الأربعاء 14/مايو/2025

إيمان.. داعية ومحفظة للقرآن قهرت الإعاقة

إيمان.. داعية ومحفظة للقرآن قهرت الإعاقة

كثيراً ما كانت إيمان أبو صبحة تتمنى أن تدرس الثانوية العامة وترى اسمها ضمن قائمة المتفوقات بـ”التوجيهي”… إلا أن ذلك كان من الصعب بالنسبة لها جراء ظروفها الصحية التي حالت دون تكميل هدفها.

ورغم ذلك إلا أن اليأس لم يتسلل إلى قلبها، خاصة أن الله تعالى عوضها خيراً بحفظ القرآن الكريم مما جعلها داعية، ومحفظة لآيات الرحمن.

إصابتها بمرض هشاشة العظام ونقص الكالسيوم وإعاقتها الحركية التي لازمتها منذ طفولتها وجعلتها تقضي حياتها على كرسي متحرك.. ذلك لم يزدها إلا إصراراً أن يكون لها بصمة مميزة في الدعوة والقرآن الكريم.

الحروف الأبجدية

كل الأطفال عادة ما يتعلمون كتابة الحروف الأبجدية الأولى في مرحلة رياض الأطفال إلا أن إيمان كانت والدتها بالنسبة لها هي الحاضنة الأولى لتعليمها (أ، ب، ت، ث…) في المنزل.

تقول إيمان لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام”: “مررت بظروف صعبة، الأمر الذي جعل الكثير من المدارس ترفض أن أكون تلميذة في إحدى صفوفها في الأول الابتدائي”.

وتضيف قائلة: “كلما ذهب والدي لتسجيلي في المدرسة تكون الإجابة بالرفض؛ نظراً للوضع الصحي الذي أعاني منه، وعدم وجود مدارس مهيأة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة”.

وهي تعود بذاكرتها لسنوات عديدة قد مضت حينما كانت صغيرة ووجدت الأطفال يذهبون للمدرسة دونها، تستذكر كيف أن والدها اصطحبها إلى مكتب وزير التربية والتعليم الذي فوجئ بها بأنها طفلة ذكية فأصدر قراراً يقضي بقبولها في المدرسة.

الثانوية العامة

ونظراً لأن إيمان تحتاج إلى رعاية صحية خاصة، ذلك جعل واقع ذهابها للمدرسة أمرًا غير بسيط خاصة أنها غير مهيأة لاستقبال مثل حالتها، مما جعلها لا تستطيع الانتظام بالدوام المدرسي كباقي الطلبة، ولكنها كانت ملتزمة بتقديم الامتحانات.

وأضافت: “إصابتي بهشاشة العظام كانت تجعل يدي اليمنى  كثيراً ما تتعرض للكسر، مما يجعلني أكتب باليسرى بأقل سرعة”.

ولفتت إلى أنها بعد الانتهاء من مرحلة الصف الخامس الابتدائي تم إعادة تأهيل مدرستها لينتقل فصلها الدراسي للطابق العلوي فتوقفت عن الذهاب إلى المدرسة، نظراً لصعوبة أن تصعد السلالم على كرسي متحرك.

وكثير ما كانت إيمان تحلم بأن تحصل على شهادة الثانوية العامة، وترى اسمها متوجًا ضمن قائمة الناجحين، إلا أنه بسبب الكثير من الظروف الصعبة والمادية التي أحاطت بها وبعائلتها، جعلها لا تستطيع أن تكمل أكثر من الصف السادس الابتدائي بشكل منزلي.

ورغم ذلك إلا أنها لم تجلس أسيرة الألم؛ بل جعلت ثقتها بالله تعالى كبيرة ففتحت لها أبواب الأمل فحفظت القرآن الكريم. وتقول: حصلت على العديد من الدورات في أحكام التلاوة والتجويد؛ لأصبح بعد ذلك داعية ومحفظة لكتاب الله تعالى.

وبابتسامة شكر تختم إيمان حديثها، بتقديم التحية لمؤسسة قطر الخيرية التي احتضنتها برعايتها، ودمجها ضمن أنشطة برامج الرعاية الاجتماعية ضمن فئة الاحتياجات الخاصة.

وقالت: “كنت أرجو الله تعالى أن يرزقني بالحج، كنت كثيراً ما أحلم برؤية الكعبة والطواف وترديد “لبيك اللهم لبيك…”، والحمد لله لقد استجاب الله سبحانه وتعالى دعائي، وسخر لي قطر الخيرية التي منحتني أداء فريضة الحج مع والدتي على نفقتها الكاملة”. وتلك الهدية كان لها الأثر الكبير على حياتها، واستكمال طموحاتها بالنظر إلى الأمام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...