الجمعة 29/مارس/2024

عائلة الصحفي القيق.. رصدت معاناة الأسرى واليوم هي الضحية

عائلة الصحفي القيق.. رصدت معاناة الأسرى واليوم هي الضحية

“نحن نعلم ماذا يعني الإضراب، وتابعنا الإضراب عن الطعام للعديد من الأسرى، فكان محمد يواكب حياتهم وحيات عائلاتهم، ولكن لم نكن نعرف أنه في يوم من الأيام سنكون مكانهم، أتجرع مرارة القلق والخوف المستمر على زوجي، ولكن شاء الله أن أمر بهذه التجربة فالحمد لله على كل حال”.

بهذه الكلمات بدأت الصحفية فيحاء شلش حديثها لنا في منزل والد زوجها في مدينة دورا جنوب الخليل ونجلها إسلام يجلس بجانبها يحمل صورة والده الذي يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام داخل سجون الاحتلال، وملامح وجهه تقول أعيدوا لي أبي حيا.

إخفاء قسري

دخلت عائلة الصحفي محمد القيق حالة من المعاناة المستمرة منذ اليوم الأول لاعتقال ابنها، حيث بدأت العائلة تبحث وتسأل من خلال المؤسسات الحقوقية والصليب الأحمر الدولية عن مكان وجود نجلها ومصيره المجهول.

فقد عمد الاحتلال ومنذ اللحظة الأولى أن تعيش هذه العائلة المعاناة بكل تفاصيلها وأوجاعها، فتقول الصحفية شلش في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “كان اعتقال محمد بطريقة همجية لا تحترم عمله الصحفي ومكانته كمراسل قناة دولية”.

وتضيف: “منذ اعتقاله وحتى اليوم الخامس ونحن في بحث سؤال مستمر عن مكان وجوده من خلال المؤسسات الحقوقية والصليب الأحمر ونادي الأسير وشؤون الأسرى وغيرها من المؤسسات، حيث عشنا معنى السؤال والبحث عن شخص أصبح مفقوداً بلمح البصر، فتجرعنا معاناة الانتظار والخوف من المجهول حتى استطعنا في اليوم الخامس معرفة مكان وجوده، وهو مركز تحقيق الجلمة”.

لكن ذلك فتح بابًا آخر من معاناة هذه الأسرة؛ حيث بدأت متابعة ومواصل البحث عن وضع الصحفي القيق وأسباب اعتقاله داخل أقبية التحقيق.

معاناة قاسية

الزوجة الصحفية فيحاء شلش تؤكد أن المعاناة أصبحت بشكل مختلف حينما علمت العائلة أن محمد يقبع في زنازين تحقيق الجلمة، وبدأت العمل من خلال المحامين ومؤسسات حقوق الإنسان للتدخل وزيارته ومعرفة وضعه الصحي.

ومع كل مرة كان يأتي الجواب من المحامين بأنه ممنوع من الزيارة بأمر من جهاز المخابرات، الأمر الذي أدى إلى زيادة القلق والخوف لدى العائلة التي بقيت على هذا الحال حتى اليوم الخامس والعشرين حينما أنهى التحقيق وتم تحويله إلى المحكمة، كما تقول شلش.

وتضيف الصحفية شلش أن حياتنا تغيرت عندما علمنا أن زوجي مضرب عن الطعام، وأنه تعرض للتحقيق والمعاملة القاسية من الاحتلال، فكان واجبًا علينا أن نفضح الاحتلال ونؤازر محمد في إضرابه من خلال الاعتصامات والفعاليات والوقفات والمتابعات الإعلامية المستمرة حتى الإفراج عنه من داخل سجون الاحتلال.

وبدأت عائلة الأسير القيق بتنظيم حملة فعاليات ونشاطات مستمرة في محاولة للضغط من خلالها على الاحتلال للإفراج عن ابنها.

من جهته قال الوالد أحمد القيق: “كرست كل وقتي ووقت أبنائي والعائلة بأكملها في الفعاليات وخيمة الاعتصام وكل النشاطات الساعية للضغط على الاحتلال في الإفراج عن ابني المضرب عن الطعام، فمحمد لن يبقى وحيدا يعاني الألم، ولن أسمح أن يعود وقد فارق الحياة”.

ودعا والد القيق إلى أن يقف الجميع بجانب محمد وكل الأسرى من أجل الإفراج عن نجله الذي اعتقل دون سبب، فعمله الصحفي ليس جريمة وهو مشرع في الأعراف والقوانين الدولية، وفق تعبيره.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات