السبت 20/أبريل/2024

طريق بيت دجن.. عام من الإغلاق والعذاب

طريق بيت دجن.. عام من الإغلاق والعذاب

منذ أكثر من عام، ما تزال سلطات الاحتلال الصهيوني تغلق طريق بلدة بيت دجن إلى الشرق من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بشكل كامل أمام السكان.

هذا الإغلاق والذي ينفذ بقرار صهيوني جائر، بثّ المعاناة والألم في صفوف السكان، نتيجة اضطرارهم لسلوك طرق التفافية، تكلف الكثير من وعثاء السفر وتعبه.

نصر أبو جيش القيادي في حزب الشعب، وأحد سكان البلدة، يقول لـالمركز الفلسطيني للإعلام إن إغلاق الطريق أثر بشكل سلبي على النواحي والجوانب المعيشية لسكان البلدة كافة.

ملامح البداية
وبدأت ملامح المعاناة ومسلسل الإغلاقات لطرق بيت دجن في بدايات التسعينيات مع بدء شق الاحتلال الطريق الالتفافي الاستيطاني المؤدي إلى مستوطنة ألون موريه، كما يقول أبو جيش.

وحسب أبو جيش؛ فمنذ شق الطريق بدأت معاناة أهالي القرية السالكين لهذا الطريق، فتارة تغلق وتارة أخرى كان يتعرض لهم الجنود والمستوطنون العابرون للطريق الالتفافي الذي جاورها بشكل مباشر.

ومع بدايات انتفاضة الأقصى في مطلع عام 2000 أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على إغلاق الطريق بشكل كامل ليستمر الإغلاق لمدة عشر سنوات قبل أن تفتحه بعد رحلة من المعاناة تكبدها سكان القرية على مرّ عشر سنوات،  كما يقول أبو جيش.

وبعد عملية ايتمار البطولية قبل ما يقارب العام أغلقت قوات الاحتلال مجددا الشارع الرئيس للبلدة بشكل كامل عبر وضع الأتربة والمكعبات الإسمنتية في شكل يستحيل معه المرور أو إعادة افتتاحه من المواطنين؛ الأمر الذي ضاعف من معاناة أهالي القرية، بحسب قول أبو جيش.

وقت أطول
أصناف متعددة من المعاناة تمخضت عن إغلاق الطريق، ما فاقم معاناة المواطنين؛ فالطريق من بيت دجن إلى مدينة نابلس لا تحتاج إلا بضع دقائق في الوضع الطبيعي، ولكن ومع إغلاق الطريق يضطر أهالي البلدة إلى التوجه إلى بلدة بيت فوريك للوصول إلى مدينة نابلس الأمر الذي يحتاج إلى وقت أكثر بكثير، هذا عدا عن الكلفة المالية.

وتابع أبو جيش: “في السابق كان أي شخص يستطيع أن يصل إلى مدخل مدينة نابلس في أقل من خمس دقائق، ولكن اليوم نضطر إلى استخدام مواصلات في داخل القرية، ومن ثم الانتقال إلى بلدة بيت فوريك المنفذ الوحيد ثم الانتقال إلى نابلس، وهذا الأمر انعكس بشكل كبير على المرضى والعمال وطلبة الجامعات”.

مدارس نائية
ولم تتوف المعاناة عند هذا الحدّ نتيجة إغلاق هذه الطريق، بحسب أبو جيش؛ بل إنها طالت طلبة المدارس، وأضاف: “عندما بنيت المدارس في القرية جُعلت على أطراف هذا الشارع، ولكن مع إغلاقه باتت تلك المدارس في منطقة مهجورة سكانيا ومنعزلة تماما عن القرية، بل إن الكثير منهم يحتاج إلى مواصلات خاصة بعد أن كان يستعين بوسائل المواصلات التي تسلكها من قبل حتى يصل إليها الأمر الذي جلب لهم المعاناة”.

وأوضح أبو جيش أنه عندما بنيت المدارس قبل سنوات وضعت في مكان بعيد عن المناطق السكنية أولا ثم إن الأرض المتوفرة وقتها كانت في مدخل البلدة الرئيس والذي يبعد عدة كيلومترات عن المنازل وكان في وقتها من السهل جدا الوصول إليها؛ كونها على الشارع حيث حركة نشطة للسيارات التي توصل الطلبة إلى هناك.

وتابع: “بعد إغلاق مدخل البلدة لم تعد السيارات تسلك هذا الشارع، وبالتالي فإن الطلبة يضطرون للمشي عدة كيلومترات في بعض الأحيان للوصول إليها، الأمر الذي يسبب لهم التعب والمعاناة نتيجة أشعة الشمس الحارة أو برد الشتاء”.

أراضٍ مستهدفة


وأدى إغلاق الطريق إلى انخفاض كبير في أسعار الأراضي الزراعية، لأنّ أحدا لا يستطيع استصلاحها بسبب الطريق الاستيطانية التي التهمت آلاف الدونمات.

المواطن أحمد أبو ثابت أحد سكان القرية يقول لمراسلنا: “ما أصعب الشعور أن تكون الطرق بالقرب من بيتك مغلقة، ومضطرا أن تعود للقرية، ومن ثم اللجوء إلى قرية أخرى للانتقال إلى مدينة نابلس”.

ويتابع: “الاحتلال يعاقب قرية، ويمارس ضدها العنصرية والإجرام؛ نتيجة إغلاقه لهذه الطرق في سبيل توفير الحماية لبضعة مستوطنين يسلكون الطريق متوجهين إلى مستوطنة الون موريه القائمة قهرا على أراضي المواطنين في القرى الشرقية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات