السبت 20/أبريل/2024

صناعة العربات الخشبية.. تراث يواجه خطر الاندثار

صناعة العربات الخشبية.. تراث يواجه خطر الاندثار

في محل تعود جذوره إلى أكثر من مائة عام يتربع السبعيني “نشأت عرفات” من مدينة نابلس في الضفة الغربية، على عرش تجهيز وإعداد العربات الخشبية، التي ورثها من والده قبل أكثر من 50 عاما.

وفي حي الياسمينة وسط البلدة القديمة من مدينة نابلس تقع المنجرة التراثية التي تعد مصدر رزق لعائلة عرفات، والتي يعمل فيها الوالد إلى جانب نجله رائد في بداية الثلاثينات من عمره، والتي تجذب إليها الزبائن من أصحاب العربات، إضافة إلى طلبيات أخرى متعلقة بالأخشاب.

توارث المهنة

يقول السبعيني عرفات خلال لقاء “المركز الفلسطيني للإعلام” إنه منذ طفولته رافق والده المرحوم في هذه المهنة وأتقنها، واستمر بها بعد وفاته، وعلمها لابنه رائد حتى تتوارث العائلة المهنة أباً عن جد، منوها إلى أنه يستمتع بالعمل رغم تراجع المبيعات فيها.

وعن أسباب تراجع المهنة يقول عرفات “تعود إلى صعوبة التنقل بين مدن الضفة الغربية مؤخرا، كون المدن الأكثر طلبا لها هي القدس والخليل، في ظل الحواجز والإغلاقات المتواصلة والحصار.

يتدخل رائد في الحديث قائلا “منذ أشهر لم يتمكن العديد من تجار الخليل والقدس الوصول لنابلس لأخذ أيّ من العربات الخشبية لأشغالهم، وذلك بسبب الوضع الأمني المتأزم، منوها إلى أن البعض يتجه إلى العربات الحديدية التي مساوئها كثيرة، وتؤدي إلى حوادث وصعوبة في الحركة.

يتوقف المواطن السبعيني عن الحديث ليواصل إنجاز إحدى العربات لتاجر محلي بنابلس، ثم يواصل حديثه قائلا “عندما يسود الكساد مجال العربات نتجه لإنجاز أبواب خشبية، ثم يتدخل نجله رائد قائلا “حتى التوابيت لدينا إلمام بها؛ وننتجها لأبناء الطوائف الثلاث المقيمين بنابلس، المسلمين والسامريين والمسيحيين كل حسب تقاليده وطقوسه.

وحول المشهورين في مهنة إنتاج العربات الخشبية قال عرفات الأب؛ إن المدينة كانت تحتضن اثنين منذ الخمسينات وهما الوحيدان المعروفان بذلك، واستمر تمسكهما بهذه المهنة رغم التعثرات الاقتصادية والسياسية.

إحدى الطلبات الغربية التي أنجزها عرفات لوفد أجنبي تواجد بنابلس، كانت عربات صغيرة الحجم أرسلت إلى هولندا.

غياب الدعم

ويقول غالب توفيق صاحب بسطة على عربة خشبية إنه يعمل في بيع الملابس منذ 25 عاما، ويحافظ عليها من التلف منذ ذلك الحين، ولم تتعرض إلا لعطب في العجلات فقط، أما الجانب الخشبي فإنه يحافظ على رونقه رغم مرور تلك الفترة.

ويتابع أن أسرته المكونة من 11 فردا تعتاش على هذه المهنة ضاحكا “للعربة الخشبية فضل علينا لا يمكن نسيانه”.

ويقول غسان عثمان الناشط المجتمعي في نابلس لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“، إن هناك غيابا لدعم أشكال المهن التراثية ومنها مهنة إنتاج العربات الخشبية، مقابل قيام الأعداء بتزوير التاريخ والتراث ونسبته إليهم، لإدراكهم أن ذلك جزء من معركة الوجود في الأرض.

ودعا عثمان إلى رؤية مبنية على أهمية الحفاظ على التراث الفلكلوري والمهن التقليدية من خلال دعم العاملين فيها.

وحول وجود دعم لحماية هذا التراث قال عرفات “للأسف لا يوجد أي دعم، وهناك غياب لأي رؤية من أي جهة لدعم هذا اللون من التراث، داعيا إلى ضرورة حمايتهم من الركود والاندثار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات