الأربعاء 14/مايو/2025

الرئيس عباس والإعلام الإسرائيلي وحديث الاستقالة (تقدير موقف)

الرئيس عباس والإعلام الإسرائيلي وحديث الاستقالة (تقدير موقف)

كثر في الإعلام “الإسرائيلي” مؤخرا، الحديث عن استقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من منصبه، برغم نفي الجانب الفلسطيني هذا التوجه.

وفي تقدير موقف حول مصدرالخبر “تبين أن المصدر، جهات فلسطينية، سربت الخبر لوسائل إعلامية إسرائيلية، تعاطت معها بشكل واسع، مما أوجد ردود أفعال جاءت على النحو الآتي”:

أولا/ المؤسسة “الإسرائيلية” الرسمية:

أ. المستوى السياسي:
ابتعدت الجهات الرسمية “الإسرائيلية” عن التعليق على التسريبات، واكتفت بعض المصادر المجهولة، بالتأكيد على حرص “إسرائيل” على التنسيق مع الرئيس عباس.

ب. المستوى الأمني “الإسرائيلي”: أعقب الحديث عن استقالة الرئيس عباس، امتداح المستوى الأمني “الإسرئيلي”، دور السلطة الأمني، وركز على منهجية الرئيس عباس المعتدلة، التي تسببت في منع انتفاضة بالضفة الغربية، ومنع انتشار المجموعات المسلحة، وفق توصيفهم.

تقديرات الأمن “الإسرائيلي” حول استقالة الرئيس عباس، تؤكد على أن كافة المعطيات على الأرض، لا تشير إلى الاستقالته في هذه المرحلة من منصب الرئاسة. 

ثانيا/ الإعلام “الإسرائيلي”، أثار مسألة استقالة الرئيس عباس من خلال الزوايا الآتية:

أولاً: السبب وراء الحديث عن الإستقالة، يرجع إلى محاولة السلطة الفلسطينية الضغط على نتنياهو، في ظل جمود الحالة السياسية القائم. 

ثانياً: الإعلام اليساري (العبري) يرى بأن الرئيس عباس يفكر جديا في الاستقالة، لكن الظروف المحيطة بالبديل، والتنافس الداخلي، تجعل الرئيس عباس مكبلا في خطواته. 

ثالثاً: العوامل المؤثرة في الاستقالة، تحتاج إلى بيئة عربية، وقبول دولي لم يتوفر بعد لمثل هذه خطوة. 

رابعاً: فتح لديها معضلة (اسمها حماس) لا يمكن في ظل تماسك الأخيرة، أن تنتقل لتنافس محموم، معالمه واضحة (دحلان من جهة، وتيارات الضفة من جهة أخرى). 

رابعاً/ القراءة للحدث:

إن البنية العامة للسلطة الفلسطينية وفتح، وارتباط ذلك بعوامل مختلفة، لا يزال يؤجل التغيير في المناصب القيادية، وهذا للأسباب الآتية:
 
أولاً: عدم استقرار مؤسسات فتح على رؤية واضحة في مسألة البديل، خاصة المقربين من الرئيس عباس. 

ثانياً: التناقض الكبير على الساحة العربية، في تقييمها من المؤهل لقيادة فتح، في ظل فرز المحاور حتى الداعمة لحركة فتح.

ثالثاً: قناعة الأطراف الدولية، أن الحالة القائمة مستقرة بالحد الأدني، الأمر الذي يعزز تأجيل الإرباك في هذه المسالة.

رابعاً: نمو تيارات لدى فتح، يقود كل منها، شخص قيادي يطمح أن يكون الرئيس القادم، الأمر الذي سيسهم في زيادة خلافات لم يحن بعد إنجازها. 

خامساً: خشية تيار الضفة في فتح من حضور دحلان، وخشية دحلان من حضور تيار الأمن في الضفة الغربية، الأمر الذي قد يدفع لتفاهمات قادمة برعايات خارجية، قبل حسم البديل.
 
سادساً: أبرز الأسماء لبديل الرئاسة، لا يعني دائما امتلاك القوة، أو التحكم بمصادر المال، بل إن الشخص القادم سيكون الأضعف، في ظل تصارع الكبار.
 
سابعاً: حماس تعد اللاعب الرئيس في حسم ما هو قادم، سواء شاركت أو ابتعدت، عارضت أو وافقت، لأسباب أهمها امتلاك غزة.
 
الخلاصة: الرئيس عباس ماض في تقلد مناصبه، الرؤية العامة واللااستقرار (من وجهة نظر الداعمين) تدفع بهذا التوجه، بالإضافة لحالة فتح المربكة. لكن يظل للعوامل الخارجية مناط حسم تقلب معها الحسابات المنطقية، (منها السلامة والصحة).

………………………………….
* علاء الريماوي؛ كاتب وإعلامي، ومدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...