الوطني.. صفعة للإقصاء وتعزيز للتوافق

ولعل أبرز تلك الرسائل أنه بات من الماضي أن يجلس اثنان الشيطان ثالثهما ويقرران مصير شعب يعاني ويلات الاحتلال وفساد السلطة، وبات من الماضي أن تنسج المسرحيات التي دائما يحاول الطرف المخرج لها أن يخلق عدوا داخل الساحة الفلسطينية؛ فتارة حماس وتارة قيادات أخرى داخل حركة فتح وتارة دول عربية وتارة اليسار وكل هذا من أجل أن تحقق مصالح فئوية وشخصية وتمكين وتوريث وغير ذلك؛ إلا أن هذه المرة كانت للتأجيل دلالة كبيرة ولو مؤقتا أن تجاهل الشعب وفصائله أمرا بات مستحيلا.
ومن بين الرسائل ظهور القوة التأثيرية لحركة حماس على صعيد الفصائل؛ تلك القوة التي أثبتت جديتها في خوض الشراكة والانتخابات عام 2006 وأثبتت صمودها في وجه ثلاث حروب عسكريا وإداريا وأمنيا في القطاع؛ كما أنها أثبتت وطنيتها في منع شلال دماء داخلية في الضفة فكان رصاصها صوب الاحتلال رغم ما تمارسه السلطة بحق كوادرها وأعضائها ومؤسساتها.
ومن بين الرسائل أيضا صفعة كبيرة للإقصاء وتجاهل الاتفاقيات المبرمة في العواصم العربية؛ فاتفاقية القاهرة وصنعاء والدوحة والشاطئ كلها تتنافى مع المحاولة الفاشلة في صناعة جسم للمجلس الوطني والمنظمة دون العودة للإطار القيادي لها والمتفق عليه فصائليا برعاية عربية.
وفي خضم تلك الرسائل بات الآن على القيادات المهمة والوازنة في حركة فتح قطع الطريق على نظرية الإقصاء من خلال التعزيز لفكرة الشراكة والنزاهة في المؤتمر السابع للحركة وأن لا يكون للبطش الأمني والترهيب الداخلي المعتاد قبيل كل مرحلة في الحركة تأثير على ولادة الحركة من جديد برؤية يشترك فيها الكل الفتحاوي بعيدا عن الإقصاء والحسابات الاقتصادية والتوريث وغيرها، لأن ذلك من شأنه أن ينعكس إيجابا على الشراكة الوطنية ككل.
أما على الصعيد السياسي فالمحاولة الفاشلة لتجاوز دور المجلس التشريعي تجعل من المهم في المرحلة المقبلة أن يعاد له دوره وأن لا يتم تهميشه بحجة التوافق وهذا يعني أن أي حكومة أو قانون قادم يجب أن يكون القول الفصل فيه للمجلس التشريعي المنتخب لأن ذلك يعني أن مسار التوافق مكتمل بهذه الصورة؛ وغير ذلك فخلق مجلس وطني وابتكار أسماء وإضافة أخرى في اللحظات الأخيرة لا يعكس رأي الشارع في فلسطين وكل الشتات؛ فلم تعد لعبة المجالس الغامضة والهيئات المشلولة إلا بقرار حزبي تؤتي أكلها لصالح فئة معينة.
في المحصلة توافق فلسطيني يعد الآن استحقاقا بعد أن كان البعض يأخذه وسيلة لسيطرة هنا أو مؤامرة هناك، فالاتفاقيات التي وقعتها الفصائل هي المخرج الوحيد للذهاب قدما نحو أفق سياسي ديمقراطي لا يخضع لابتزاز أو بطش أمني وغير ذلك.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...