الأربعاء 14/مايو/2025

المأكولات.. فضاءٌ صراع مع الاحتلال يتفاعل عالمياً

المأكولات.. فضاءٌ صراع مع الاحتلال يتفاعل عالمياً

في ظلال القضية الفلسطينية وملفاتها الساخنة، تجري تجاذبات ساخنة في المطابخ العالمية وقوائم المأكولات ورفوف المتاجر التي تبيعها عبر القارات. إنها “تفاعلات هادئة للصراع على جبهة الهوية الثقافية”، كما يصفها الاستشاري الإعلامي حسام شاكر. 

فالاحتلال يدّعي الانتماء إلى المكان، وينسج روايته التي تنتحل كل شيء؛ من أسماء المدن والبلدات والمواقع وحتى أطباق الطعام الفلسطينية التي تقوم دعاية الاحتلال بتقديمها للعالم على أنها “إسرائيلية” أو “يهودية”.

وتمثل وصفات الطهي وكتب الطبخ تعبيرات متقدمة عن هذا الصراع. ولاحظ حسام شاكر، الخبير في الشؤون الأوروبية، خلال مدارسة تحليلية لهذه القضية في بروكسيل، أنّ كتب المطبخ الفلسطيني “تسعى لتثبيت أقدامها في المكتبة العالمية، بينما تواصل دعاية الاحتلال الثقافية انتحال أطباق فلسطين، ونسبتها إلى مجتمع الاحتلال”.

وبخصوص تفاعلات الصراع الثقافي كما يتجلى في كتب الطهي حول العالم، قال شاكر: “يمكن في هذا المجال تصنيف عدة فئات من كتب الطهي؛ فهناك كتب تخدم دعاية الاحتلال الثقافية، فتتحدث عن ما تسميه المطبخ الصهيوني أو المطبخ اليهودي، وتتجاهل فلسطين وشعبها وثقافتها الأصلية، وتقابلها كتب تقدم المطبخ الفلسطيني، فتؤكد الانتماء والهوية بالتالي”.

ومن أمثلة هذه الكتب الأخيرة، كتاب “مطبخ غزة: رحلة طعام فلسطينية” لكلٍّ من ليلي الحداد وماغي شميت، الذي صدر في الولايات المتحدة عام 2012، والكتاب الجديد واسع الانتشار “زيتون، ليمون وزعتر” لراوية بشارة، وهي فلسطينية من الناصرة تدير مطعماً ناجحاً في بروكلين بنيويورك.

وأضاف شاكر إنّ هناك كتباً “تطمس المطبخ الفلسطيني ضمن المنطقة، ولا تشير إليه، فتأتي مثلاً تحت عنوان المطبخ المتوسطي أو مطبخ الشرق الأوسط”.

وعلاوة على ذلك هناك كتب “تحاول أن تمنح انطباعاً غير واقعي يقوم على تطبيع الاحتلال، فهي تسعى إلى تقديم المطبخ من خلال أطباق فلسطينية وإسرائيلية، فتوحي كتب الطهي هذه بوجود حالة من التعايش وبانتفاء الصراع”.

وعلاوة على وصفات الطهي المنشورة في كتب ومواقع ومدوّنات وصفحات التواصل الاجتماعي؛ يتفاعل الصراع الثقافي على أطباقٍ بعينها.

وضرب الخبير حسام شاكر لذلك مثلاً بطبق الحمّص، خاصة وأنه “بات يحظى بشعبية متعاظمة حول العالم”.

وقال شاكر موضحاً: “هناك مشكلتان؛ الأولى تتعلق بتزييف هوية طبق معيّن وانتحاله لصالح ثقافة المحتل، والثانية في العوائد المادية التي تعود على اقتصاد الاحتلال من خلال ترويج هذا الطبق”. 

والحمّص الذي تنتجه شركات مرتبطة بالاحتلال الصهيوني هو أحد أهداف حملات المقاطعة، ومنها على سبيل المثال الحمّص الذي تنتجه شركة “صابرا”، والذي تستهدفه حملات المقاطعة في أوساط الطلاب في بعض جامعات أمريكا الشمالية.

ولفت الاستشاري الإعلامي الانتباه إلى أنّ طبق الحمّص يكتسب رمزية خاصة في الصراع على جبهة الهوية الثقافية؛ فهو يزداد رواجاً حول العالم بمؤشرات متصاعدة، وقد عبّرت أعمال إعلامية عدّة عن قضية الحمّص الذي تصرّ دعاية الاحتلال على انتحاله، ومن أحدثها الفيلم الوثائقي الأسترالي “اصنعوا الحمّص لا الحرب”، الذي أنتجه تريفور غراهام خلال العام الجاري.

وأسوة بتجارب الاحتلال السابقة مع برتقالة يافا مثلاً؛ رصد حسام شاكر كيف تستعمل دعاية الاحتلال طبق الحمّص في الترويج لصورة الاحتلال ذاته، ويتم إقحامه في الأفلام بصفة مفتعلة، فإذا كان الطبق محبباً تتم المراهنة عليه ليغدو بمثابة “سفير متميز لاختراق وعي الجماهير الجماعي حول العالم. وخلف هذه الدعاية تكمن عقدة وجودية تقوم على إنكار وجود فلسطين وشعبها ومصادرة التاريخ بأسره لصالح الاستيطان الجديد”، كما قال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...