الأربعاء 14/مايو/2025

بالذكرى 11.. عرفات الغائب عن جيل انتفاضة القدس

بالذكرى 11.. عرفات الغائب عن جيل انتفاضة القدس

لا يُعرف على وجه اليقين مكان ولادة محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني الذي اشتهر فيما بعد باسم ياسر عرفات أو أبو عمار، لكن المعلوم أنه ترك بصمة في كل ناحية من فلسطين، جعلت الجيل الجديد يتغنى بكلماته الثورية وشعاراته الرنانة.

فعلى مدار عقود، ارتبط اسم عرفات بالقضية الفلسطينية، بثورتها وانتفاضاتها المتعاقبة، لكن وفاته عام 2004 بظروف أحاطتها شكوك عديدة، جعلته الغائب الحاضر عن “انتفاضة القدس” التي يخوضها الفلسطينيون هذه الأيام مع “إسرائيل”.

وفي الذكرى الحادية عشرة لوفاة الزعيم الفلسطيني، يكتب التاريخ أن عرفات بدأ حياته في خنادق المقاومة للاحتلال “الإسرائيلي”، قبل أن يغيّر خطه الفكري بعد أن آمن بفكرة المفاوضات والتوصل إلى الحق الفلسطيني عبر الحوار من خلال عملية التسوية.

ويستذكر الجيل الفلسطيني اليوم، بدايات انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر/أيلول 2001، والتي بدا عرفات مساندا لها، رغم تصريحاته المتكررة بإدانة العمليات التي تستهدف المدنيين من الفلسطينيين والإسرائيليين.

كما يستحضر ثوار انتفاضة القدس اليوم، بروز اسم الرئيس الراحل بقوة عام 1967 حينما قاد بعض العمليات الفدائية ضد “إسرائيل” عقب عدوان 1967 انطلاقاً من الأراضي الأردنية.

ولا زال صدى خطاب الزعيم الفلسطيني التاريخي الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1974 ماثلا أمام الفلسطينيين، والذي أكد فيه أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد.

ولا ينسى الفلسطينيون في خضم انتفاضة “القدس” رفض عرفات في 8 يناير/كانون الثاني 2001 المقترحات الأميركية التي قدمها الرئيس بيل كلينتون للفلسطينيين والإسرائيليين، والتي تضمنت التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتحويل القدس إلى مدينة مفتوحة فيها عاصمتان واحدة لليهود والأخرى للفلسطينيين.

وبعد هذه المباحثات، بدأت الدوائر الأمريكية وأوساط من الحكومة الإسرائيلية وبعض السياسيين “الإسرائيليين” بالقول إن ياسر عرفات لم يعد يعتد به، بمعنى عدم جدوى التفاوض معه.

في هذه الأثناء نفذ فلسطينيون عدة عمليات فدائية أسفرت عن مقتل كثير من “الإسرائيليين”، وعلى الرغم من شجب عرفات واستنكاره الواضح لهذه الأعمال بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون، الذي كان على عداء مرير مع ياسر عرفات، ولا يثق به ويرفض مقابلته؛ بتحميله مسؤولية ما يحدث.

في هذه الأجواء قامت “إسرائيل” بمنعه من مغادرة رام الله، وفي 29 مارس من نفس السنة حاصرته القوات الإسرائيلية داخل مقره في المقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة.

وتعرض عرفات من قبل الإدارة الأمريكية و”إسرائيل” لحملة لإقصائه عن السلطة أو إبعاده عن مركز القرار فيها، بدعوى تحميله مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية من تدهور.

ففي يوم 24 مايو 2002 طلب الرئيس الأمريكي جورج بوش تشكيل قيادة فلسطينية جديدة، وبسبب الضغط الدولي وانسداد الأفق السياسي اضطر عرفات للتنازل عن بعض صلاحياته لرئيس الوزراء آنذاك محمود عباس.

وتوفي عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 في مستشفى بيرسي بفرنسا حيث يعالج، بعد دخوله في غيبوبة عميقة، وتعرضه لنزيف داخلي عطل جزءا من الدماغ.

ويشير كثير من الفلسطينيين بأصابع الاتهام إلى متآمرين مع “إسرائيل” التي حاصرت الرجل في مقره في رام الله بالضفة الغربية خلال آخر عامين ونصف العام من حياته، بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...