اعتداءات الاحتلال على الأقصى.. تصعيد لا يتوقف

تسير اعتداءات الاحتلال الصهيوني على المسجد الأقصى في شكل تصاعدي، دون توقف، في إشارة إلى أن وجهة الاحتلال تتجه نحو المزيد من استهداف المسجد الأقصى ومحاولة فرض أمر واقع جديد فيه.
ووفق تقرير لـ”كيوبرس”، فإن ذلك يبرز من خلال فرض الحصار وتشديد القيود لدخول المسجد الأقصى ومحاولة تفريغه من المصلين؛ في وقت يحاول الاحتلال تكريس مشهد “الاقتحام الآمن” للجماعات اليهودية والحاخامات والمستوطنين.
يقابل ذلك إصرار فلسطيني لأهل القدس والداخل الفلسطيني وحراس وسدنة المسجد الأقصى للمحافظة على مشهد التواصل الدائم والنفير إلى المسجد الأقصى والرباط فيه وعند بواباته، رغم حدة الاعتداءات وإجراءات الاحتلال الإجرامية بحق المصلين من الرجال والنساء والأطفال.
من ضمن الاعتداءات الأخيرة على المسجد الأقصى، ما ذكره القائم بأعمال المفوض العام للشرطة “بنتسي ساو”، الأحد الماضي، بأن قوات الاحتلال في القدس المحتلة تقوم ببناء بوابات إلكترونية كبيرة ستشمل مجسات ووسائل تكنولوجية أخرى لتركيبها عند بوابات المسجد الأقصى، وهي خطوة متقدمة جدا لتضييق الحصار على المسجد الأقصى، بالإضافة إلى بوابات إلكترونية أصغر حجماً تم نصبها الأسبوع الماضي عند بعض مداخل بلدة القدس القديمة وشوارعها وأزقتها الداخلية.
وأوضح التقرير أن هدف هذه الإجراءات الاحتلالية الحديثة هو إعاقة حركة وصول الوافدين إلى القدس والمسجد الأقصى، وتشكيل مصدر حرج وإزعاج لهم، وبالتالي ترهيب الفلسطينيين وثنيهم عن زيارة المدينة المقدسة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وعزلهما عن محيطهما الفلسطيني.
ولا يُستثنى من اعتداءات الاحتلال، اعتقاله عددًا من سكان بلدة القدس القديمة والتهديد بإغلاق محالّهم التجارية؛ بحجة أنهم لم يقدموا مساعدة لجرحى يهود أصيبوا في عمليات طعن في المنطقة.
وبيّن تقرير “كيوبرس” أن نحو 1670 عنصرا احتلاليا اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى خلال شهر أيلول -يشمل فترة الأعياد اليهودية- على النحو التالي: 1601 مستوطن وجماعات يهودية، 51 عنصر مخابرات، 18 جنديا بلباس عسكري ضمن برنامج “جولات الإرشاد والاستكشاف” العسكري؛ عدا عن الاقتحامات العسكرية بالمئات خلال فترة الأعياد اليهودية.
وبلغ عدد المقتحمين للمسجد الأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية الأخيرة من 10/5-9/13 -عيد رأس السنة العبرية، الغفران، العرش- نحو 1853 مستوطنا وأفراد من جماعات يهودية، توزعوا على 14 يوما من الأحد إلى الخميس من الساعة 7:30 صباحا إلى 11:00 قبل الظهر، ومن الساعة 13:30 إلى 14:30 بعد الظهر، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال.
وكانت ذروة الاقتحامات يوم الخميس 1-10 حيث بلغ عددهم 357 مقتحما، وتلاه يوم الأربعاء 9/30 الذي وصل فيه عدد المقتحمين إلى 257 مستوطنا.
يشير التقرير إلى أنه في نفس الوقت وتزامنا مع هذه الاقتحامات، مُنعت شرائح عمرية واسعة من المصلين من دخول المسجد الأقصى، وصلت إلى منع دخول من هم دون 60 عاما، أو منع شامل لجميع المصلين من الداخل الفلسطيني، من ضمنها أيام الجمعة.
ويُضاف إلى ذلك ملاحقة الحافلات التي تقل المصلين من قرى ومدن الداخل الفلسطيني إلى المسجد الأقصى، وخاصة حافلات “مسيرة البيارق”، ومنعها أو الركاب دون 50 عاما من السفر إلى القدس والمسجد الأقصى.
كما سجلت سابقة اعتقال إداري لشخص من الداخل الفلسطيني، وتم إصدار قرارات إبعاد بالجملة عن المسجد الأقصى بحق أهل الداخل الفلسطيني والقدس.
بالإضافة إلى هذه الإجراءات التعسفية بحق المصلين في المسجد الأقصى، تضيّق سلطات الاحتلال على حركة حراس المسجد الأقصى وتمنعهم من دخول المسجد أو تخرجهم جميعا خارج أسواره، كما جرى لأكثر من مرة، كما تم توثيق حالات اعتداء جسدي بحقهم واعتقال بعضهم.
وأوضح التقرير أن هذه الممارسات الاحتلالية تهدف إلى تفريغ المسجد الأقصى في فترات محددة من المصلين، وإفساح المجال أمام اقتحام الجماعات اليهودية والمستوطنين ومن ضمنهم قيادات دينية يهودية وحاخامات، ومحاولاتهم غير المنقطعة لإقامة صلوات يهودية وشعائر تلمودية بين أسواره.
يبيّن التقرير أن محور الدالة التصاعدية لموجة الاعتداءات الأخيرة، وجديدها، كان استهداف الجامع القبلي المسقوف، واقتحامه وتفتيش أبنيته وخزائنه، إضافة إلى اقتحام قوات التدخل السريع للمسجد الأقصى وساحاته، ليلا، بعد صلاة العشاء يوم الخميس الأخير 10/8.
وسبق ذلك اقتحام قوات الاحتلال الخاصة بالـ”بساطير” الجامع القبلي، يوم السبت ليلاً 10/3، وإخراجها جميع المعتكفين، بعد صلاة العشاء، خارج حدود المسجد الأقصى.
فيما تم خلال الأسابيع الأخيرة اقتحام الجامع القبلي والوصول إلى منطقة المحراب والمنبر، وتسلق عناصر قوات الاحتلال سقفه العلوي لقنص المصلين في الداخل عبر النوافذ العليا.
كما سجلت خلال موسم الأعياد الأخيرة 6 اقتحامات عسكرية لمئات من قوات الاحتلال، في أنحاء المسجد الأقصى، تم فيها الاعتداء على المصلين وأبنية المسجد الأقصى المتنوعة، واستخدمت قوات الاحتلال، لأول مرة، درعا مصفحا متحركا في الهجوم على المعتكفين في الجامع القبلي.
رصد التقرير خلال فترة الأعياد اليهودية، تعمّد قوات الاحتلال تخريب المعالم والأبنية التاريخية للجامع القبلي المسقوف في المسجد الأقصى المبارك، وتسببها في نشوب حرائق محدودة من خلال قنبال الصوت والغاز والأعيرة المطاطية التي أُطلقت على المعتكفين، وتم إخمادها من طواقم الإطفاء التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
ويتبيّن من التقرير أن عمليات التخريب والتدمير الممنهج من قوات الاحتلال، وقعت خلال اقتحام الجامع القبلي على مدار ثلاثة أيام متتالية -الأحد الى الثلاثاء 9/15-13- وشملت الأبواب الرئيسة التاريخية وأبوابا داخلية، والنوافذ الأرضية الجبصية المزخرفة، والنوافذ الأرضية التاريخية، والسجاد الأرضي، والأعمدة الداخلية الرخامية التاريخية والنوافذ الجبصية المزخرفة في سقف الجامع القبلي المسقوف.
وفي الاعتداء الأخير الذي وقع يوم الاثنين 9/28، حطمت قوات الاحتلال الجبص المطعّم بالزجاج الملون فوق مصلى الباب القبلي من الجهتين، كما حطمت أربع نوافذ أثرية مزدوجة على سطح المسجد، أضيفت إلى أربع نوافذ أخرى كانت تحطمت قبل أسبوعين.
كما كسر عناصر الاحتلال ثلاث ثريّات، اثنتان منها تعودان إلى العصر العثماني، وقاموا بفتح ثغرات في النوافذ بعرض 30 سنتم وطول 20 سم، حتى يتسنى إدخال البنادق منها وإطلاق النار على المعتكفين. واستعمل جنود الاحتلال مقصًّا حديديًّا ميكانيكيًّا و”شاكوشا” آليًّا -كونجو- أثناء محاولة خلع أحد شبابيك الجامع القبلي من الجهة الشرقية، كما فشلت محاولة لخلع بابه الشرقي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...