عاجل

الأربعاء 24/أبريل/2024

مؤسسو حماس.. علم وجهاد قض مضجع الاحتلال

مؤسسو حماس.. علم وجهاد قض مضجع الاحتلال

رجال عظام، شقوا الجبال، وخاضوا الصعاب، وحطموا على صخرة إرادتهم وصمودهم مؤامرات حيكت بليل، ضد شعب مورست بحقه أبشع أنواع الظلم والاضطهاد في العصر الحديث.

كتبوا بيان حماس الأول، مع انطلاقة الحجر في الانتفاضة الأولى عام (1987)، ليعلنوا ميلاد حركة عملاقة، اختارت المصحف والبندقية شعارا ومنهجا، لتعيد المجد لوطن جريح مكلوم.

سبعة رجال شيدوا صرح حماس المتين، ورسموا معالم طريق النصر والتمكين، وسطروا أروع ملاحم العز والفخار، ووضعوا لبنات مستقبل التحرير، ليكون منهم الأسير والجريح، ومن لقي ربه شهيدا. رجال كالجبال الشامخات، هم مؤسسو حركة المقاومة الإسلامية حماس.

أحمد ياسين.. شيخ المجاهدين

 شيخ المجاهدين، ورمز المقاومة، شيخ قعيد أثقلته الأوجاع والأمراض، أشعل جذوة الجهاد في فلسطين، ليحيي بنور قلبه أمة أنهكتها الجراح والمآسي والصعاب.

 ولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان، التابعة لقضاء مدينة المجدل، التي تقع علي بعد 20 كيلو متر شمالي غزة، في شهر يونيو من عام 1936، وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية، مات والده وعمره لم يتجاوز ثلاث سنوات، وكني في طفولته بأحمد سعدة، نسبة إلى أمه السيدة سعدة عبد الله الهبيل، لتمييزه عن أقرانه الكثر من عائلة ياسين الذين يحملون اسم أحمد.

 كان أحمد ياسين يبلغ من العمر (12عاماً)، حين وقعت نكبة فلسطين عام 1948، هاجرت أسرته إلى غزة مع عشرات الآلاف من الأسر التي طردتها العصابات الصهيونية.

 تعرض وهو في السادسة عشر من عمره لحادثة أثرت في حياته كلها، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق إثر مصارعة ودية بينه وبين أحد زملائه عام 1371هـ – 1952م، وبعد 45 يوماً من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس، اتضح بعدها أنه مصاب بشلل رباعي. ولم يخبر أحمد ياسين أحداً ولا حتى أسرته، بأنه أصيب أثناء مصارعة أحد رفاقه – عبد الله الخطيب – خوفاً من حدوث مشاكل عائلية بين أسرته وأسرة الخطيب، ولم يكشف عن ذلك إلا عام 1989. ونتيجة لذلك كان أحمد ياسين لا يقدر على تحريك الأشياء إلا بلسانه فقط.

 وبعد إصابته بالشلل، كرس أحمد ياسين شبابه لطلب العلوم الإسلامية، حيث درس في جامعة الأزهر في القاهرة. وكانت القاهرة هي المكان الذي تشكل فيه إيمان أحمد ياسين، بأن فلسطين أرض إسلامية حتى يوم القيامة، وليس لأي زعيم عربي الحق في التخلي عن أي جزء من هذه الأرض. ورغم تعرضه لشلل شبه كامل في جسده، تطور لاحقاً إلى شلل كامل؛ إلا أنه لم يثنه الشلل عن مواصلة تعليمه وصولاً إلى العمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس وكالة الغوث بقطاع غزة. وانتظم الشيخ ياسين في صفوف جناح المقاومة الفلسطينية، ولكنه لم يشتهر إلا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987، حيث أصبح رئيساً لتنظيم إسلامي جديد، هو حركة المقاومة الإسلامية، أو اختصاراً “حماس”. 

 وقد عانى أحمد ياسين إضافة إلى الشلل التام من أمراض عديدة، منها فقدان البصر في العين اليمنى، بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات “الإسرائيلية” فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن، وحساسية في الرئتين، وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى. وقد أدى سوء ظروف اعتقاله إلى تدهور حالته الصحية، مما استدعى نقله إلى المستشفى مرات عدة، بل تدهورت صحة أحمد ياسين أكثر، بسبب اعتقاله، وعدم توفر رعاية طبية ملائمة له.

 في يوم (22-3-2004)، استشهد شيخ المجاهدين في هذا العصر أحمد ياسين، وزلزل الناس، فحق للرجال الرجال أن تبكيه.

 عبد العزيز الرنتيسي.. أسد فلسطين

 
أسد فلسطين، والطبيب الشهيد، البطل الهمام، خليفة الياسين، الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، ولد في (23 أكتوبر 1947م)، في قرية يبنا (تقع بين عسقلان ويافا)، ولجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة، واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عمره وقتها ستة أشهر، ونشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة وأختين.

التحق وهو في السادسة من عمره بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واضطر للعمل أيضا وهو في هذا العمر، ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة، التي كانت تمر بظروف صعبة، وأنهى دراسته الثانوية عام 1965م.

 وتنحدر عائلة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي إلى قرية رنتيس شمال غرب رام الله؛ بحيث اضطرت العائلة لمغادرة القرية في بداية الأربعينات، بسبب خلاف مع إحدى عائلات القرية، ولقد كان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مخلصا ومحبا لقرية رنتيس، ويقال بأنه زار القرية في بداية الثمانينات من القرن المنصرم.

 ويتذكر الرنتيسي طفولته، فيقول: “توفي والدي وأنا في نهاية المرحلة الإعدادية، فاضطر أخي الأكبر للسفر إلى السعودية من أجل العمل”.

 ويردف: “كنت في ذلك الوقت أعد نفسي لدخول المرحلة الثانوية، فاشتريت حذاء من الرابش (البالة)، فلما أراد أخي السفر كان حافيا، فقالت لي أمي أعط حذاءك لأخيك، فأعطيته إياه، وعدت إلى البيت حافيا… أما بالنسبة لحياتي في مرحلة الثانوية؛ فلا أذكر كيف دبرت نفسي”.

 في السابع عشر من أبريل عام 2004م، كان الرنتيسي على موعد مع لقاء ربه شهيدا، عندما أقدمت طائرات الاحتلال الصهيوني على استهداف سيارته، بعد أقل من شهر على استشهاد الشيخ المؤسس أحمد ياسين.

 إبراهيم اليازوري.. رفيق الياسين

 أحد الرجال الذين رافقوا الشيخ أحمد ياسين في مسيرة تأسيسه حركة المقاومة الإسلامية حماس.

 ولد الشيخ اليازوري في قرية بيت دراس عام 1942م، ليعيش في قريته سنوات قلائل، ولم يكمل الصف الأول بها نتيجة حرب 48 التي اندلعت.

 وخلال رحلة الهجرة، انتقل اليازوري من قرية لقرية، هربًا من بطش العصابات الصهيونية، لينتهي به وبذويه الحال في مخيم خانيونس، حيث استقروا بخيمة في المعسكر الغربي مقابل المسجد الشافعي حاليا بمدينة خانيونس.

 تعلم في خانيونس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، ومن ثم انتقل للجامعة في العام 1960م، ودرس في جامعة القاهرة، والتحق بكلية الصيدلة.

 وهب نفسه وكل وقته منذ صغره خدمة للإسلام والمسلمين، ورافق الشيخ أحمد ياسين لمدة تزيد عن الأربعين عاما، لم يكن يقطن في ذات المخيم أو الحي، لكن دعوة الإخوان جمعت بينهم، وألقت في قلوبهم رابطة الأخوة، فكانوا من السبعة الذين كتب الله على أيديهم تأسيس حركة حماس، التي وبفضل الله أولا ثم بفضل الرجال المخلصين الذين حملوا على عاتقهم رفع لواء التوحيد في كل الميادين، انتشرت وصلح غراسها.
 

    عبد الفتاح دخان.. أحد المؤسسين

 من مواليد عام 1936، أحد المهجرين من بلدة “عراق السويدان” عام 1948، وهو من السبعة المؤسسين لحركة حماس، قدم اثنين من أبنائه شهداء، على مذبحة البطولة والفداء، وهما “طارق وزيد”، واعتقل ابنه محمد في التسعينات من القرن الماضي، وحكم عليه بعدد من المؤبدات، ولا يزال يقبع خلف سجون الاحتلال.

عاش شيخنا أبو أسامة حياة مليئة بالصعاب، واعتقل أكثر من مرة لدى قوات الاحتلال وأجهزة السلطة، وهو أحد المبعدين إلى مرج الزهور، ونائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، ويقطن الآن في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وهو على يقين بعودته إلى بلدته الأصلية التي هجر منها طفلا صغيرا.
                                       

  شمعة.. رئيس مجلس شورى حماس
 

أحد رواد التيار الإسلامي في قطاع غزة، ومن مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ثمانينات القرن الماضي، ورئيس مجلس الشورى فيها.

ولد محمد حسن شمعة بمدينة المجدل عام 1935، قبل أن ينزح مع أهله إلى مدينة غزة بعد الاحتلال الصهيوني في العام 1948.

 التحق بالإخوان المسلمين في مدينة غزة، وهو طالب في المرحلة الإعدادية منذ مطلع الخمسينات، قبل أن تمنع تنظيمات الإخوان بقرار من السلطات المصرية.

 بدأ شمعة مع الشيخ أحمد ياسين وعدد قليل من الأشخاص الجهود لإعادة تنظيم وتفعيل جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة مباشرة بعد العام 1967، ويعد مع الشيخ ياسين أبرز المؤسسين السبعة لحركة حماس في ديسمبر/كانون الأول 1987.

 اعتقلته قوات الاحتلال في سبتمبر/أيلول 1988، ومكث نحو 13 شهرا في السجون، كما أبعد مع المئات من قيادات وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان في ديسمبر/كانون الأول 1992.

 شغل حتى وفاته منصب رئيس مجلس الشورى في حركة “حماس”، الذي يعد أعلى مرجعية بالحركة، توفي في (10 يونيو/حزيران 2011)، إثر إصابته بجلطة دماغية عن عمر يناهز 76 عاما.
 

محمد النجار.. باني الأجيال

 في العام (1927) كان ميلاد طفل صغير للحاج عبد خطاب النجار، الذي آثر تسمية هذا الطفل “محمد”، لعلمه بأنه من خير الأسماء، ورغبته أن يكون هذا الطفل الصغير مقتدياً بصاحب السيرة العطرة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يعلم هذا الوالد بأن الله قد علم نيته الخالصة، وكتب لهذا الطفل بأن يكون كما أراده والده، كيف لا وهذا الطفل الذي نتحدث عنه، هو نفسه ذلك الشيخ الجليل الذي فقدته فلسطين يوم الجمعة الموافق (11-11-2011)، إنه الحاج محمد عبد خطاب النجار.

 نشأ الحاج محمد النجار في أسرة كريمة من خان يونس، وقد عرف بين أقرانه بالهدوء وحسن الخلق، ولكنه في نفس الوقت كان شعلةً في النشاط والحيوية. وقد ذكر ذلك عنه شقيقه الأكبر الحاج عايش النجار، الذي ذكر بأن الحاج محمد كان منذ صغره محبوباً بين الجميع، فقد كان لا يتأخر عن مساعدة أحد من الجيران أو الأصدقاء، وقد استمر على هذه الحال حتى وفاته رحمه الله.

 التحق الحاج محمد النجار بجماعة الإخوان المسلمين، وكان عضواً فاعلاً فيها في قطاع غزة، وقد كان ذلك بمثابة الوسيلة التي استطاع من خلالها أن يصل إلى ما كان يصبو إليه من إنشاء جيل مسلم، يكون على يديه نصر الأمة الإسلامية ورفعتها، وقد كان من أقواله في هذا المجال: “الحمد لله الذي أحياني هذه الفترة الطويلة في طريق الدعوة، وقد أراني خلالها الكثير من الأمور التي أعز الله بها الإسلام على هذه الأرض المباركة”.
 

محمد طه.. العالم الرباني

 ولد الشيخ محمد صالح حسن طه عام 1937 في قرية “يبنا” داخل الأراضي المحتلة لعام 1948، تلقى تعليمه في مرحلة الابتدائية في قرية يبنا، قبل أن تهجرهم العصابات الصهيونية هو وأسرته والآلاف من الفلسطينيين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات