الورد..اشتم رائحة الجنة فرحل إليها شهيدا في العصف المأكول
بقدر الفخر الذي تشعر به العائلة لترجل فارسها شهيداً في الصفوف الأولى، محققاً أسمى أمانيه؛ يحضر الشعور بالألم والحنين في الذكرى الأولى لاستشهاد “الورد” القائد القسامي تيسير محمد النجار، وهو الركن الشديد الذي يأوي إليه الجميع في الأسرة والعمل الدعوي والجهادي.
وتستذكر العائلة ومحبو الشهيد محطات مضيئة من تاريخه الجهادي والدعوي والإنساني التي تؤكد كلها أننا أمام رجل استثنائي من رواحل المهمات الخاصة.
فالشهيد المولود بتاريخ 1-12-1975 لأسرة متدينة، أتم المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وتميز منذ طفولته بالشجاعة والجرأة والعناد، ثم التحق بالمرحلة الثانوية بمدرسة خالد الحسن، والتي لم يتمها ليتجه لمساعدة والده في العمل وتعليم إخوته، فتعلم حرفة البلاط، وتميز فيها، وعندما تشكلت القوة التنفيذية التحق بها، وكان أحد قادتها في خان يونس.
ومع كل الفخر الذي يشعر به الوالدان كما باقي أفراد الأسرة فإن الألم يبدو حاضراً، فتيسير وهو الثاني بين الأبناء كان له معزة خاصة، حيث كان دائما يحمل هم البيت ويقف بجوار والده في حمل عبء البيت من خلال عمله.
وتتذكر والدته عادة ابنها اليومية التي كان يحرص عليها رغم انشغاله؛ حيث يدخل عليها ويقبل يديها وهو يسألها عن أحوالها ويطمئن عليها.
علاقة الشهيد المتميزة مع أفراد أسرته الكبيرة (والديه وأشقائه) والصغيرة (زوجته وأبنائه) زادت من حجم الشعور بالألم والفقد لغيابه فكان للجميع بمثابة الركن الشديد الذي يأوون إليه؛ لبث همومهم وآلامهم ولا يجدون منه إلا النصح الأمين والمساعدة الكبيرة.
زوجته أم محمد والتي لا تصدق استشهاده تقول كان وجهة المنطقة وكبيرها، كان كبيرًا بأخلاقه وشجاعته وحبه للناس وحب الناس له، كان قدوة لأبنائه ولجنده في كتائب القسام الذين يعدّونه أباهم في الجهاد والحياة العادية.
وقبيل الذكرى الأولى لاستشهاده جاء نجاح ابنته هديل في الثانوية العامة، وهي التي تحدّت الظروف الصعبة التي واجهتها في غياب الوالد لتحقق النجاح، ولسان حالها يقول: “لو كنت بيننا يا والدي لكنت عضدي ومساعدي على تحقيق المزيد من التفوق”.
عرف الشهيد طريق الالتزام والمساجد مبكراً، سائراً على خطى شقيقه الأكبر الدكتور ياسر الذي يروي تفاصيل هذه الفترة: “بدأت أعرف نشاط المساجد من الصغر، وكانت حلقات العلم بمسجد التوحيد بمعن، حيث لاحظت أن تيسير أخذ يلحق به، ويحضر الجلسات العلمية (الندوات)، وعمره لا يتجاوز 12 عاماً”.
يتابع: “حاولت إثناءه لأنه صغير، فقال عرفت الطريق، لو تمنعني سأذهب وبالفعل هذا ما حدث، وكان ملتزمًا بالمسجد منذ صغره (مسجد أبو عبيدة)، وسرعان ما كبر ليصبح هو من يجمع شباب المسجد، ويقود العمل، ويلقي الندوة، ويديرها، والتحق مبكراً بصفوف جماعة الإخوان، عام 1991”.
وعمل الشهيد في جهاز الأحداث التابع لحماس في الانتفاضة الأولى، ولنشاطه تعرض للاعتقال من السلطة التي حاولت منعه من العمل لصالح حماس، ولكنه لم يعبأ بهم، وانضم لكتائب القسام بدايات العام 2000.
وبعد فترة من تجنيده وتميزه في المهام، وقع الاختيار عليه لينفذ عملية اقتحام لموقع “نفيه دقاليم” بتاريخ 29-11-2002، حيث كان هو ومجاهد آخر، وكانت إشارة بدء الهجوم فجراً عبارة عن قذيفة RBG أطلقها الشهيد القائد محمد أبو شمالة، والذي دربه هو والشهيد رائد العطار على كيفية إطلاق النار والاقتحام قبل العملية بأيام، حيث رجع الشهيد تيسير والمجاهد الآخر، وقد أصيب في يده اليمنى بعد اشتباك مدته ساعة كاملة.
ويحكي الشهيد أن سلاحه أثناء العودة علق في سلك المستوطنة ورغم إطلاق النار الكثيف من العدو إلا أنه أصر على أن يأخذه معه، وقد اعترف العدو يومها بالاقتحام، وانسحاب المجاهدين، ووقوع إصابات في العدو.
كما أصيب مرتين خلال مهام جهادية في رصد الاحتلال قرب الحي النمساوي قبل الانسحاب الصهيوني عام 2005.
تذكر والدة الشهيد أنه أبلغها قبل معركة العصف المأكول أنه إذا حصل اجتياح بري فإنه سيذهب لمواجهته حتى لو تم منعه.
ويروي أشقاء الشهيد كيف أنه ذهب إلى أقرب نقطة متقدمة وقريبة من العدو وهي نقطة استشهاديين، ومكث هناك 11 يوما على التوالي، ورفض استبداله، وخلال ذهابه كان برفقته أحد الإخوة، وكان تيسير يقود السيارة ويسرع وهو فرِح، فقال له المجاهد بالراحة يا ورد، فقال لا تقلق أشم رائحة الجنة، حتى نال الشهادة برفقة عدد من الشهداء في قصف للاحتلال ليلة 23-7-2014، 25 من رمضان (في العشر الأواخر) بعد أن صلى “الورد” إماماً بالمجاهدين العشاء ثم التراويح.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...