الجمعة 29/مارس/2024

الشقيقان الحسنات.. غادرا مقعد البطالة بأول مطعم متنقل في غزة

الشقيقان الحسنات.. غادرا مقعد البطالة بأول مطعم متنقل في غزة

عندما فكر الشقيقان محمود ومعاذ الحسنات بإنشاء أول مطعم متنقل في أرجاء مدينة غزة، كانت الفكرة تبدو لديهما شبه مستحيلة؛ فالوضع الاقتصادي الصعب، وعلاقتهما غير الودية بالطبخ، وتقبل الفكرة لدى المجتمع الذي يعيش أسوأ حصار في التاريخ، كانت عقبات تشبه جدرانًا أسمنتية عالية أمام تحقيق حلمهما الكبير.

عام على الفكرة
عام كامل منذ أن لمعت فكرة المطعم المتنقل الأول من نوعه في فلسطين، في رأس الشاب محمود الحسنات (28 عاماً)، بعد أن قرر أن يغادر كرسي البطالة الذي يجالسه فيه الآلاف من الشباب، وأن يحرر نفسه أيضاً من قيود أي وظيفة ممكن أن تشكل روتيناً قاتلاً له، كما يروي في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” ويخلق لنفسه فرصة عمل تشكل مصدر رزقٍ له “ويكون سعيداً بما يقدمه للناس”، حسب قوله.

وترتفع معدلات البطالة في غزة إلى نسبٍ غير مسبوقة، حيث أكّد الخبير الاقتصادي ماهر الطباع لـمراسلنا، أنّ نسبة العاطلين عن العمل تجاوزت في آخر إحصائياتها 40% بواقع 200 ألف عاطل عن العمل.

الأناقة عنوان
الشاب محمود بدا أنيقاً وحريصاً على النظافة بشكل لافت وهو يقدم لزبائنه وجبات مطعمه الذي أطلق عليه اسم “قرموشتي”؛ حيث يقدم لهم وجبات الدجاج المقلي بالخلطة السرية التي أعدّها بنفسه هو وشقيقه معاذ.

ولم تقتصر الأناقة على شكل الشابّين الحسنات وحدهما اللذين جهّزا زيّاً خاصاً متميزاً يليق بفكرتهما الأنيقة؛ بل شملت المطعم وشكله الخارجي الذي اتخذ ألوانًا مبهجة وهما اللونان الأخضر والأصفر، وشعاراً جميلاً للمطعم يرسخ في ذهن عوام الناس، وشكلاً جميلاً لما يقدمه من وجبات تحمل في طياتها بعض النصائح والحكم والأشعار، “حتى لا تكون الفائدة مجرد وجبة وع الماشي”، يقول الشاب محمود.

تنفيذ الفكرة
لم يتسرّع محمود الخريج في تخصص العلاقات العامة والإعلان، بتنفيذ الفكرة منذ أن لمعت في رأسه، بل اتخذها كجلسة نقاش بين الأصحاب والأهل والأصدقاء والمعارف، حتى نضجت الفكرة وأصبحت قابلة للتجهيز.

محمود الذي لم يصنع يوماً طعاماً لنفسه يقول بضحكةٍ تملؤها الثقة لـمراسلنا “صحيح أنني لم أصنع يوماً العشاء لنفسي، لكني سعيد جداً بما أقدمه للناس من وجبات يحبونها ويقدرون ما يقدمها لهم كأول مطعم متنقل في فلسطين”.

وقبل أن ينطلق محمود ومعاذ في وجباتهما للناس كان مطبخ بيتهماً مسرحاً للتجارب حتى الوصول إلى كافة الأذواق وتقديم ما هو أفضل للناس، حتى انتهى الأمر بهم لتقديم وجبات من قطع الدجاج المقلي بخلطتهم السرية باسم “قرموشتي” من خلال التكتك الذي أصبح يجوب أرجاء مدينة غزة.

ورغم صعوبة الوضع المادي بسبب الحصار والإغلاق امتلك الشقيقان التكتك الذي من خلاله انطلقا في عملها والمصمم بطريقةٍ تليق بمطعمٍ متنقل، ولكن بسعر مضاعف.

وقد اكتسب مطعم “قرموشتي” المتنقل شهرةً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أفلح الشابان محمود ومعاذ بالوصول إلى الجمهور عبر الإعلانات الممولة التي كانت إحدى وسائل التفاعل مع الجمهور والاحتكاك بهم عن قرب.

ويراعي الشابان الحسنات أوضاع الشباب من أمثالهما، فقررا تقديم الوجبات بأسعارٍ شعبية تناسب كافة أبناء الشعب الذي يعيش ظروفاً الحصار والإغلاق، معبرين عن فخرهما بهذا الإنجاز الذي جلب لهما حب الناس والمجتمع من حولهما.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات