الخميس 25/أبريل/2024

10 قرى بنابلس تستقبل العيد خلف المكعبات

10 قرى بنابلس تستقبل العيد خلف المكعبات

يحل عيد الأضحى المبارك على عشر قرى تقع جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بأجواء كئيبة نتيجة الحصار الذي عزلها عن محيطها.

وفرضت قوات الاحتلال منذ الرابع من الشهر الجاري، حصارا مشددا على قرى: بيتا، حوارة، عورتا، أودلا، بورين، مادما، عصيرة القبلية، عوريف، عينابوس، جماعين، كعقاب جماعي بحجة تعرض مركبات المستوطنين للرشق بالحجارة.

إلا أن الحصار على تلك القرى فرض عليها واقعا جديدا في الأيام التي تسبق عيد الأضحى، بعد أن حولت المكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية والصخور تلك القرى إلى سجون كبيرة لسكانها.

وفي مجمع الكراجات الشرقي بمدينة نابلس، ينتظر سائقو المركبات العاملين على خطوط هذه القرى، طويلا قبل أن تكتمل حمولة مركباتهم، في مشهد يعكس قلة أعداد المتسوقين من تلك القرى نتيجة الحصار الخانق.

السائق خالد عبد السلام بدت عليه مظاهر الاستياء وقد أطفأ محرك مركبته بانتظار وصول أربعة ركاب لتكتمل حمولة مركبته ذات السبعة مقاعد، لنقلهم إلى بلدة عورتا.

يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “موسم العيد بالنسبة لنا يعتبر من أهم المواسم، ففي الوضع الطبيعي لم نكن ننتظر لأكثر من خمس دقائق لملء المركبة والانطلاق بها، أما الآن فإن الأمر يحتاج إلى أكثر من ساعة”.

ويشير إلى أنه مع إغلاق مداخل القرى، يضطر الناس لاستخدام مركبتين، الأولى من وسط البلدة إلى مدخلها، ثم النزول والسير على الأقدام إلى مركبة أخرى على الجانب الآخر، لتنقلهم إلى نابلس، ومن يريد الوصول بسيارته الخاصة فعليه سلوك طرق ترابية وعرة والتنقل بين عدد من القرى”.

ويضيف أنه في كلتا الحالتين فهذا يعني زيادة في التكلفة والمشقّة، الأمر الذي يجبر المواطنين على تقليص تنقلاتهم واصطحاب عدد أقل من أفراد عائلاتهم لشراء احتياجات العيد.
 
عرقلة الاستعدادات
وتعتبر مدينة نابلس السوق الرئيس لسكان تلك القرى للتزود باحتياجاتهم، خاصة تلك المتعلقة بالعيد من ملابس وفواكه وحلويات، ليأتي الحصار ويضع أمام الأهالي تحديا جديدا في تأمينها.

ويقول المواطن إبراهيم نصار من بلدة مادما لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “نعتمد في مادما والقرى المجاورة على مدينة نابلس في التزود باحتياجاتنا للعيد، وفي ليلة العيد تستمر حركة التنقل بين القرية والمدينة حتى الفجر”.

ويردف قائلا: “لكن في ظل الحصار، فمن ذا الذي سيبقى خارج البلدة حتى العِشاء؟”.

ولم يؤثر الحصار على قدرة أهالي القرى على التنقل وحسب، بل امتد أثره إلى أسعار السلع التي يحتاجها المواطنون لا سيما في العيد، وفي حسبة بلدة بيتا انعكس الحصار زيادة بأسعار الخضار والفواكه.

وقال المواطن وسيم أحمد، إنه توجه لشراء حاجته من الفواكه استعدادا للعيد، وفوجئ بأن الأسعار تضاعفت، وأصبحت تتراوح ما بين 10-12 شيكلا لكل صنف.

ويعزو أحمد ذلك إلى ارتفاع تكاليف النقل، حيث تضطر شاحنات الخضار والفواكه لسلوك طرق طويلة للوصول إلى الحسبة التي لا تبعد عن مدخل البلدة سوى بضع مئات من الأمتار، وفي النتيجة يتحمل المواطن العادي الزيادة في تكاليف النقل.

ويلفت إلى أن الاحتلال لا يكتفي بفرض حصاره على البلدة للتنغيص على الأهالي، بل يعمد في كل ليلة إلى اقتحامها والتواجد في وسطها واستفزازهم بإطلاق أبواق الجيبات وصافراتها، لتندلع مواجهات عنيفة يطلق خلالها الجنود قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
 
تقطيع للأرحام
ويخشى الأهالي أن يتحكم الحصار بمظاهر احتفالهم بالعيد ويسلبهم بهجته، ويقيّد حريتهم وحركتهم، لا سيما في تنقلاتهم لصلة الأرحام خارج تلك القرى، أو للوصول إلى المتنزهات وأماكن الترفيه لأطفالهم.

ويقول عبد الفتاح شحادة من بلدة عوريف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن الاحتلال يصر على التنغيص على المواطنين حياتهم وأعيادهم، مشيرا إلى أن الكثير من سكان البلدة لهم أقارب خارجها، ولن يتمكنوا من تبادل الزيارات اذا استمر الحصار.

ويضيف: “إذا فكر أحدنا بزيارة أقاربه خارج القرية فسيمضي معظم وقته في السير عبر الطرق الترابية، وعندما يصل يكون بوضعٍ مزرٍ للغاية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين

كينجستون – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزيرة الخارجية والتجارة الخارجية في دولة جامايكا، اليوم الأربعاء، أن دولتها اعترفت رسميًا بدولة فلسطين....