الأربعاء 14/مايو/2025

لطيفة أبو حميد.. ذاق أبناؤها العشرة مرارة الأسر وبقي أربعة

لطيفة أبو حميد.. ذاق أبناؤها العشرة مرارة الأسر وبقي أربعة

منتصبة القامة، مرفوعة الهامة لثلاثين سنة، مشت لطيفة أبو حميد تتنقل بين السجون “الإسرائيلية”، بعزيمة لم تكلّ، تزور 10 من أبنائها حكم على 4 منهم بالسجن المؤبد لأكثر من مرة، فيما أفرج عن 6 آخرين، واستشهد أحدهم لاحقا.

لطيفة أبو حميد (67 عاماً)، فلسطينية لاجئة من قرية أم شوشة، قرب الرملة (وسط الأراضي المحتلة عام 48)، وتسكن حالياً مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين، قرب رام الله، وسط الضفة الغربية، تُلقب بـ”أم ناصر” نسبة إلى نجلها الأكبر.

منزل أم ناصر في الأمعري، ومنذ اعتقال نجلها يوسف الذي كان يبلغ من العمر 18 سنة، عام 1985، يشكل قبلة للمتضامنين مع قضايا الأسرى، ولوسائل إعلام محلية وأجنبية مختلفة، بحسب وكالة “الأناضول” التي زارتها، بمناسبة يوم “الأسير” الذي يحييه الفلسطينيون في الـ17 من أبريل/نيسان من كل عام، والذي يصادف غداً الجمعة.

لدى أم ناصر، ابنتان، وعشرة من الأبناء الذكور، يقضي أربعة منهم السجن المؤبد، فيما الـ6 الآخرون خاضوا تجربة الاعتقال قبل الإفراج عنهم، وقتلت “إسرائيل” أحدهم عام 1994.

تقول الحاجة أم ناصر، لوكالة الأناضول: “منذ 30 عاماً وأنا أتنقل من سجن إلى آخر، زرت كافة السجون الإسرائيلية.. في عام واحد كان الاحتلال يعتقل 7 من أبنائي في وقت واحد”.

ومنذ عام 2002 وحتى يومنا هذا، تعتقل “إسرائيل” 4 من أبناء أم ناصر، وهم: (ناصر، ومحمد، وشريف، ونصر).

ناصر محكوم بالسجن 7 مؤبدات و50 عاماً، ومحمد محكوم بمؤبدين وثلاثين عاماً، وشريف بـ4 مؤبدات، فيما نصر محكوم بخمسة مؤبدات، وجميعهم في سجن عسقلان، ومتهمون بمساعدة منفذي عمليات ضد “إسرائيليين”، خلال انتفاضة الأقصى (2000).

وفيما كانت تحضن صورة تجمع أبناءها، تواصل أم ناصر حديثها مع وكالة الأناضول: “الأربعة اُعتقلوا عام 2002، وينتمون لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح”.

كانت تشير إلى ابنها عبد المنعم في تلك الصورة “اغتاله الاحتلال الإسرائيلي عام 1994، وكان قائداً في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس”.

تفخر هذه الفلسطينية بأبنائها، وتقول: “أنا فخورة بهم، لم أنجبهم لكي يتم اعتقالهم أو يُقتلوا، لكن هذا فرض عليهم، وفرض علينا من احتلال يقتل ويضرب، ويعتقل”.

“أنا أم كبقية النساء، أتمنى لو أبنائي حولي، أفرح بهم وأزوّجهم”، وتكمل أم الأسرى: “توفي زوجي قبل أربعة أشهر، وكان يتمنى أن تقرّ عيناه برؤيتهم أحرارًا قبل مماته”.

تروي أم ناصر للأناضول كيف وصفتها إحدى وسائل الإعلام “الإسرائيلية” في تقرير لها بـ”الإرهابية”، وتقول: “في ذات مرة بثت وسائل إعلام إسرائيلية تقريراً وصفتني فيه بالأم الإرهابية التي تدعم وتواصل زيارة أربعة من أبنائها متهمين بقتل إسرائيليين”.

“أقول لهم: لست إرهابية نحن لا نحب القتل، لم نذهب إليهم، هم من أتوا إلينا ليقتلونا، وأقول للسيدة الإسرائيلية: أنت أم ولكن أبناءك يقتلوننا من على ظهر الدبابة والطائرة”، ترد أم ناصر على ذاك التقرير الذي لم يتضح من حديثها أيٌّ من وسائل الإعلام “الإسرائيلية” بثته وفي أي وقت.

السلطات “الإسرائيلية” كانت قد هدمت منزل أم ناصر حميد، عام 1994، كما أعادت هدمه في العام 2002.

ورغم ما تعانيه هذه الحاجة من مشاقّ وتعبٍ خلال زيارتها لأبنائها في السجون من أعمال تفتيش وتنكيل وتضييق، كما تروي، إلا أنها تبدو قوية، وتقول: “البداية صعبة، ولكن كل شيء يهون لأجل الوطن”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...