عاجل

الأربعاء 24/أبريل/2024

أبو العبد اسكافي .. يرحل دون وداع نجليه الأسيرين

أبو العبد اسكافي .. يرحل دون وداع نجليه الأسيرين

بعد رحلة طويلة من النضال والتضحية، رحل المناضل عبد الرحيم عبد المحسن سكافي (أبو العبد)، تاركًا سيرة عطرة وذكريات لا تغيب ، خاصة لدى عائلات الأسرى والشهداء في مدينة الخليل، جنوب الضفة المحتلة.

وتوفي سكافي، فجر اليوم السبت، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 74 عاما قضاها في الدفاع عن وطنه والمنافحة عن قضايا الأسرى والمعتقلين، فيما بقيت سيرته ومراحل نضاله الوطني الذي شهدته جميع الميادين والساحات في محافظة الخليل ومدن الضفة الغربية للبقاء على قضية الأسرى والمعتقلين حيةً في قلوب الناس.

محطات نضالية
ولد المناضل أبو العبد في الخليل عام 1945، ليحمل على عاتقه هموم الوطن وأهله بعد أن عايش ورأى أفعال قوات الاحتلال بقتلها واعتقالها العديد من الفلسطينيين عقب احتلالها للمدينة في العام 1967.

ويروي خضر نجل الفقيد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” جزءا من حياته النضالية، قائلا: “إن والده أصبح صديقا للفدائيين والمطاردين في جبال الخليل، فتنقل معهم في الجبال والبراري حاملا لهم الطعام والمساعدة التي تعينهم على مواصلة الكفاح ضد هذا الاحتلال الغاصب”.

وفي 9/9/1969 حاصرته قوات الاحتلال الفدائيين في أحد كروم العنب في جبال الخليل، وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة في بطنه، ونقلته قوات الاحتلال عبر طائرة هليكوبتر من مكان الاشتباك إلى مقر الحكم العسكري “الإسرائيلي” في الخليل الذي كان يعرف بالمقاطعة.

في تلك اللحظة اعتقد جيش الاحتلال أن البطل أبو العبد سيفارق الحياة ولن ينجو من هذه الإصابة، فوضعه في إحدى غرف مستشفى عالية تحت حراسة مشددة وهو مقيد اليدين والرجلين بانتظار استشهاده، لكن الله أنجاه وبقي على قيد الحياة حاملا داخل جسمه أجزاء من الرصاص والشظايا التي أصيب بها.

الإبعاد والعودة
ويضيف الابن خضر: “بعد معالجة والدي في حينه من الإصابة وخروجه من المستشفى فرضت عليه قوات الاحتلال الإقامة الجبرية في المنزل، ليصدر قرار بإبعاده إلى خارج الوطن؛ حيث غادر فلسطين متوجها إلى الأردن التي عاش فيها فترة طويلة، وبعد عودته إلى الخليل عاش الغربة مرة أخرى بغيابي وغياب أشقائي محمد ويوسف ومهند وفهد وعلاء داخل سجون الاحتلال”.

لم يسلم المناضل أبو العبد لهذا الواقع المرير، فكانت قناعته بأنهم أصحاب حق وما دام أصحابه يطالبون فيه فلن يضيع، ليبدأ رحلة جديدة رفقة عائلات الأسرى والمعتقلين، حاملا معهم الهموم والأحزان ومحركا جميع الميادين والساحات والمؤسسات لتفعيل قضية الأسرى وبقائها على قيد الحياة ليكافئه أهالي الأسرى في المدينة بانتخابه رئيسا للجنة أهالي الأسرى في المحافظة.

في منزله المتواضع وعلى جدرانه وضعت صور ترتسم من خلالها خارطة الصراع مع المحتل، فرائحة السجن والشهداء لا تزال حية في بيته.. صور لأبنائه داخل السجون وأخرى لأحفاده الشهداء ومناظر وتحف تؤكد مواصلة الكفاح والنضال لتحرير فلسطين من هذا الكيان الغاصب.

رحيل بلا وداع
استشهد حفيده أحمد (15 عامًا) بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليه، ليودع حفيدته الأخرى عبير ابنة نجله الأسير يوسف بعد أن أصيبت بمرض عصبي عقب رؤيتها والدها خلف القضبان في إحدى الزيارات داخل سجون الاحتلال، فماتت على فراش المرض وهي تسال أين والدي؟!!

رحل المناضل أبو العبد اسكافي دون أن يحقق حلمه برؤية نجليه اللذين تركهما خلفه داخل سجون الاحتلال، فنجله يوسف يقضي حكما جائرا أربعة مؤبدات، ونجله الآخر علاء يقضي حكما بالمؤبد منذ عام 2004.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - فجر الأربعاء- حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية واقتحمت العديد من...