الأربعاء 14/مايو/2025

هل تندلع انتفاضة في فلسطين؟

هل تندلع انتفاضة في فلسطين؟

كل المعطيات على الأرض تجعل من الانتفاضة خياراً موضوعياًفي فلسطين. سياسات حكومة نتنياهو الاستيطانية، والاستفزازات المتواصلة في القدسالمحتلة، وانسداد أفق المفاوضات بين الجانبين. لاشيء يدفع الفلسطينيين للانتظار،حتى أن السلطة الفلسطينية نفسها ملت انتظار المفاوضات، وتنوي التوجه إلى مجلسالأمن الشهر المقبل لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

دول غربية سئمت من مماطلة “إسرائيل”، وتشاطرالفلسطينيين الرغبة بالتخلص من الاحتلال بعد كل هذه العقود الطويلة. ولهذا بادرعدد منها إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ السويد، مجلس العموم البريطاني، فرنساوأسبانيا على الطريق.

قبل أشهر راهنت بعض القوى السياسية على الجريمةالإسرائيلية بحق الفتى المقدسي أبو خضير لقيام انتفاضة ثالثة. وبعد أن شنت “إسرائيل”عدواناً واسعاً على قطاع غزة، ذهب البعض إلى القول إن العدوان سيعزز فرصالانتفاضة. غير أن ذلك لم يحدث، لابل إن فعاليات التضامن في الضفة الغربية كانتباهتة، وأقل مما شهدنا في بلدان عربية أخرى.

 في الأسابيعالأخيرة اشتعلت القدس والأحياء المجاورة لها مرة ثانية بمظاهر الاحتجاج علىالاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، وحملات الاستيطان، واتخذت المواجهاتبعداً متقدماً تمثل بعمليات استهداف مختارة لقيادات إسرائيلية متطرفة، وأخرىعشوائية؛ دهس مستوطنين في الشوارع، وهجمات بالسكاكين.

بدا هذا التطور النوعي مؤشراً قوياً على احتمال اندلاعانتفاضة ثالثة تكون بدايتها من القدس. وقد شحنت فصائل فلسطينية الشارع المقدسي وفيعموم الضفة الغربية، في محاولة لتحويل المواجهات المحدودة إلى حالة عامة من الغضبالشعبي.

لكن ذلك لم يحصل، إنما حدث أسوأ منه، فبدلاً من أن تندلعانتفاضة ضد الاحتلال، وقعت سلسلة من الانفجارات في غزة استهدفت منازل عشراتالقيادات الفتحاوية، ومنصة الاحتفال بذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. وعلىإثرها دارت حرب اتهامات بين فتح وحماس، واشتعلت مواجهة إعلامية لم تهدأ حتى الآن.

فتح اتهمت قيادات حمساوية بالوقوف وراء انفجارات غزة،وشن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هجوماً شرساً على حركة حماس، في خطاب اقترب فيهمن نعي المصالحة الفلسطينية. حماس نفت الاتهامات جملة وتفصيلاً، لكنها لم تقدمتفسيراً لما حصل في غزة حيث تفرض سيطرتها الأمنية هناك.

هل يمكن في مثل هذه الأجواء التي يخيم فيها الصراع بينأكبر فصيلين فلسطينيين توقع انتفاضة ثالثة؟

الانتفاضة الأولى والثانية كانتا التعبير الموضوعي لحالةالتوافق الوطني الفلسطيني على برنامج عمل موحد. لحظة بلغ التوافق فيها حد الانفجارالشعبي في وجه المحتل، وهي اللحظة الغائبة تماماً اليوم.

هل يكسر الشارع الفلسطيني سطوة الفصائل، ويتمرد علىسلطتها، عبر انتفاضة شعبية تنتج قيادات جديدة؟

ليت ذلك يحدث، فالشعب الفلسطيني جدير بقيادات غير هذهالمنشغلة بصراعاتها وخلافاتها على حساب قضيته الوطنية.

لكن حتى هذا الاحتمال صعب المنال، في ضوء الواقع الحالي،والمتغيرات التي طرأت في الضفة الغربية.

الظروف الموضوعية في فلسطين مهيأة لانتفاضة جديدة في وجهالمحتل، لكن العوامل الذاتية ممثلة بصراع الفصائل والانقسام الحاد فيما بينها،تحول دون ذلك.

صحيفة الغد الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...