الأربعاء 24/أبريل/2024

الخنازير البرية.. آفة تبدد سكون بلدة دير شرف

الخنازير البرية.. آفة تبدد سكون بلدة دير شرف

باتت ظاهرة الخنازير البرية التي تنتشر في أراضي الضفة المحتلة، ولاسيما تلك القريبة من المستوطنات الصهيونية ظاهرة مؤرقة لسكان كثير من القرى، في ظل ما تلحقه تلك الحيوانات من أضرار مادية ونفسية بحق المواطنين وممتلكاتهم.

وتعد بلدة دير شرف إلى الغرب من مدينة نابلس واحدة من تلك القرى والبلدات التي تعاني الأمرّين نتيجة قطعان الخنازير التي صادرت هدوء الليالي وسلبت الاستقرار منها.

وأحيلت حياة المواطنين في البلدة إلى كابوس مزعج نتيجة تواجد المئات بل الآلاف من الخنازير بين أراضي القرية وأشجارها وصولا إلى محيط منازلهم وأفنيتها.

لا آذانَ صاغية
وبحسب أهالي البلدة؛ لم تجد مناشدات أبناء القرية وحالات تذمرهم أي آذان صاغية؛ كون المنطقة تقع بالقرب من مستوطنة شافي شمرون وقريبا من طريقها الاستيطاني، ونتيجة لسيطرة الاحتلال الأمنية على المنطقة فإن معالجة هذه المشكلة بات مستحيلا، كما يقول المواطن علاء العنتري.

ويتابع العنتري خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “مشهد الخنازير وانتشارها في أراضي القرية وفي محيط منازلها ليلا ونهارا لم يعد يحتمل؛ فعلاوة على مشهدها المقزز فهي أيضا تحمل الكثير من الأمراض، وتجلب معها الخراب للممتلكات الزراعية”.

أما أبو فراس نوفل هو الآخر يصف المعاناة قائلا: “بتنا لا نأمن على أنفسنا عند الخروج إلى أراضينا الزراعية، ففي كل مرة نجدها تجلس في تلك الأراضي”.

ويكمل أبو فراس: “لم نعد نعرف الهدوء ففي كل ليلة نشاهد ونسمع بل ونعاني من وجود الخنازير البرية التي تتضاعف أعدادها عشرات المرات عن ساعات النهار، وما أن يجن الليل تنتشر بين المنازل وفي الشوارع والأراضي الزراعية، ونحن عاجزون عن قتلها أو استئصال خطرها”.

حكاية معاناة
وبدوره تحدث زياد الزعنون رئيس المجلس القروي عن هذه الآفة، مؤكدا أن الخنازير حكاية معاناة مع أهالي القرية؛ فهي مصدر رعب ومرض ودمار لكل الأهالي، “ونحن كمجلس وأهالي عاجزون عن مواجهتها لخصوصية البلدة وموقعها المحاذي لمستوطنة شافي شمرون”.

وبات مزارعو القرية عاجزين حتى عن زراعة أراضيهم ليقينهم بأنه سيكون مصير تلك المحاصيل والأراضي الدمارَ بسبب الخنازير التي تعيث فسادًا، كما يقول الزعنون.

وعن مكافحتها يقول: “اليوم بتنا لا نستطيع إحصاءها؛ فهي بالمئات بل بالآلاف، ومكافحتها صعبة بالنسبة لنا كوننا في منطقة يمنع فيها استخدام سلاح الصيد، هذا من جهة، بالإضافة إلى منعنا من شراء بعض الأدوية والسموم القاتلة المخصصة لها والتشديد على ذلك”.

أسباب الانتشار
ويعزو الزعنون ظاهرة انتشار الخنازير البرية إلى عدة أسباب؛ أولها الاحتلال ومستوطنوه الذين كانت بداية الآفة منهم كونهم هم أول من أطلق العنان للخنازير البرية كي تنتشر في أراضي القرية، بالإضافة إلى غياب أي طريقة لمكافحة تلك الظاهرة منذ البداية،  على حد قول الزعنون.

ولم تقف الأسباب لانتشار تلك الظاهرة عند الاحتلال وممارساته؛ بل لوجود مياه الصرف الصحي القادمة من مدينة نابلس والتي تخترق أراضي القرية وصولا إلى المنطقة الغربية، وتزامنا مع انتشار العشرات من الملاحم دور كبير آخر في وجود بيئة حاضنة لتلك الخنازير وحافز لها على التواجد المستمر والتكاثر في شكل بات مؤرقا ومخيفا لكل أهالي القرية.

ويشير الزعنون إلى أن مخاطر الخنازير البرية لم تتوقف عند تدميرها الأراضي والحقول؛ بل إن العديد من الأمراض أصابت الأشجار ولاسيما شجرة التين المنتشرة في محيط القرية، حيث لاحظ المزارعون وجود حشرات وديدان مصدرها تلك الخنازير.

وذكر الزعنون أن العديد من حوادث السير وقعت بفعل تواجد ومرور الخنازير البرية من الشوارع الداخلية والخارجية للبلدة؛ حيث اصطدمت وفي أكثر من مرة السيارات ببعضها البعض نتيجة العبور المفاجئ لها أو نتيجة اصطدام تلك السيارات بالخنازير البرية التي تسبب الخسائر الفادحة في حال اصطدمت بأي منها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات