الجمعة 19/أبريل/2024

في نابلس.. صراع تيارات والضحية المواطن

في نابلس.. صراع تيارات والضحية المواطن

لم تمض سوى أسابيع عدة على حالة شبه الهدوء بالبلدة القديمة في مدينة نابلس، بعد جولة من الصراع الداخلي ما بين تيارات “فتحاوية” وأجهزة أمن السلطة، حتى عادت من جديد، لتكون ضحيتها هذه المرة سيدة تعيل ستة من الأبناء، دون أن ينزع فتيل هذا الخلاف وهو ما يعني مزيدا من الضحايا المقبلين.

ومع عودة أحداث التصادم مجددا في البلدة القديمة من المدينة وسقوط أرواح جدد، بات السؤال الوحيد  المطروح هنا، من الذي يتحمل مسؤولية ما يجري منذ عدة شهور دون وجود أفاق للحلول أو إمكانيات لعودة الهدوء إلى البلدة القديمة وحاراتها؟

مصدر قيادي فتحاوي رفض الكشف عن اسمه أكد لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، بأن ما حصل في البلدية القديمة لم يكن بمحض الصدفة؛ بل هو نتاج  ازدواجية التعامل التي تنتهجها الأجهزة الأمنية في المدينة.

وتابع المصدر: “ما حصل في مخيم بلاطة قبل أيام، وعجز السلطة عن تحقيق أي إنجاز لها هناك ولا حتى التمركز فيه، مقابل الإبقاء على تواجدها وملاحقتها لمسلحي البلدة القديمة هو السبب الرئيس لما جرى وما سيجري”.

وكشف المصدر بأن العديد من مسلحي البلدة القديمة يشعرون بالإهانة نتيجة تلك السياسيات وبأن حالة التسليح والتجهز في الخفاء قائمة، يدعمها تيارا السلطة ودحلان، والأمور مرشحة للتصاعد بأي لحظة، أما الحديث عن  تهدئة الأمور ما هي إلا فرصة أكبر للحشد والتسلح بين أطراف النزاع”.  

استمرارية الفلتان
زاهر الششتري القيادي في الجبهة الشعبية، يرى بأن ما حصل بالبلدة القديمة بنابلس يمثل استمرارا لحالة الفلتان الأمني المصاحبة لاستمرار الخلافات الداخلية، فالأحداث الأخيرة تمثل فشلا ذريعاً للمؤسسة الأمنية في ضبط الأمن والحفاظ على ممتلكات وحياة المواطنين، خصوصاً بعد حوالي ثلاثة أشهر من بدء تنفيذ الخطة الأمنية دون تحقيق أهدافها.

ويحذر الششتري من استمرار الحالة  الأمنية  في البلدة القديمة واستخدم  المواطنين كرهينة.

ويتابع: “إن استمرار وضع المواطنين رهائن.. ووجود ضحايا لهذا الوضع الشاذ سيؤدي بالضرورة إلى حدوث شرخ أكبر مما هو موجود بين المؤسسة الرسمية والشعب، كما أن عدم احترام الحريات والديمقراطية أثناء تنفيذ المهمات الأمنية سيزيد من الهوة بين المؤسسة الأمنية والشعب”.

وحمل الششتري مسؤولية ما يجري في البلدية القديمة  بالدرجة الأولى إلى السلطة الفلسطينية “التي رعت الظاهرة وأصبحت لا تستطيع السيطرة عليها”، على حد تعبيره .

ولإنهاء مأساة البلدة القديمة، كما وصفها الششتري، طالب بإعادة الاعتبار للقانون وسيادته والتوقف عن محاباة من يرعون ظاهرة الفلتان، والعمل أيضا على وقف كل التجاوزات التي تحصل وتؤدي إلى زيادة الفجوة بين المواطنين والمؤسسة الأمنية. 

وربط الششتري بين استمرار تدهور الأوضاع الأمنية وحالة الاصطدام بالمؤتمر السابع في حركة فتح؛ في إشارة منه إلى  أن السبب الرئيس لكل ما يجري في نابلس وغيرها من  المدن هو خلافات فتح الداخلية والصراع بين تياري دحلان وعباس.

الخوف والظلم
وبدوره أعرب المدون والمحلل السياسي عامر سعد عن اعتقاده بان تجدد الأحداث في البلدة القديمة ناتج عن شعور سكان المدينة بالخوف والظلم وسرعة حسم ملفهم،  بينما هناك ملفات مشابهة لا تشهد أي تطورات.

ويشير سعد كذلك بأن أحد الأسباب المهمة في عودة التوتر “شعور عدد كبير من المسلحين بالإهانة حيال سلوك السلطة تجاههم”.

وأضاف: “عدد من المسلحين المحسوبين على السلطة شعروا بأن ما حصل سابقا كان بهدف كسر شوكة المدينة والكاريزما الجهوية والتنظيمية المعروفة”.

وعند الحديث عن السبب الرئيس لواقع الضفة الغربية عموما وما يحصل في المخيمات والبلدة القديمة، يرى سعد بأن خلافات فتح الداخلية والاحتراب الداخلي بين تياري دحلان وعباس هي السبب الأكبر والأهم، والمواطن هو من يدفع الثمن، وهذا ما يمكن أن يؤكده مقتل السيدة هيلدا الأسطة بمدينة نابلس وهي أم لستة أطفال. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات