الجمعة 29/مارس/2024

في غزة.. متجر إلكتروني يتحدى الحصار ويوصل هدية المغترب إلى ذويه

في غزة.. متجر إلكتروني يتحدى الحصار ويوصل هدية المغترب إلى ذويه

بشريط أحمر اللون، تضع الشابة الفلسطينية ياسمين صرصور (29 عامًا)، لمساتها الأخيرة على تجهيز صندوق خشبي صغير الحجم، لتقدمه إلى شابة أخرى، كـ”هدية تخرّج” من أخيها المغترب منذ أكثر من 7 سنوات في بريطانيا.

وتواصل صرصور، تغليف عدة هدايا أخرى لتوصيلها في الموعد، الذي حدده المغتربون خارج القطاع، لأقاربهم المقيمين في غزة.

وتعمل صرصور، التي تسكن في حي تل الهوى، جنوبي قطاع غزة، ضمن فريق “عائلي” يدير متجرًا إلكترونيًّا، أُطلق عليه اسم “جيفت بوكس- Gift Box”.

ويعتبر “جيفت بوكس”، من أوائل المتاجر الإلكترونية “المحلية”، التي تستهدف شراء هدايا المغتربين خارج قطاع غزة، وتوصيلها وتسليمها إلى أقاربهم المقيمين داخل القطاع.

ونظرًا للحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة للعام الثامن على التوالي، وبالتزامن مع استمرار إغلاق معبر رفح البري، ترى صرصور أن فكرة المتجر الإلكتروني لتوصيل هدايا المغتربين “كسرت حاجز الحصار، وقرّبت البعيد”، كما قالت لـ”الأناضول”.

وتمنع السلطات الصهيونية دخول الطرود غير الورقية عبر شركات الشحن العالمية، كشركة DHL الألمانية، من خارج قطاع غزة إلى داخله، كما تمنع إرسال الطرود غير الورقية من داخل القطاع للخارج.

وفي ذات السياق، تقول إسلام الدهمان، خريجة إدارة أعمال، من الجامعة الإسلامية بغزة، والتي تعمل ضمن فريق “جيفت بوكس”: “فكرة المتجر بدأت بعد أن لاحظنا وجود رغبة لدى المغتربين خارج قطاع غزة في التواجد مع أهلهم في المناسبات الخاصة، عن طريق إرسال هدايا لهم دون علمهم، ومفاجأتهم بها”.

وتوضح أن بداية “جيفت بوكس” كانت بإنشاء صفحة على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”، وعرض الفكرة عليها، مشيرة إلى أن الفكرة استقطبت العديد من المغتربين المعجبين بها.

وتبين الدهمان أن مشروع “المتجر الإلكتروني” هو مشروع اقتصادي صغير، يعمل فيه فريق “عائلي” مكوّن من 5 أشخاص، مقّره إحدى غرف منزلهم.

وتقول مستكملة: “يوفّر المتجر الإلكتروني الكثير من الهدايا المتميزة، كما أننا نتيح للمغترب فرصة تقديم فكرة جديدة لهدية يرغب في توفيرها لأقاربه بالقطاع”.

ولفتت إلى أن الحصار المفروض على القطاع يحول دون قدرة المغتربين على إرسال هداياهم لأهلهم المقيمين داخل القطاع، مضيفة: “نحن بمتجرنا الإلكتروني قفزنا فوق هذا العائق، وحققنا هدف المغتربين من الهدية، وهو رسم البهجة على شفاه أهلهم”.

وكان قطاع غزة يتمتع في السابق، بسبعة معابر تخضع ستة منها لسيطرة الاحتلال، فيما يخضع المعبر السابع، (رفح البري)، للسيطرة المصرية.

لكن الاحتلال، أقدم بعد سيطرة حركة حماس على القطاع في صيف عام 2007، على إغلاق 4 معابر والإبقاء على معبرين فقط، هما معبر كرم أبو سالم، كمنفذ تجاري، ومعبر بيت حانون كمنفذ للأفراد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات