الأربعاء 14/مايو/2025

من وجع الحرب.. صواريخ الاحتلال تغتال فرحة فخرية

من وجع الحرب.. صواريخ الاحتلال تغتال فرحة فخرية

ما إن يرتفع صوت الأذان حتى تأخذ الحاجة فخرية سكافي (أم أحمد) بالبكاء فهي مع تكبيرات الله أكبر تتذكر صوت زوجها (أبو أحمد) مؤذن الجامع الذي يقرب منزلها في حي الشجاعية.

فصواريخ الاحتلال في الحرب العدوانية على غزة 2014 سرقت فرحتها باستهداف منزلها وقتل زوجها ونجليها “سعد وأنس” فحرمها من الاحتفال وتوزيع الحلوى بتفوقهما بعد حصولهما على معدلات عالية في الثانوية العامة في العام الماضي.

حكاية (أم أحمد) واحدة من مئات الحكايات الغزية التي لم يندمل جرح ألمها بعد.. فكانت شاهدة على بشاعة العدو الصهيوني في حربه الشرسة على غزة.

مراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام” فتحت خيوط حكاية من حكايات الوجع الغزي في صفحات كتاب “بعيون النساء” الذي أصدره مركز الميزان لحقوق الإنسان؛ ليكون ضمن الشهادات الموثقة على جرائم العدو الصهيوني في غزة.

الجميع مستهدف

وفي عودة ذاكرة فخرية سكافي (57 عامًا) إلى صفحات الذاكرة التي يصعب لها أن تنسى تفاصيلها، خاصة أنه اليوم الذي ودعت به زوجها وأبناءها الثلاثة (أنس، وسعد، وعبد الرحمن) بعد أن استهدف منزلها، وهدم على رؤوس أفراد عائلتها.. قالت في حكايتها بكثير من الألم: “في مجزرة الشجاعية لم يستطع زوجي أن يرفع الآذان لصلاة الفجر فكان الجميع مستهدفًا رغم محاولته الخروج لكن الأمر في ذلك الوقت كان صعبا جدًّا”.

وأضافت: “حتى في داخل البيت لم يكن الأمر أكثر أمانًا، فالخوف كان يحيطنا، ما جعل الحركة داخل المنزل بالشيء الصعب ويتطلب الكثير من الحذر من شدة الخوف”.

وذكرت أنها حاولت الخروج مع عائلتها من شدة الخوف لكن الأمر كان صعبا جدًّا مما جعلها تخرج مع بناتها لبيت لا يبعد كثيرًا عن منزلها بعدما حلت دقائق معدودة من الحذر.

ولفتت إلى أن الهدوء سرعان ما تحول إلى انفجار أجزع قلبها، وشعرت أن عائلتها قد أصابها شيء خطير، ما جعل دقات قلبها متسارعة بشكل جعلها لا تستطيع السير على قدميها لتعلم مع حدث جراء الانفجار الهائل.

وبينت، أنها سمعت من حولها يقول
إن الانفجار أصاب بيت “أبو أحمد سكافي” ما جعلها لا تستطيع أن تستوعب الأمر وأخذت تصرخ “زوجي أولادي”.

وتابعت بكثير من الألم: “وسرعان ما تحول الأمر إلى يقين حينما جاء نجلها أحمد وأخذ يحتضنها وهو يبكي ويقول لها “الصبر يمه”.

انتشال الجثامين

واستكملت حديثها الذي لا زال يخيم على ذاكرة قلبها: “في ذلك الوقت لم يستطع أحد الخروج لإسعاف من كان في البيت ولا حتى انتشال الجثامين؛ لأن القصف الصهيوني كان متواصلا في حي الشجاعية وحياة الجميع كانت مهددة بالخطر”.

وأوضحت أنه خلال هدنة كانت عبارة عن ساعات قليلة تم انتشال جثمان زوجها ولم يتم العثور على جثامين أبنائها إلا بعد يومين من البحث.

وذكرت قائلة بقلب أم محترق على رحيل أفراد عائلتها: “لم أستطع توزيع الحلوى لنجاح “أنس وسعد” رغم تفوقهما في الثانوية العامة فكانت تسمع تبادل حديثهما حول التسجيل بالجامعة وعن الحياة الجامعية؛ إلا أن صواريخ الاحتلال كانت أسرع بكثير من مرحلة التسجيل بالجامعة رغم حصول أنس على معدل “88%” وحصول سعد على “91%”.

وكما تم حرمان الحاجة” فخرية” من توزيع الحلوى بتفوق نجليها في الثانوية العامة، ثم حرمانها بالوقت ذاته بوداع أفراد عائلتها الأخير ما جعل الذكريات هي كل  ما تبقى لديها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...