نشأت ملحم.. زارع الرعب ومحيي المقاوم النموذج

يثبت أحدهم على ناصية الشارع الجديد لافتةً تحمل اسم “نشأت ملحم” ويقيّد آخر مولوده باسم “نشأت”.. وربما يهدي مقاوم مستقبلي عملية لروح الشهيد “ملحم”.
نموذج الشهيد “نشأت ملحم” أشهر من جديد سيف “صلاح الدين”، وحرّك ترس “قطز”، وذكّر برصاصات “القسام” الأولى في تاريخ الصراع مع الاحتلال في فلسطين.
وكان نشأت ملحم (31 عاما) استشهد قبل أسبوعين في بلدة “عرعرة” برصاص جنود الاحتلال، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار في “تل أبيب” أدت إلى مقتل مستوطنين وإصابة آخرين، حيث واصلت أجهزة الأمن والشرطة “الإسرائيلية” مطاردته طوال أسبوع .
وشكلت عملية وشخصية “ملحم” قدوةً للشباب الفلسطيني، وهم يتابعون شاباً أتقن التخطيط وأطلق النار بجرأة، ثم انسحب من أكثر مدن الاحتلال أمناً، موجها رسائل تحدي لأجهزة الأمن، التي قلبت كل حجر قبل أن تعثر عليه، فيبدأ هو بإطلاق النار قبل استشهاده .
” super man “
بعد نجاح عمليته تدافع عناصر “الشاباك” لمسرح العملية في شارع “ديزنقوف”، كما يتدافع النمل إلى إناء العسل، بينما كان الفلسطينيون يحبسون أنفاسهم وهم يتابعون الفيديو الذي وثّق حادثة إطلاق النار.
ويقول د. محمود العجرمي الخبير الأمني إن “ملحم” شكل “أيقونة” وقدوة لأنه أصاب “تل أبيب” بشلل كامل وحرم آلاف المستوطنين من الحركة وأغلق المدارس والشركات حتى بدت الحركة للمستشفيات حذرة للغاية.
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كل حركات التحرر تبحث عن نماذج تمنحها إلهاماً، وملحم كان من أهم صواعق الانفجاريات في وجه الاحتلال، وهو قدوة في حسن التدبير والتضحية لأنه تصرف بحنكة وهدوء خاصة حين أخرج بندقيته ومشى في الشارع ثم أطلق النار واختفى” .
اليوم بعد أن أوصدت وسائل الإعلام الحديث عن “ملحم” لا زالت هناك معارك خفية بطلها في كل الحلقات “نشأت”، فأجهزة الأمن “الإسرائيلية” تتبع الخيوط وتتقصى المعلومات متوقعةً أن يقفز العشرات من نموذج “ملحم” لتنفيذ عمليات مشابهة.
وتمنح تفاصيل عملية واختفاء “ملحم” إرشاداً معنوياً وتحصن عنصر الإرادة في صراع الفلسطينيين مع الاحتلال، كما يرى المحلل العجرمي، حين يتابع آلاف الفلسطينيون كيف اختفى “ملحم” الذي درس نطاق عمليته وأرهق استخبارات الاحتلال وطائراته وطواقم أمنه وهو يصدر رسائل التحدي .
أما د. درداح الشاعر الأخصائي في علم الاجتماع فيقول، إن “الإنسان لا يحيا إلا في ظل قدوة والمجتمع المعاصر يفتقد للقدوة، وهي تأتي حالياً على يد شباب المقاومة الذي ربما كان “ملحم” أبرزها منذ اندلاع انتفاضة القدس.
النموذج القادم
الغوص في تفاصيل عملية “ملحم” وتفاصيل مطاردته التي قلبت كل حجر خلفه، طوال أسبوع تبشر بميلاد مائة “ملحم يخططون الآن على مكث لتفجير قنبلة قادمة لا محالة برداء جديد .
ويشير الخبير العجرمي أن الاحتلال يميل لاستخدام يمين القوة والغطرسة، بدل استيعاب الدرس، مرجحاً أن يقوم بإخلاء مناطق محتلة في الضفة والقدس، كما هرب من غزة سنة 2005 .
ويتابع: “نموذج ملحم يحفّز الكثيرين ويسعى لضرب الأيديولوجية الصهيونية القائمة على الاستيطان حين يدفعهم للانسحاب مستقبلاً، استناداً لتآكل الدور الوظيفي وقوة الدرع، بعد اعتراف قادة الاحتلال (جلعاد ويعلون) أن الانتفاضة ستستمر لأجل غير معلوم”.
ويقول الأخصائي الشاعر لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “سيحاول الشبان تقليد نموذج ملحم لأنهم افتقدوا للقدوات العملية، فقد حمل فعله نموذج الجرأة ونضوج الشخصية و تحدٍّ للاحتلال و سيستفيدون من خبرته ويطورون النموذج ليكون أكثر إيلاماً للاحتلال” .
ويتوقع أن يبقى نموذج “ملحم” ملهماً للشباب الفلسطيني فترة طويلة ويحفزهم للاستفادة من تجربته النفسية والمادية وإعداده المعنوي والتكتيكي حيث نجحت تجربة “ملحم” في رفع مخزون الصمود الفلسطيني .
وبعيد انتشار نبأ استشهاد “ملحم” بدأت الأخبار تتحدث، عن عدم اعتماد الشهيد الذي يحمل رقم 150 من شهداء “انتفاضة القدس” ضمن سجلات الشهداء المعتمدين، فسجل الآلاف من المغردين تغريداتهم على الهاشتاق “#الشهيد_150_غصبن_عنكم” وهاشتاق “#الشهيد_150_رغم أنوفكم” في إشارة لتواصل تفاعلهم مع “ملحم” .
الاحتلال نادم
“ملحم” نشر تعويذة اللعنة في شوارع “تل أبيب”، بينما كان قادة “الشاباك” يلومون أنفسهم عن عدم معاقبة شاب حمل كل مؤشرات الجرأة، في بيت يحمل والده رخصة بحمل قطعة سلاح “فالكون” كانت نذير شؤم لهم من بعد.
ونشرت صحافة الاحتلال أن “ملحم” قبل عدة سنوات حاول خطف سلاح جندي في محطة حافلات وأثناء التحقيق معه هاجم شرطيا وحاول خنقه، مشيرةً أن السلوك العنيف كان من المفترض أن يعطي إشارة حمراء لعدم إعطاء والده رخصة سلاح .
ووجهت له تهم تتعلق بالاعتداء على ضباط الشرطة خلال استجوابه حين دخل ضابط شرطة فتشبث بصدره وطرحه أرضا، وتمكن الضابطان بعد عناء من السيطرة عليه وتكبيل يديه، وبعد أن تم وضعه في سيارة الشرطة هاجم أحد الحراس برفقته وخنقه، وأثناء تواجده في قسم الطب الشرعي وعندما قام الموظف بتصويره حاول انتزاع بندقية أحد الحراس.
واعترف “ملحم” يومها أنه انتزع البندقية من الجندي في حافلة بمحطة “كركور” لأنه يريد تنفيذ هجوم انتقاما لاستشهاد ابن عمه “نديم ملحم” 28 سنة الذي قتلته الشرطة “الإسرائيلية” قبل سنوات.
وتحمل قصة “ملحم” منذ اشتد عوده، وهاجم شرطة الاحتلال انتقاماً لابن عمه، وصولاً لتنفيذ عملية كلفت الاحتلال مطاردة هي الأخطر من سنة 1980 حسب إعلانه، تفاصيل تمنح مئات الشبان لأن يحذو حذوه، بل ويطوروا على فعله لتسجيل بصمة إضافية في “انتفاضة القدس”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جيش الاحتلال يواجه صعوبة في تجنيد الاحتياط رغم الإغراءات المالية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد ضباط في جيش الاحتلال بوجود تراجع كبير في عدد جنود الاحتياط الممتثلين للخدمة، إلى حد اختفاء سرايا بأكملها،...

أبو عبيدة يدعو الأمة إلى الانخراط في معركة الدفاع عن الأقصى ودعم غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعا الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحرار الأمة العربية والإسلامية إلى الانخراط في معركة الدفاع...

مدير المستشفى الإندونيسي: غير قادرين على التعامل مع عشرات الإصابات
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة الدكتور مروان السلطان إن المستشفى لم يعد قادرا على التعامل مع المصابين...

جيش الاحتلال الإسرائيلي يبدأ عدواناً برياً شمالي قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بدء جيش الاحتلال ظهر اليوم الخميس، عدوانا برياً في شمال غزة بالتزامن مع الغارات المستمرة في جميع أنحاء القطاع، فيما...

القسام يقصف تل أبيب برشقة صاروخية رداً على مجازر الاحتلال
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الخميس، عن قصف مدينة تل أبيب، وسط فلسطين المحتلة، برشقة صاروخية....

خبير أمني: مقترح نشر قوة أممية في فلسطين غير قابل للتطبيق
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام يؤكد خبير حفظ السلام الدولي السابق وضابط الاتصال السابق في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في البلقان، أيمن سلامة، أن...

حماس: نعمل على تجنيب شعبنا الحرب وانسحاب الاحتلال من غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال عبد اللطيف القانوع الناطق باسم حماس، إن المحادثات مستمرة مع الوسطاء بشأن وقف العدوان عن شعبنا والعمل على إلزام...