الخميس 28/مارس/2024

هل أرهبت أجهزة السلطة الإعلام من مناقشة ما جرى ببلاطة؟

هل أرهبت أجهزة السلطة الإعلام من مناقشة ما جرى ببلاطة؟

على الرغم من اعتياد مواطني محافظة نابلس على متابعات الأحداث الميدانية يوميا عبر أثير الإذاعات المحلية الأربعة، لمعرفة مجريات الأحداث حولهم، لكنهم لم يتمكنوا من معرفة الرواية الكاملة لما جرى فجر الأربعاء وما تلاها من أحداث، في خطوة أثار تساؤل الكثيرين حول دور “ترهيب أجهزة السلطة” لإبقاء الرواية الرسمية هي الثابتة.

ويقول مراسلنا، إن هناك عدة شواهد رصدت خلال تغطية الإعلام لما جرى بمحيط مخيم بلاطة وإطلاق أجهزة السلطة النار على أربعة شبان أعلن عن وفاة أحدهم فيما بعد، حيث كان لافتا أن إحدى الإذاعات المحلية في المدينة ألغت نشرة أخبارها ظهر أمس الخميس بعد ورود نبأ وفاة الشاب ضياء مرشود متأثرا بإصابته.

ويوضح مراسلنا أن هذه المرة الأولى التي تلجأ بها إذاعة محلية لهذا الإجراء، وهو دليل على حالة الترهيب التي تتعرض لها وسائل الإعلام والصحفيون من أجهزة السلطة خوفا من تطرقهم للحدث، واقتصر بثها على موسيقى وأغان عادية.

ويتعرض إعلاميو نابلس لتهديدات علنية وضمنية في تناولهم القضايا الحساسة في المدينة والتي تجلت في حقيقتها خلال تغطية أحداث مقتل احمد حلاوة أبو العز وما سبقها من أحداث بالبلدة القديمة قبل عدة أسابيع، واقتصار رواية السلطة على وسائل الإعلام.

وفي بيان آل مرشود في مخيم بلاطة، طالب البيان توضيح الحقيقة للرأي العام بشكل منطقي، تستند للمعطيات الحقيقية حول ما جرى، متمنيا على الإعلام الفلسطيني موضوعية نقل الخبر، وعدم الإساءة للنسيج الاجتماعي والعائلي في المنطقة والمخيم.

ويقر صحفيون من نابلس تعرضهم للمساءلة المباشرة والضمنية، لما ينشرونه لدى الجهات التي يعملون بها، وقال  صحفي، رفض الإشارة لاسمه، إنه جرى استدعاء طاقم مؤسسة إعلامية إلى مقر محافظة نابلس، لمراجعتهم بخصوص تقارير أمنية حول استضافتهم شخصيات انتقدوا السلطة، وكان جواب المسئول “كل يوم تصلنا تقارير أنكم ….  تسيئون إلينا”.

صحفي آخر قال: “إن تنبيهات تصله ضمنيا من خلال أقاربه تنصحه بعدم نشر تصريحات للجهات الأخرى، ونقل فقط رواية السلطة، وأحيانا تنصحه بعدم التطرق لهذا الموضوع أو ذلك”.

 ويقول متحدث باسم عائلة مرشود إنه تفاجأ بحالة الخوف من الصحفيين في نشر بيان العائلة، حيث اعتذر ثمانية صحفيين منهم عن نشره، خوفا على حياتهم، وعندما  بادر بالسؤال “إلى هذا الحد أنتم تخافون؟ أجابوه “وأكثر من ذلك”. وكانت زوجة القتيل أحمد حلاوة قد شكت من حالة مشابهة أثناء تواصلها مع الصحفيين خلال فترة إعدام زوجها على يد أجهزة السلطة الشهر الماضي.

ويقول القسم الأكبر من الصحفيين إن هناك فئة من الصحفيين يعملون مع وسائل إعلام رسمية ومحسوبة على السلطة ولا تنشر سوى روايتها، وهؤلاء يعتذرون بأن هناك أوامر واضحة ويخشون مخالفة التعليمات من مرؤوسيهم.

فيما القسم الآخر، وهم الأكثر عددا يتعرضون لأشكال شتى من التهديد والملاحقة والرصد والمتابعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات