الأربعاء 14/مايو/2025

منجستون الأثيوبي.. قنبلة بارود في المجتمع الصهيوني

منجستون الأثيوبي.. قنبلة بارود في المجتمع الصهيوني

أفاق الشارع الصهيوني على خبر في الإعلام العبري بما تم وصفه “حدث ضخم، سمح بالنشر”، ولم يدر أن الكشف عن هذا الحدث الضخم لربما سيجر هذا الشارع إلى سيل من الدماء.

وذكرت القناة الثانية أنه بعد عملية “الجرف الصامد” بشهرين لاحظت طائرات الاستطلاع مجهولاً يجتاز الجدار الحدودي إلى قطاع غزة، حيث اقترب من الحدود البحرية الصهيونية، بالقرب من قاعدة “زيكيم” العسكرية إلى قطاع غزة، وتبين فيما بعد أنه “المواطن أبراهام منجستون” (28 عاما) من مدينة عسقلان.

وبحسب صحيفة معاريف؛ فإن “التقديرات الأمنية التي سمحت بنشر هذه القضية اليوم الخميس 9-7، أشارت إلى أن حماس تمسك بمنجستون، وطالبت “إسرائيل” خلال الفترة الماضية من جهات دولية أن تحث حماس على سرعة تحرير المواطن “الإسرائيلي” وتوضيح حالته، ولم تعقب حماس على الأمر من جانبها.

وتحسباً لما هو قادم ذكر موقع واللا، أن وزارة الجيش وبشكل رسمي أعلنت أن “إسرائيليين موجودين في يد حماس بغزة، حيث قالت الوزارة بعد نشر خبر الإسرائيلي الموجود في قبضة حماس، “إن إسرائيليًّا آخر موجود لدى حماس”، وقد ادّعى الجيش أنه مجنون.

فيما ذكرت القناة  العاشرة نقلا عن عائلة الأسير الإسرائيلي “الكل كان يعلم أن ابننا في يد حماس ولم يحدث شيء”.

وأضافت عائلة الأسير “إن ابننا غير مجنون، ولا يوجد لديه مشاكل نفسية كما ادعى الجيش، وإن ابننا أصيب بحالة اكتئاب شديدة عقب انتحار أخيه، لكنه ليس مختلاً نفسياً”.

منجستون ورقة الضغط

القناة الثانية سارعت بإجراء مقابلة متلفزة مع والد منجستون، وفيما ذكره والده لمراسل القناة موجها كلامه إلى نتنياهو وحكومته بالقول: “منذ أن  تم إبلاغنا من الشاباك، طلبت من الضابط “ليئور لوتان” ومن الدولة ومن شرطة الاحتلال أن يخبروني عن مكان تواجد ولدي بالضبط، لكن الجهات المختصة في الأجهزة الأمنية طلبت مني عدم الحديث مع الصحافة أو مع أي أحد آخر، وأن أتريث وأحافظ على هدوئي، وأنهم سيعالجون أمر ولدي ويعيدونه لي”.

ويرى عاموس هريئيل المحلل في صحيفة هآرتس أن “إسرائيل لم تشأ أن يتحول الإسرائيلي منغيستون إلى ورقة مساومة في يد حماس أيضا، ولذلك منعت الأجهزة الأمنية أهله من التحدث إلى وسائل الأعلام وفرضت على الأمر ما يعرف بـ”حظر النشر الجارف”.

وأضافت القناة إن “نتنياهو قرر تعيين الجنرال “ليؤور لوتان” كمنسق جديد لملف الأسرى والمفقودين ليخلف بذلك “دافيد ميدان”، والذي أنهى مهام منصبه مؤخرًا.

ونقلت صحيفة “معاريف هشبوع” العبرية عن نتنياهو قوله عقب تعيين لوتان إن “إسرائيل ملتزمة بإعادة المفقودين لبيوتهم”، موجها شكره لميدان على “مهنيته العالية”، ومباركًا للوتان على تطوعه للمنصب الجديد.

ويشير موقع واللا إلى أن “الكبينت لم يتم إطلاعه على قضية منجستون قبل حل الحكومة والكنيست ممثلا بلجنة الخارجية والأمن التي لا تعلم عن الموضوع، حيث لم يتم سؤال نتنياهو الذي تم مساءلته أمام اللجنة عن الموضوع”.

ونقل الموقع عن “تساحي هنيجبي” رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست قوله: أنه لا علم له بالموضوع من أساسه، ولم يعلم إلا بعد الإعلان عن الخبر، وكان قد سأل مدير اللجنة عن الموضوع، فأوضح له أن الكلام يدور حول تقارير شاباك.

ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن أفيغدور ليبرمان: “لم يبلغني أحد عن الأسيرين في غزة، وتفاجأت اليوم بالخبر في الإعلام رغم أنني كنت وزيرًا للخارجية، وعضوًا في الكابينيت”.

شرارة الأثيوبيين

وأشار مراقبون مختصون في الشأن الإسرائيلي أن “الغموض الذي يلف قضية منجستون من قبل حكومته، وتصريحات الجيش، وحالة الإرباك الواضحة، سيثير كل ذلك البركان الذي ألقى بحممه في مايو الماضي والذي أسفرعن إصابة 50 جنديا وضابطا، من ثورة وغضب “الأثيوبيين الفلاشا”.

واستعرضت صحيفة هآرتس التأثيرات التي ألقتها حالة الغموض حول قضية “منجستون”، وتحت عنوان “لأنه أسود بقي ملفه طي الكتمان”، تعتقد الصحيفة بأن “إسرائيل أهملت الأسير الجديد لدى حماس لعدة أسباب: أهمها لون بشرته، فاقتبست عن شقيقه قوله “لو كان لونه أبيض لما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن”.

وذكرموقع روتر نت؛ عن ناشط في الحراك الأثيوبي في الكيان “يتسحاق أجاسيو” قوله: “لو كان الشخص الموجود في يد حماس في غزة إسرائيليًّا غير أثيوبي لتمت معالجة وضعه منذ أول يوم؛ فقد ظل الإعلام يتحدث عن شاؤول وجولدن سنة، ولم يتحدثوا عن منجستون إلا الآن”.

 ويعتقد مراقبون أنه “وبعد كل ما تقدم من ذكر الأجواء الساخنة التي قد تسرع في قضية تبادل الأسرى حتى يخمد نتنياهو أو يخفف من نيران البركان التي لم تغلق فوهته في أحداث مايو الماضي، لا بد من أن نسلط الضوء على هذا المجتمع المسحوق في دولة تعتبر عنصرية بامتياز”.

من المعروف أن التركيبة السكانية للاحتلال فيها الكثير من الغموض كون أن الضوء مسلطًا فقط على قلة قليلة من التركيبة الديموغرافية.

والأثيوبيون “الفلاشا” يعيشون حياة الانغلاق والفجوة الاجتماعية كون الاحتلال فرض عليهم ذلك، وهذا ما فسر أحداث مايو الماضي.
 
وكتبت هداس هروش الكاتبة الصهيونية أنه “يعيش في إسرائيل 135500 مواطن من أصول أثيوبية، أي ما يقارب نحو 17% من سكان إسرائيل، ووفقا لمعطيات إحصائية  لمراقب الدولة في حكومة نتنياهو في العام الماضي بأن 1.7% من أسر الفلاشا تعدّ فقيرة، أي 29% من معدل السكان العام، ويصل الدخل الإجمالي للأسرة الأثيوبية الواحدة إلى 115 مقابل 18  شيكلا لعموم الأسر، ويبلغ متوسط الإنفاق لدى الأسرة الواحدة مبلغ 9350 شيكلا مقابل 15 شيكلا لدى عموم الأسر”.

وأضافت الكاتبة عام 2010، “نشر مراقب الدولة تقريراً خطيراً حذر فيه فشل الحكومة في تعاملها مع المهاجرين من أثيوبيا، وذكر التقرير أن جيش الاحتلال يتعامل مع الجنود الأثيوبيين بطريقة غير مناسبة، إذ بلغت نسبة الذين يخدمون في الجيش من الأثيوبيين 3%، ووصلت نسبة الذين تم معاقبتهم بالسجن العسكري من بين المهاجرين الأثيوبيين نحو 11%”.

ومن العوامل المهمة والرئيسة التي أدت إلى انتفاضة مايو الماضي أن “الاحتلال يسقط كل جريمة تحصل في المجتمع الإسرائيلي على شماعة الأثيوبيين دون إثبات الأدلة على ذلك”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...