الخميس 18/أبريل/2024

لماذا سميت بلدة عقربا بـأم السبع حمائل؟

لماذا سميت بلدة عقربا بـأم السبع حمائل؟

“أم السبع حمائل” من الألقاب التي تشتهر بها بلدة عقربا جنوب شرق مدينة نابلس، ما أضحى مضربا للمثل في الريف الفلسطيني، ولهذا اللقب أصول ضاربة في جذور التاريخ الفلسطيني.

أم السبع حمائل
الباحث والحكواتي حمزة ديرية، وهو من أبرز نشطاء البلدة، يقول إن عقربا عرفت قديما بـ”أم السبع حمائل”، ولا أحد على الإطلاق يعرف متى سميت بهذا الاسم، وعلى أي أساس نسبت بعض العائلات إلى هذه الحمائل.

ويتابع في حديث لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن أسباب تسمية كل حمولة تختلف؛ فبعضها جغرافي “نسبة للموقع الذي سكنوه”، وبعضها نسبة لشخص نزل عقربا، وبعضها لجذور وأصول قديمة.

الناشط/ حمزة ديرية

وهذه الأسماء تواردت من الأجداد، ولم يبحث أحد عن سبب التسمية أو عن عائلات البلدة قديما، وهل كانت مقسمة على حمائل، وكيف كانت تتم الأحلاف بين العائلات.

وأضاف أن حمائل القرية كما عُرفت سابقاً سبع، إلا أنها اليوم ست حمائل، ويختلف كبار السن في البلدة حول اسم الحمولة السابعة، وسبب رحيل أبنائها ودمجها مع حمولة أخرى.

والحمائل المتبقية هي وفقا للباحث والحكواتي ديرية: الديرية وبني فضل وبني منيه وبني جامع وبني جابر والميادمة، وكل واحدة من هذه الحمائل تضم عدة عائلات، وتتفاوت العائلات داخل الحمولة من حيث العلاقات والوشائج والصلة والقُربى.

عائلات عقربا
والعائلات الموجودة في عقربا اليوم ليست هي فقط عائلات قرية عقربة التي كانت تُشكل الحمائل السبع؛ إذ الخريطة السكانية تغيرت بالكامل في بلدة عقربا عدة مرات، كان آخرها الهجرة والنزوح عام 67 ميلادية.

واستعرض نوعين من العائلات غير موجودة في القرية اليوم: الأولى العائلات التي انقرضت، وهي كثيرة حيث يوجد عائلات في القرية انتهت، ولم يبقَ منها أحد وهي كثيرة، ومعروف بعضها.

أما الثانية وفقا ديرية؛ فهي عائلات رحلت عن عقربا بالكامل ولم يبقَ منهم أحد، حيث رحلوا وتركوا أرضهم أو باعوها وسكنوا في الأردن وسوريا وغيرها. وهذه العائلات كثيرة لا يزال بعضها معروفا وله بقية من أرض في البلدة، وبعضها يقول بأن أجداده كانوا من قرية تسمى عقربا، حيث خرجوا منها قبل مئات السنين.

وبقي قسم من العائلات في القرية، وفق الناشط، وهم موزعون على الحمائل الست التي ذكرت سابقا، ويشكلون حمائل وعائلات عقربا اليوم، رغم أنهم النسبة الأقل بالمقارنة مع عدد المغتربين.

ونبّه ديرية إلى أن العائلات والحمائل الموجودة اليوم في عقربا تتفاوت في سنة نزولها القرية، ويصعب تحديد أقدمها نزولا على وجه الدقة، وأيهما الأصل والأقدم، غير أن المعروف لدى العموم بأن كثيراً من عائلات البلدة هي عائلات وافدة من خارج فلسطين “من السعودية والأردن واليمن وتونس والمغرب وسوريا ولبنان والعراق….”.

كما أن بعضها من مدن وقرى فلسطين “من بيت ساحور ومن نابلس والخليل ونعلين وغيرها”.

وهناك عائلات لا تعرف إلى أي القبائل العربية تعود ومن أي البلاد نزلت، وهذا أمر طبيعي؛ لأن العائلات دائما تتفرع وتتشعب، فيكون للعائلة اسم مشهور، وبعد مائة سنة أو أكثر مثلا تتوزع هذه العائلة إلى عدة عائلات، وهذا أمر معروف في كل البلدان، وبذلك تنسى العائلة الفرعية مع الزمن أصلها ونسبها، وعند تعاقب الأجيال تعرف باسمها الحالي، ويصعب تحديد أصل نسبها، وبالتالي تختلط الأسماء والأنساب، وفق الناشط.

أصول تاريخية وعربية
وعزا الباحث ديرية، الأصول التاريخية والعربية لعائلات عقربا وفقا لما توفر من معلومات إلى بلدة عقربا، التي تعد من أقدم البلدات التي سُكنت في فلسطين وبلاد الشام، وقد سكنتها شعوب قديمة، ووفدت عليها معظم حضارات المنطقة من: الكنعانيين والعمونيين والميديين واليبوسيين قبل الهجرات العربية الأولى من جزيرة العرب، مرورا بالرومان والفرس والحيثيين والسامرة وغيرهم.

وأورد أنه ومن القبائل العربية الأصيلة التي كانت تسكن عقربا فترة الفتح الإسلامي لفلسطين قبيلة لُخم ذات المكانة بين أنساب العرب وقبائلهم، وينتسب لهذه القبيلة التي كانت تسكن عقربا تابعي جليل نفخر بأنه من بلدتنا عقربا هو: المحدث محمد بن عاصم اللخمي “من عقرباء”.

وفي فترة الفتح الإسلامي لفلسطين سنة 636 ميلادية، وفدت قبائل وعائلات عربية وسكنت فلسطين ومكثت وأقامت فيها. وبعد ذلك توالت الهجرات إلى فلسطين عموماً، وكان ينزل في عقربا عائلات من أصول وبلدان شتى. ويُذكر بأنه حدثت أولى الهجرات الموثقة من عقربا فترة الحروب الصليبية حيث رحل إلى دمشق عدد من العائلات، بينهم أسرة عبد الرازق عائلة العلم والعلماء وغيرهم.

وبعد التحرير الصلاحي لفلسطين وطرد الصليبيين منها على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي والمماليك من بعده، وفدت للقرية عائلات عدة من سوريا والأردن والحجاز وإيران والعراق وغيرها، وتختلف هذه العائلات في نسبها العربي.

وكانت البلاد تتعرض لمد وجزر في هجرة العائلات؛ نظراً لطبيعة الأحداث فيها، فعندما تتعرض لاحتلال أو يضيق الحال بالناس تحدث هجرات منها، وأما حين يفدها الفاتحون والمحررون فتَفِدُ العائلات إليها، ومن ذلك أيضا قُدوم بعض العائلات لعقربا بعد هزيمة التتار والمغول، حيث سكنها بعض الجند والمجاهدين الذين تُنسب لهم بعض العائلات في عقربا.

ونقل ديرية طرفة وجدها في المراجع ما رُوي أن بعض عائلات عقربا ينتسبون لبُناة الكعبة الشريفة، ولذا تجد عبارة (بني) أي بُناة الكعبة.

وتتفاوت بقية العائلات في نسبها وأصلها، وكثير منها أكد لدينا انتسابه لأعز القبائل العربية العريقة المعروفة بالصدارة بين أنساب العرب وقبائلهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان بعدوان إسرائيلي على جنوب لبنان

شهيدان بعدوان إسرائيلي على جنوب لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخصان -فجر الخميس- جراء غارة إسرائيلية على بلدة كفر كلا بجنوب لبنان، في وقت أعلن فيه حزب الله عن استشهاد...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، حملة دهم واعتقالات في أرجاء متفرقة من الضفة...