هدم منازل المقاومين.. يصيب الحجر ويقوي إرادة الفلسطينيين

بدت والدة الأسير كرم لطفي المصري من نابلس كمن تعلق على حدث سارّ وهي تتحدث لوسائل الإعلام بعد ساعات قليلة من هدم منزل عائلتها.
وقالت وقد كست وجهها ابتسامة واثقة: “ابتسامة كرم بتسوى الدنيا وما فيها.. كل الحجارة اللي هدموها لا تهمنا ما دام كرم مبتسم”.
كلمات حطمت بها والدة كرم نظرية الاحتلال ومزاعمه بأن هدم بيوت المقاومين يشكل عاملا رادعا لغيرهم.
وتؤكد والدة كرم أن هذا الشكل من أشكال العقاب الجماعي الذي يمارسه الاحتلال لا يشكل عامل ردع، وإنما عاملا محفزا ومهيجا لمشاعر العداء تجاه الاحتلال.
ورغم قسوة الموقف، وحجم الخسارة التي لحقت بهم، بدت عائلات المصري والكوسا والحج حمد في نابلس رباطة جأش فريدة وصبرا تعجز عنه الجبال وهي ترى بيت العُمر ينسف في ثوان معدودة ويتحول إلى سحابة غبار تغطي سماء المدينة.
أيمن المصري، خال كرم، والذي نال منزله المجاور لمنزل كرم نصيبه من الأضرار، أكد لضباط الاحتلال الذين حضروا لهدم المنزل أن هذه العقوبات لن توفر الأمن للكيان الصهيوني، بل إنها تصب الزيت على النار.
وقال أيمن لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “معنويات العائلة عالية، وهذه الحجارة التي هدموها هي فداء للأقصى ولفلسطين”.
وأضاف: “هذا الإجراء سيظل وصمة عار في جبين الكيان الهمجي، فما حصل هو بدافع الانتقام وليس الردع”.
رغبة بالانتقام
شدة التفجيرات وحجم الأضرار الناجمة عنها كشفت مدى الحقد والرغبة بالانتقام وراء هذه العقوبة.
ويقول عبد الله، شقيق الأسير يحيى الحج حمد، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كان واضحا حرص الاحتلال على إلحاق أكبر قدر ممكن من التدمير والضرر بالمنازل”.
عائلة الحج حمد كان نصيبها مضاعفا من الانتقام، حيث تم هدم منزل العائلة ومنزل الأسير الذي كان يتجهز للخطوبة قبل اعتقاله.
ويروي عبد الله كيف اقتحم الاحتلال منزلهم بعد منتصف الليل، وأخرجوهم منه دون إمهالهم لإخراج أي شيء من المنزل.
ويضيف عبد الله الذي يسكن الطابق الأول من البناية المكونة من أربعة طوابق: “أنزلوا أهلي إلى بيتي، وجمعونا في غرفة واحدة، ومنعونا من استخدام الهواتف النقالة، وبعد تفخيخ المنزل أخرجونا نحن والجيران ووضعونا في أحد المنازل القريبة”.
وعلى وقع التفجير انطلقت حناجر أفراد العائلة والأهالي بالتكبيروالدعاء إلى الله بالانتقام من الاحتلال وأعوانه.
ويقول عبد الله: “من الطبيعي أن نتألم ونحن نرى منازلنا تهدم أمام أعيننا، ولكننا حمدنا الله تعالى، فنحن نؤمن أن الدار الآخرة خير من دار الدنيا”.
ويشير عبد الله إلى أن التفجير كان شديدا جدا، وألحق أضرارا بجميع المنازل المجاورة، كما تضرر منزله وأصبح غير صالح للسكن، وبهذا أصبح هناك 14 نفرا من عائلته بحاجة إلى مسكن بديل يؤويهم إلى حين إعمار منازلهم.
منزل الأسير سمير كوسا في الضاحية العليا، كان خاليا من سكانه فجر السبت، فزوجة الأسير ومنذ اعتقال زوجها تبيت هي وأولادها عند ذويها في عطلة نهاية الأسبوع.
في الساعة الثانية فجرا استفاقت والدة الأسير التي تسكن حي الضاحية على أصوات إطلاق النار، وعلمت أن الاحتلال شرع بهدم المنازل المهددة.
وتقول والدته لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.. هدموا منزل سمير وأصابت الأضرار منزل شقيقه زاهي المعتقل أيضا”.
ويقع منزل سمير في الطابق الأرضي من بناية مكونة من ثلاثة طوابق، ويعلوه منزل شقيقه زاهي، وطابق ثالث غير مشطب لشقيقهم.
وتضيف: “اقتحم الاحتلال منزل سمير دون اصطحاب أحد من أفراد العائلة، وعندما وقع الانفجار تمالكت أعصابي وعملت على تهدئة زوجة زاهي التي كانت تبيت عندنا”.
إجراء متوقع
ومنذ أن تسلمت العائلات الثلاث قرارات الهدم منتصف الشهر الماضي، تقدمت العائلات باعتراضات لدى الاحتلال ومحكمته العليا، رغم أنه لم يكن لدى هذه العائلات أي أمل بإلغاء تلك القرارات.
وطوال شهر عاشت العائلات حالة من شد الأعصاب مع كل اقتحام للمدينة، تحسبا لاحتمال تنفيذ قرارات الهدم، إلى أن أصدرت المحكمة العليا قرارا نهائيا يوم الخميس (12-11) بهدم المنازل الثلاثة.
ويقول عبد الله الحج حمد: “كنا نتوقع في أية لحظة أن يأتوا لهدم المنازل، وبعد عملية الخليل التي قتل فيها مستوطنان، تأكدنا بأن لحظة الهدم قد اقتربت أكثر من أي وقت مضى”.
وتقول والدة الأسير سمير إنها كانت في جلسة محاكمة لابنها يوم الخميس، ولدى وعودتها إلى نابلس مساء، أبلغها المحامي بصدور قرار المحكمة العليا بهدم المنازل، وتضيف: “بعد وقوع عملية الخليل يوم الجمعة، توقعنا بأن يتم الهدم خلال ساعات”.
وتعد سياسة هدم منازل المقاومين سياسة قديمة متجددة، وهي تمثل عقوبة جماعية لا تستند لأي سند قانوني.
وبعد أن أوقف الاحتلال العمل بهذه العقوبة بضغط دولي عام 2004، عاد لممارستها بعد عشر سنوات.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...