عاجل

الجمعة 27/سبتمبر/2024

مصر وغزة.. إشارات إيجابية تبعث التفاؤل الحذر

مصر وغزة.. إشارات إيجابية تبعث التفاؤل الحذر

شهد الربع الأخير من عام 2016 تغييرا وإن كان محدودا في طبيعة العلاقات بين السلطات المصرية وقطاع غزة.

وبدا واضحا من بعض التسهيلات التي قدمتها مصر تجاه أهالي قطاع غزة، أنّ هناك نوايا مصرية جديدة تجاه القطاع وأهله بعد 10 سنوات من الحصار وإغلاق المعبر، حيث شهدت الأعوام الماضية إغلاقا مشددا لمعبر رفح، إثر ما جرى في مصر من أحداث سياسية، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت اختلافاً في طبيعة عمل المعبر.

إشارات إيجابية

هشام عدوان مدير معبر رفح البري قال لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ “الأعوام السابقة كانت تشهد إغلاق المعبر مدة ثلاثة أشهر متواصلة، ما يؤثر على حياة الناس ويزيد من معاناتهم وآلامهم”، مستدركاً إنه وفي الفترة الأخيرة من عام 2016م، بدت هناك إشارات إيجابية من الجانب المصري، وأصبحت فترات إغلاق المعبر متقاربة.

ومن الإشارات الإيجابية التي تحدث عنها عدوان، فتح المعبر في السابق مدة ثلاثة أيام دون تمديد ثم يغلق، أما في الفترة الحالية فقد استمر تمديد فتح المعبر في بعض الأوقات إلى ثمانية أيام متواصلة.

ولفت إلى أنه وخلال الربع الأخير من عام 2016م، فُتح المعبر لغير الحالات الإنسانية؛ حيث غادر أكثر من وفد من قطاع غزة إلى جمهورية مصر العربية، “وهو ما لم نلمسه في السنوات القريبة الماضية” كما قال.

وكانت مصر قد دعت –لأول مرة منذ فرض الحصار على غزة- خلال الربع الأخير من 2016 فقط، إلى عدة مؤتمرات لنُخب فلسطينية، كان أبرزها دعوات وجهت لإعلاميين، وعقد المؤتمر الاقتصادي الذي دعا إلى تطوير معبر رفح بما يضمن التبادل التجاري.

مصالح متبادلة

من ناحيته؛ دعا المحلل السياسي إبراهيم المدهون، إلى أن يتحول معبر رفح للأفراد والبضائع، ويكون بوابة سلسة من وإلى غزة، ويكون بديلا عن جميع المعابر “الإسرائيلية”.

وقال المدهون لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” “أعتقد أنّ أفضل درجات التنسيق أن تأخذ مصر احتياجاتها الأمنية من غزة، وأن تأخذ غزة احتياجاتها السياسية والتجارية، وأن يتعاون الطرفان على حفظ الأمن والاستقرار، بشرط ألا يتدخل أي طرف بسياسات الآخر سلباً أو إيجاباً.

وكان الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس، كشف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” عن لقاءات مرتقبة ستجرى بين قيادة حركته ومسؤولين مصريين في القاهرة.

وقال: إنّ “نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، في طريق عودته لغزة، سيزور القاهرة برفقة القيادي موسى أبو مرزوق”، مرحباً بما تقدمه مصر من تسهيلات لقطاع غزة، وبيّن أنّ ذلك يعني أنّ مصر بدأت تعيد دراسة موقفها تجاه غزة بما يضمن مصالح الطرفين.

ثقة متبادلة

“الدور المطلوب من كل طرف، أن يؤمن إيماناً عميقاً بأهمية الطرف الآخر بالنسبة لمصالحه وأمنه القومي، ودوره ومكانته في المعادلة السياسية” هذا ما ذهب إليه المحلل السياسي حسام الدجني.

وقال لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” “لو تحقق ذلك نستطيع أن نؤسس لعلاقات مثالية تستفيد منها كل الأطراف، مصر، وقطاع غزة، ويسود الاستقرار في المنطقة”.

وحذّر المحلل الدجني، من أنّ حصار غزة قد يؤدي في النهاية لانفجار، مبيناً أنّ الانفجار لن يكون باتجاه مصر أو باتجاه حماس، “وإنما سيكون باتجاه الاحتلال، وهذا لا يخدم مصالح الدول الكبرى في المنطقة” كما قال.

ويؤكّد المحلل السياسي، أنّ الوصول لأفضل درجات التنسيق يتطلب خطوات بناء ثقة متبادلة بين مصر وحماس، لافتاً إلى أنّ أهم مرتكزات خطوات بناء الثقة، “عد ما يجري في سيناء تهديد أمني لمصر وغزة معاً، وأن أمن مصر من أمن فلسطين، وأن تعمل مصر على فتح معبر رفح بشكل مستمر، وأن يكون التفكير بشكل جدي في بناء منطقة صناعية بين مصر وغزة تساهم في تنمية سيناء واستقرارها” يقول الدجني.

ونوه إلى أنّ سبيل الوصول لما سبق، الحوار الرسمي والشعبي بين القيادة المصرية والمكونات الاجتماعية هناك، وبين الفصائل الفلسطينية والمكونات الاجتماعية الفلسطينية.

وتوّقع القيادي الزهار في حواره المطول مع “المركز“، من المتوقع أن يكون هناك إعادة دراسة للموقف المصري الحالي لصالح الطرفين، موضحاً أنّ مصر ستستفيد اقتصادياً، وأنّ الحصار لم يكسر حماس، المنطقة أو الإقليم و”إسرائيل” بالتحديد لا تريد أن يكون الحصار سبباً لمواجهات جديدة معها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات