تعرف على قصة أصغر أسيرة في العالم.. ديما الواوي
“ديما الواوي”.. اسم تردد في الإعلام الصهيوني، كـ”إرهابية” حاولت قتل مستوطنين وجنود صهاينة، لكن الحقيقة أنه اسم لطفلة فلسطينية تبلغ من العمر اثني عشر عاماً فقط، كانت تعيش بين إخوتها العشرة في منزل وادع في مدينة حلحول شمال مدينة الخليل المحتلة.
اعتقل الاحتلال ديما بالقرب من مستوطنة “كرم تسور” المقامة على أراضي الخليل، واتهمها بمحاولة تنفيذ عملية طعن رغم صغر سنها وبنيتها التي يستحيل عليها القيام بمثل هذه الأمور.
حاولت المؤسسات الحقوقية التدخل للإفراج عنها، إلا أن سلطات الاحتلال أصرت على تقديمها للمحاكم العسكرية، ليحكم عليها بالسجن أربعة أشهر ونصفًا، إضافة إلى دفع غرامة مالية قدرها ثمانية آلاف شيقل، لتصبح أصغر أسيرة في العالم معتقلة في سجون الاحتلال الصهيوني.
طفلة تتابع تفاصيل الانتفاضالوالدة أم رشيد الواوي تقول لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، إن ابنتها لم تتجاوز مرحلة الطفولة بعد؛ فهي تحب اللعب وخصوصاً اللعب الذي له علاقة بالجري والقفز وغيرها من الألعاب الرياضة، وكان جميع الأطفال يحبون اللعب معها حيث كانت تمتلك شخصية قيادية بين إخوتها وأصدقائها الأطفال سواء في المدرسة أو في البيت.
وأوضحت أن ابنتها كانت تتابع الأخبار والأحداث المتعلقة بالانتفاضة، فيما كان يُلاحظ عليها حفظها لأسماء الشهداء ومكان وطريقة استشهادهم، وكان واضحا عليها تأثرها الشديد باستشهاد الأطفال، كما تقول والدتها.
واستذكرت الوالدة الطفلة ديما أم رشيد قصة حصلت بينها وبين ديما قبل يوم من اعتقالها فتقول: “وصلت صورة للأسير الصحفي محمد القيق عن طريق أحد الأولاد إلى البيت، فحملت ديما الصورة وقالت لي ماما بدي أسالك مين راح يهتم بأولاده إذا استشهد؟ وكيف راح يعيدوه في العيد وأبوهم مش موجود؟”.
وواصلت أسئلتها قائلة: كيف راح يكون رمضان معهم بدون أب؟، ماما شو عملوا أولاده علشان يصيروا بدون أب؟، فكانت جميع الأسئلة حول أطفال محمد القيق، وشعرت أنها متأثرة بشكل كبير بالموضوع. تقول الوالدة حاولت أن أجيبها عن بعض الأسئلة، وسحبت الصورة من يدها، فغضبت غضباً شديداً، وذهبت إلى غرفتها.
خبر الاعتقال
وفي يوم اعتقالها خرجت ديما في الصباح إلى المدرسة، ولم يكن يخطر ببال الأم أي شيء حول ما يمكن أن يكون قد جال في ذهن الصغيرة، “وفي فترة الظهيرة كنت أتحدث مع جارتي، فجاء إلى البيت أخي وبعض المعلمات من مدرسة ديما”.
تقول الأم: “عندها شعرت بالخوف، فأحسست أن هناك شيئا ما قد حصل مع ديما، وتوقعت أن يكون وفاة أو إصابة من هيبة الموقف، سألتهم ما الموضوع؟، قالوا “ديما”، قلت لهم ماتت؟! قالوا: لا؛ تم اعتقالها داخل مستوطنة كرم تسور. سألتهم: هل أصيبت؟، فأجابوا: لا، تم اعتقالها دون أي إصابة، فقلت: لهم الحمد لله”.
وتشدد الأم على أن ابنتها كانت تريد فقط أن توصل رسالة، مؤكدة أنها لم تفعل أي شيء سوى ذهابها إلى المستوطنة واعتقالها هناك.
براءة الطفولة في قفص الاتهام
وفي يوم محاكمتها شاهدت الأم طفلتها في مشهد قالت إنها لم تتخيل يوماً أنها يمكن أن تراها به في يوم من الأيام؛ فديما تجلس في قفص صغير مكبلة الأيدي والأرجل بالقيود، ترتدي بلوزة خفيفة وحذاء ممتلئا بالطين والماء في ظل جو شديد البرودة، حيث جردها الاحتلال من الجاكيت والمريول المدرسي، حسب قول الأم.
“تمالكت نفسي من البكاء أمامها خوفا على حالتها النفسية الصعبة في تلك اللحظة، حاولت الاقتراب منها لأعطيها غطاء كنت أحمله معي فرفض الجنود ذلك، بدأت الحديث معها من بعيد وسؤالها عن حالها، وماذا فعلوا بها، فأخبرتني أنهم وضعوها في زنزانة مظلمة طوال الليل، وتعاملوا معها بقسوة وعنف”، تصف الأم هذا المشهد، وكأنه فيلم سينمائي.
كانت الأم تصبّر طفلتها وتبعث إليها برسائل الاطمئنان؛ اعتقاداً منها أنها ستخرج معها كونها لا تزال طفلة لا يتم محاكمتها، لكنها تفاجأت بقرار المحكمة الذي قضى عليها باستمرار اعتقالها لمدة أربعة أشهر ونصف.
عايد أبو قطيش: الكيان الصهيوني هو الدولة الوحيدة التي تقوم بمحاكمة الأطفال أمام المحاكم العسكرية
معايير منتهكهوحول حياة ديما داخل السجن، تقول الوالدة أم رشيد: “أفتقد ديما في كل لحظة داخل البيت، ويخطر ببالي عدد من التساؤلات حول وضعها، وماذا تفعل داخل السجن، وهل يوجد ملابس وأغطية تقيها هذا البرد، هل الأسيرات داخل السجون سيستوعبونها ويخففون عنها وجعها وألمها؟! لا نعرف عنها أي شيء حتى اللحظة”.
الأسيرة المحررة جورين قدح من قرية شقبا قضاء رام الله، والتي أفرج عنها بتاريخ 27/1/2016 من سجن هشارون، الذي تقبع فيه الأسيرة ديما الواوي، قالت إن سجن هشارون سيئ للغاية، والأسيرات فيه يعانين من أوضاع معيشية صعبة، فهناك نقص في الملابس والأغطية الخاصة بالأسيرات.
وتضيف “كان في بداية الاعتقال مجموعة من الملابس والأغطية يتم توزيعها على أي أسيرة جديدة تدخل إلى السجن، ولكن في الفترة الحالية مع ازدياد عدد الأسيرات داخل السجون لم يتبق أي شيء من تلك الملابس”.
مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين عايد أبو قطيش، قال لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، إن المعايير الدولية لعدالة الأحداث، التي التزمت دولة الاحتلال بها من خلال توقيعها على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل عام 1991، تنص على وجوب عدم حرمان الأطفال من حريتهم بشكل تعسفي أبدا، وأن يكون اعتقالهم هو الملاذ الأخير.
وأوضح أبو قطيش أن الكيان الصهيوني هو الدولة الوحيدة التي تقوم بمحاكمة الأطفال أمام المحاكم العسكرية، والتي تفتقر لمعايير المحاكم العادية؛ حيث تتجاهل مصلحة الطفل ولا يتم الأخذ بها، وفق قوله.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
23 عملًا مقاومًا ضد الاحتلال بالضفة والقدس خلال 24 ساعة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطى"، 23 عملا مقاوما ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية ومدينة...
200 صياد استشهدوا وأكثر من 20 مليون دولار خسائر قطاع الصيد بغزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الزراعة الفلسطينية في قطاع غزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على...
القسام تستهدف ناقلة جند إسرائيلية في جباليا وتدمّرها
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها دمرت يوم الثلاثاء ناقلة جند إسرائيلية في مخيم...
إيرلندا تنضمّ لجنوب إفريقيا بدعوى الإبادة الجماعية ضد دولة الاحتلال
دبلن – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن، الأربعاء، أن حكومة بلاده وافقت على انضمام البلاد إلى القضية التي رفعتها...
الرشق يبارك للشعب السوري انتصاره ونيل حريته
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام بارك عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عزت الرشق، الأربعاء، "للشعب السوري العظيم انتصاره ونيل...
3 شهداء بقصف إسرائيلي على جنوب لبنان
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 3 مواطنين لبنانيين، مساء اليوم الأربعاء، في غارة إسرائيلية استهدفت مدينة بنت جبيل جنوب لبنان. وقالت مصادر...
أطلقت نداء استغاثةٍ عاجلاً.. الأمم المتحدة تدعو لجمع 4 مليارات دولار لدعم غزة
جينيف – المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت الأمم المتحدة نداء استغاثة إنساني عاجل لجمع أكثر من 4 مليارات دولار للاستجابة الإنسانية لثلاثة ملايين شخص في...