أكثر وأكثر”.. بهذه الكلمات يبدأ العطار قصته مع الكتب والتأليف.
يأخذ الأستاذ حسني نفساً عميقا ويواصل حديثه: “ما أن بدأت أكبر حتى بدأ يصبح الكتاب لصيقاُ بي إلى درجة لا تكاد توصف.. كنت أذهب إلى المدرسة وأنا في المرحلة الإعدادية ومعي كتب كبيرة عن سني وعقلي وإدراكي”.
لم يعرف العطار بعد أن هذه العلاقة ستدفعه لعشق من نوع آخر، يجعله يخوض غمار تجربة تعلق عقله وقلبه وجسده وكل جوارحه بحب هذه الكتب ومصادقتها وتكوين علاقة متينة معها إلى حد الهيام.

null
الدارسة بالقدس
ويتابع العطار الذي تعود جذور عائلته من منطقة فاقوس بجمهورية مصر العربية: “مع الكتاب أشعر براحة نفسية غريبة، وأتذكر من ضمن الكتب التي كنت أقرؤها ولا زلت احتفظ بها حتى اللحظة كتاب “كليلة ودمنة”، “حكايات وقصص”، والكثير من الكتب والروايات”.
بدأ العطار يكبر حتى أنهي دراسة المرحلة الإعدادية، وكان طموحه أكبر من الدراسة في المدرسة بئر السبع الثانوية الوحيدة في رفح خلال تلك الفترة، ليسافر إلى مدينة القدس، ويلتحق بثانوية الأقصى الشرعية.
وعن سفره إلى مدينة القدس والتحاقه بالمدرسة هناك يروي العطار أن والده في البداية منعه من السفر بسبب صغر سنه، ولكن مع تدخل عمه الشيخ رجب العطار، وإقناعه لوالده بتركه ليشق طريقه بنفسه كانت الموافقة من والده.
ويكمل الأستاذ حسني أن السبب الذي دفعه للدراسة في القدس، أنه خلال إحدى جولاته في داخل حرم المسجد الأقصى، وجد عنوانا مكتوبا، وهو “مدرسة الأقصى الشرعية”، حيث دخل إلى حرم المدرسة ووجد 4 أشخاص موجودين بداخلها.
ويتابع: “سألت مدير المدرسة آنذاك وهو الشيخ عكرمة صبري الذي يشغل الآن منصب مفتي فلسطين، عن كيفية التسجيل في هذه المدرسة، فضحك وقال لي في أي مرحلة أنت؟ فأخبرته بأنني في المرحلة الإعدادية، فقال لي: أكمل الثالث الإعدادي وسأسجلك في المدرسة عندي”.
ويتابع: “أنهيت المرحلة الإعدادية والتحقت بالمدرسة في القدس، وأنهيت دراستي فيها لأنتقل بعدها إلى مصر وأدرس الفلسفة في جامعة الأزهر”، ومع قلة العمل وندرته في القطاع التحقت بالجامعة الإسلامية بغزة بقسم الحديث الشريف”.
عام 1980م عمل العطار معلماً وواعظاً لمدة 4 سنوات بنظام العقد، وكان يتقاضى العطار مرتبه من السفارة السعودية في عمان، ثم بعدها بدأت تضيق عليه الأوضاع من الاحتلال ما دفعه للسفر للعمل في ليبيا.
وفي عام 1986م عاد العطار إلى قطاع غزة حيث مسقط رأسه ليعمل معلماً رسمياً في الحكومة، ليتنقل بين مدارس القطاع، ينهي خلال تلك السنوات رحلة معلم خاض غمار التعليم مدة 36 عاما متواصلة.

null
قطع الراتب
رحلة التعليم حسب الأستاذ العطار انتهت بغصة تؤلمه كثيراً، حيث قطع راتبه عام 2007م من السلطة ظلماً، لينتهي به الحال بأن يتقاضى راتبا تقاعديا بمعدل 685 شيكلا شهريا لا تكفي لسداد حاجيات أسرته، بعد 36 عاما من العطاء المتواصل، وتخرج على يده الكثير من الأجيال في فلسطين وخارجها.
ورغم الجهود التي بذلها من أجل إعادة مرتبه إلا أنه ما زال مقطوعاً حتى اللحظة، موضحاً أن السلطة برام الله لم تعترف بالسنوات التي عملها مع حكومة غزة، الأمر الذي سبب له الحزن والألم.
مؤلفاته العديدة في مجالاتٍ متنوعة ستبقى حبيسة الأدراج، ما لم يتبنّ أحد نشرها ودعمها ماليًا من أجل خروجها للنور، وحتى تلك اللحظة، وفي ظل شعوره بعدم تقدير الجهات المعنية للعلم والعلماء، وصل إلى قناعة، أن ما يكتبه جهد ضائع.
ومن مؤلفاته ـ”الانتخابات بين الحل والحُرمة”؛ و”قضايا حديثيه مُعاصرة” و”استشراف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي رؤية مستقبلية” و”الخروج على الحاكم في الفقه الإسلامي”، و”اليهودية بين الضلال والإضلال” ، وغيرها الكثير.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تنعى القيادي بمكتبها السياسي إسماعيل برهوم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء اليوم الأحد، عضو مكتبها السياسي في غزة، الشهيد القائد الكبير إسماعيل برهوم،...

4 شهداء بغارات أميركية جديدة على العاصمة اليمنية
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وسائل إعلام يمنية تابعة لجماعة أنصار الله: إن عدوانا أميركيا جديدا استهدف مساء اليوم الأحد العاصمة صنعاء....

لازاريني: غزة تقترب من أزمة جوع حادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، يوم الأحد، من استمرار سلطات الاحتلال...

عشرات الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى آلاف المصلين، مساء اليوم الأحد، صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، وسط تشديدات وتضييقات من...

الاحتلال يجبر آلاف الفلسطينيين على تناول إفطارهم على حاجز بيت فوريك
نابلس- المركز الفلسطيني للإعلام أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، آلاف المواطنين على تناول وجبة الإفطار، اليوم الأحد، على حاجز بيت فوريك شرق مدينة...

بلدية غزة: حركة النزوح من الشمال أثرت سلباً على الخدمات المقدمة للمواطنين
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت بلدية غزة، إن حركة نزوح المواطنين من محافظة الشمال تؤثر سلبًا على الخدمات التي تقدمها، خصوصًا في المناطق الغربية...

مستوطنون يسيطرون على منزل فلسطيني بالخليل
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام سيطر مستوطنون متطرفون، على منزل فلسطيني في الخليل جنوب الضفة الغربية، مساء اليوم الأحد، عقب اقتحامه تحت حماية جنود...