الأربعاء 14/مايو/2025

عن انتفاضة السكاكين والدهس

عن انتفاضة السكاكين والدهس

يَمُر الوضع الفلسطيني في لحظاتهِ الصعبة، بعدالانتكاسات الأخيرة التي وقعت في الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس ياسر عرفات في قطاعغزة، وما تلاها من عودة أجواء التوتير والشحن والتسخين غير المُبررة في البيتالفلسطيني الداخلي، وبروز بوادر مُقلقة مع غياب الحكمة والاقتدار في معالجة ذيولما وقع من أحداث مؤسفة يَرفُضهَا كلُ عاقل، وكل حريص على مصلحة الفلسطينيين.

فما وقع في قطاع غزة، ومع رَفضِهِ وإدانته، كان ومازالمن الممكن معالجته بتروٍ وحكمة، وبروحٍ عالية من الندية والإيجابية، يتم من خلالهاتجنيب الوضع الفلسطيني الهبوط نحو مزالق جديدة، ليس الفلسطينيون بحاجة لها، وفيوقتٍ تحتاج فيه المعادلة الفلسطينية لتصحيح توازنها عبر العودة لترجمة اتفاقالمصالحة الوطنية الشاملة إلى واقعٍ عملي وملموس على الأرض، والانطلاق نحو تَفكيككل العُقد التي ما زالت تعترض البدء بعملية توحيد عموم المؤسسات بين الضفة الغربيةوالقدس وقطاع غزة، والبدء بإعادة إعمار ما تم تدميره في قطاع غزة بعد العدوان«الإسرائيلي» الأخير.

فحماية الوحدة الوطنية هي بوابة إعادة الإعمار وفكالحصار عن القطاع، حيث لا إعمار مع الخلافات الداخلية.

كما يَمُرُ الوضع الفلسطيني في لحظاتٍ حاسمة أيضاً، معبوادر نهوض وطني عارم في وجه الاحتلال، واندلاع المواجهات اليومية بين أبناء القدسومواطنيها مع سلطات الاحتلال وأجهزة أمنه ومجموعات المُستوطنين الذين باتوا يجولونويصولون دون رقيب أو حسيب، ويتمادون في ممارساتهم الاستفزازية وحتى الدموية بحقأبناء القدس من عموم المواطنين الفلسطينيين.

فالفلسطينيون، بدؤوا بشق مرحلة جديدة في العمل الشعبيالمُتعدد الأشكال والأنماط وحتى الأساليب، التي بتنا نَسمَعُ بها كل يوم، والتييبادر للقيام بها العديد من الفتيان والشبان، ومن كوادر وأعضاء بعض الفصائلالفلسطينية ونشطائها، كنشطاء حركة الجهاد الإسلامي وحماس وفتح، ونشطاء اليسارالفلسطيني من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وبعيداً عن تقييم تلك الأساليب، التي قد يتحفظ البعضعليها، كعمليات الطعن بالسكاكين والمدي و(الشباري)، وعمليات الدهس بالسيارات التيوقعت خلال الأيام الماضية، واستهدفت عدداً من جنود الاحتلال ومن مجموعاتالمستوطنين، وقد امتدت من القدس إلى الخليل جنوب الضفة الغربية، إلا أن تلكالأساليب تَحمِلُ رسائلها وتعبيراتها البليغة والفصيحة، والتي تقول إن الاحتقانوصل إلى حدوده العليا عند عامة الناس من أبناء فلسطين، وخصوصاً المقدسيين منهم، معاستمرار سياسات الاحتلال والاستيطان ونهب الأرض دون رادع، واستمرار اعتداءاتالمستوطنين، واقتحام باحات المسجد الأقصى، وإغلاقه أمام جمهور المؤمنين في أوقاتٍمُختلفة.

كما تحمل رسائلها التي تقول بأن ردع الاحتلال وسياساتهوكَسر انفلات المستوطنين، يُجيز للناس اشتقاق كل السُبل المُمكنة لرفع هذا الظلم،ولفت انتباه العالم والمُجتمع الدولي لما يجري في فلسطين، والعمل من أجل وضع حدٍلسياسات الاحتلال في ظل انشداد المجتمع الدولي لأزماتٍ جديدة ومُشتعلة في المنطقةبعيداً عن قضية فلسطين.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...