السبت 20/أبريل/2024

الأطفال مرضى الكلى بغزة .. معاناة حدها الموت

الأطفال مرضى الكلى بغزة .. معاناة حدها الموت

هو شعور بالألم والوجع والقهر يتملككُ وأنت تنظر إلى حال مرضى الفشل الكلوي سيما إن كانوا من الأطفال.

 فبراءتهم التي اختفت مع  الوجع المتواصل وزيارة المستشفى بشكلٍ شبه يومي، فوجوههم تبدو شاحبة لكن ابتسامة الطفولة لا تغادرهم وهم ينظرون لكل سليمٍ يمر عليهم يتمنون أن يصبحوا مثله.

خوف ورجاء
بحزنٍ شديد يتحدث المواطن رائد فتحي حمدان لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن حال اثنين من أطفاله الذين ولدوا بمرض “تهريب البوتاسيوم” والذي يؤدي بدوره إلى الفشل الكلوي، وهو ما آل إليه حال طفله الأول محمد (9 سنوات) الذي بات يغسل بشكل شبه يومي جراء تعرضه لفشل كلوي كامل، فيما يتحدث الأطباء أن الفرصة متاحة جداً لوصول حال الطفل “فتحي” (3 سنوات) إلى غسيل كامل للكلى كما هو حال شقيقه محمد.

وتساءل المواطن الذي يقطن مدينة رفح: “لا أدري أين أجد علاجًا لأطفالي؟!، فمحمد هو بكري الأول بعد ست سنوات من العقم، وأشكر الله على كل حال”.

ويقطع المواطن حمدان يومياً أكثر من 35 كيلومترًا عبر سيارات الأجرة من رفح حتى مدينة غزة، عله أن يجد علاجاً لأطفاله كونه وحيد والديه، إضافة إلى معاناته من أزمة مالية شديدة جداً “حيث لا يجد عملاً ويقضي أغلب وقته إلى جانب أطفاله من البيت إلى المستشفى والعكس حيث يمكث وقتاً طويلاً فيها”، كما يقول.

وبحزنٍ عميق سالت على إثره دمعة من وجنتيه، يقول حمدان: “بس يقولولي بعد هيك أخلف ولا أوقف خلف، أنا ما بدي أجيب أولاد ويتعذبوا بسببي”.

وعن مطالبه يتحدث حمدان، عن أمله في أن يجد منفذاً للسفر وعلاج أطفاله، وأن يجد تشخيصاً صحيحاً لحالهم.

450 حالة
ويكشف الدكتور نبيل عياد اختصاصي أمراض الكلى ورئيس قسم وحدة الغسيل الكلوي في مستشفى الرنتيسي، عن أنّ إجمالي عدد حالات الفشل الكلوي المزمن في قطاع غزة بلغ 450 حالة، لافتاً إلى أنّ العدد قابل للزيادة، “حيث يمكن أن يكون هناك حالات لم يتم تشخيصها أو الاطلاع على حالتها”، كما قال.

وعن الصعوبات والعقبات التي يواجهها قسم الكلى، يؤكد الطبيب عياد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن قلة الإمكانيات والمهمات الطبية اللازمة لعمليات غسيل الكلى، بالإضافة إلى الطرق التشخيصية غير المتوفرة في غزة هي أبرزها.

وطالب عياد، وزارة الصحة بالعمل على توفير الأدوات اللازمة لعملية الغسيل وسد العجز في مختبرات الوزارة، والتي من شأنها أن تساعد على التشخيص المسبب لأمراض الكلى.

 إعدام !
السيدة أم محمد أبو قوطة كانت تبدو منهكة ومرهقة إثر سفرها البعيد من رفح حتى غزة بشكلٍ يومي، تتحدث بألم عن ابنها “محمد” الذي يغسل منذ أربع سنوات الكلى بشكلٍ يومي.

وتضيف في حديثها لمراسلنا: “كل يوم بآجي من رفح وابني لازم يغسل يومي، ولكن لصعوبة وضعي المادي والنفسي ما بقدر آجي غير 4 مرات في الأسبوع، وأنت عارف كيف الوقت والتعب كل يوم من رفح لغزة”، حيث إنّ زوجي لا يعمل ومصاب بعدة أمراض.

وتشير أبو قوطة إلى أنها تخرج من بيتها الساعة السابعة صباحاً لتمكث في المستشفى حتى الساعة الرابعة بعد العصر، معربةً عن أملها أن “تجد من يساعدها على وقف هذا النزيف في وقتها وصحتها ومالها”، حسب وصفها.

وبحرقة تواصل حديثها المواطنة الفلسطينية عن حال ابنها: “يعني لما الواحد يصير معه فشل كلوي يعني إعدام؟! يعني هذا ما عليه إلا أن ينتظر الموت فقط”.

وتشير إلى أن ابنها البالغ من العمر (10 سنوات) يمتنع تماماً عن ممارسة حياته الطبيعية من دراسة ولعب وطعام وشراب بسبب الغسيل اليومي الذي يستمر لأكثر من ثماني ساعاتٍ، كما هو حالها هي التي لا تجد وقتاً لأطفالها الثلاثة الآخرين، الذين يشبه أحدهم حال محمد.

وعن أمنيتها تأمل أن تجد “قوطة” من يتبرع لابنها “محمد” من أجل زراعة الكلى وإنهاء معاناته التي تتفاقم يوماً بعد يوم، وأن تسافر لتجد مرادها في علاجه.

وكان عدد من الأطفال قد قضوا جراء إصابتهم بمرض الفشل الكلوي بغزة ومنعهم من السفر للعلاج في الخارج، كان آخرهم الطفلة مرح دياب التي توفيت بعد رفض دائرة العلاج بالخارج في رام الله منحها تحويلة للعلاج في مستشفيات الداخل المحتل، كما قال ذووها في حينه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات