عاجل

الجمعة 27/سبتمبر/2024

محاصيل الشتاء ترفع هامتها على حدود غزة

محاصيل الشتاء ترفع هامتها على حدود غزة

من جديد عادت نباتات “الفول، البازيلاء، القرنبيط، السبانخ” ترفع هامتها في الأراضي الزراعية الحدودية بعد أن غيبتها الحرب الأخيرة، عنوةً مقابل موقع “كسوفيم”.
 
وبعد أسابيع طويلة من تنظيف الأراضي الزراعية التي تبعد أقل من كيلو متر عن حدود الاحتلال، من المواد المتفجرة وتسوية الأرض ومدها بشبكات الري عادت الأشتال الزراعية بدأت تنمو وتترعرع من جديد مبشرةً بموسم شتوي خصب.

وتعرضت أراضي المزارعين في المنطقة الحدودية مقابل موقع “كسوفيم” -أكبر مواقع الاحتلال على حدود قطاع غزة- لتدمير كبير امتدت آثاره حتى شهور خلت، ما أدى لتدخل عاجل من مؤسسات إغاثية وإنسانية على رأسها الصليب الأحمر.

وقام الصليب الأحمر مؤخراً بتأهيل 10 آلاف دونم في قطاع غزة، وتعبيد طرق زراعية وتأهيل 3500 دونم قرب الحدود بهدف إعادة الزراعة للمناطق الحدودية من جديد.
 

“قرنبيط ورصاص”

في نوبة استراحة يتخللها أكواب من الشاي ولفافات التبغ يتبادل المزارع “محمد حسين أبو مغصيب” الحديث مع أصدقائه وأقاربه الذين فزعوا لتنظيف المحصول الشتوي الأول بعد الحرب الماضية من الأعشاب.
 
يعود أبو مغصيب بالذكري لليوم الأول بعد الحرب الذي زار فيه أرضه فوجد مخلفات الاحتلال التي صنعت منها ثكنة عسكرية تركت فوقها آلاف الرصاصات الفارغة ودمرت شبكة الري بالكامل وقتلت، الأشتال الزراعية.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أستبشر بنجاح ثمار القرنبيط هذا الشتاء في 4 دونمات لأن الدبابات كانت متمركزة في أرضي أيام الحرب وظلت مدمرة، حتى ساعدني الصليب الأحمر مؤخراً وقاموا بتسوية الأرض ومد شبكة ريّ من مؤسسة الإغاثة الزراعية ثم زرعت الأشتال”.

ويبدو المزارع “أبو رأفت أبو مغصيب” غاضباً من ضعف محصول الزيتون الذي لم يمنحه سوى صندوقين من الزيت حصيلة ثمار 4 دونمات لكن أسفه الكبير على عدم التفات أي من المؤسسات الإغاثية لأضراره الكبيرة في بئر المياه وخط الكهرباء.
 
ويتابع: “حضرت اليوم لمساعدة أحد أقاربي في تنظيف الأعشاب، ما جرى معه شيء يجدد الأمل، لكني أيضاً مزارع فقدت بيتي وأغنامي وأشجاري، ولم أستفد من أي مؤسسة”.
 
وعلى بعد مئات الأمتار من أرض أبو مغصيب يتجدد الأمل في قلب المزارع “حسام أبو محارب” الذي تبعد أرضه مئات الأمتار عن موقع “كسوفيم” أملاً في نجاح موسم “البازيلاء والسبانخ” التي بدأت تنتج أولى الثمار.
 
ويقول حسام الذي ولج للتو لديوان العائلة الذي يحد أرضه من الجهة الغربية إن موسم الزراعة بعد انتهاء الحرب سجل خسارة بمئات آلاف الشواكل بسبب القصف بينما ماتت بقية الثمار عطشاً، وعندما زرع بعد الحرب أشتال الفقوس قتلتها طائرات إسرائيلية ترش المبيدات على طول الحدود.
 
ويضيف: “استفدت مؤخراً من مشروع الصليب الأحمر الذي مدني بأربعة آلاف شيكل على 3 دفعات، سددت ديونًا متراكمة ثم زرعت كوسا وسبانخ وباذنجان في 10 دونمات، وإن شاء الله يعدل الموسم خسارتنا في موسم الصيف الذي ماتت أشتاله بمبيدات الاحتلال التي رشتها الطائرة الزراعية”.
 

اللجان الزراعية
 

خلف موقد النار يجلس رئيس لجنة المزارعين “مروان أبو محارب” مستقبلاً ضيوفه المتوقعين للاستفسار عن سير العمل في الزراعة الحدودية بالتعاون مع المؤسسات الإغاثية وأنشطتها.
 
وتقديراً لخبرته الزراعية الطويلة يترأس “أبو محارب” لجنة المزارعين المشكلة من أربع مناطق وتضم عشرات المزارعين ممن يعملون في مسافة كيلو متر من خط الحدود الفاصل بدءًا من موقع “كسوفيم” شرق قرية وادي السلقا وصولاً لقرية “المصدر”.
 
ويضيف: “أترأس لجنة من 4 أشخاص ونجمع المزارعين هنا دوماً في الديوان، مؤخراً بدأنا مع الصليب مشاريع للزراعة المروية واستفاد منها من أسرته تفوق 6 أفراد بمبلغ 4 آلاف شيكل فكانت حصتنا 35 مزارعا، قدموا لهم الحراثة والبذور بعد أن قام الصليب بالتنسيق مع الشرطة بتنظيف أرضهم من مخلفات الحرب”.
 
ويترقب مروان أن يبدأ بعد أيام مشروع هو الأهم منذ عشرين سنة وهو ممول من الصليب الأحمر ببذور “القمح والبازيلاء”؛ حيث ينوي الصليب زراعة أراض تبعد 200-400 متر من الحدود هجرها أصحابها منذ 15-20 سنة رغماً عنهم حين منعهم الاحتلال من زراعتها.
 
وتعلق سهير زقوت -الناطق الإعلامي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر- بالقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن عملهم في المناطق الحدودية بدأ سنة 2007 وأن مهمتهم مساعدة المتأثرين من النزاعات المسلحة ودعم صمودهم .
 
وتضيف: “قمنا بتأهيل 10 آلاف دونم في قطاع غزة ووزعنا بذور قمح وبازيلاء، وعبّدنا طرق زراعية، وأعدنا تأهيل 3500 دونم قرب الحدود وأعدنا مزارعين لم يدخلوا أرضهم من 15 سنة وحاليا ننوي زراعة أرض ببذور قمح وبازيلاء ضمن معايير محددة “.
 
ويحلم مزارعو الحدود بالعودة إلى الأراضي الزراعية التي هجروها رغماً عنهم بسبب عدوان الاحتلال المتكرر الذي يطلق النار على كل متحرك في المنطقة المحاذية للحدود، وقد تكون مساعدات المؤسسات الإنسانية التي تمدهم بالبذور والسماد تقرب حلمهم أكثر ليصبح حقيقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات