الأربعاء 14/مايو/2025

نحو إستراتيجية متكاملة لفضح الإرهاب الصهيوني

نحو إستراتيجية متكاملة لفضح الإرهاب الصهيوني

أن يُغَنِّيَ (الإسرائيليون) في تل أبيب وفي مظاهرة عامةفي الشوارع الرئيسة، مرددين أن “لا دراسة في غزة لأنه لم يبق فيهاأطفال” وأن يأتي ذلك احتفاء بما يقوم به جيش (إسرائيل) من استهداف المدنيينوالمساجد والمدارس والبيوت في تجسيد عملي لكل صورة وجوهر الإرهاب والدمويةالإجرامية، وأن يصرح “أيالون” قائد هذا الجيش الإرهابي بأن قادة حماسسيفاجأون من حجم الدمار بعد أن تتوقف المدافع.. فإن هذا وما سبقه عبر عشرات السنينليعني بشكل مباشر وصريح أن استهداف المدنيين بمنطق التطهير العرقي والشامل الماحيهو إستراتيجية مخططة ومعدة ومقصودة، وليس عن أخطاء في تقنية التصويب، ولا لأنالمقاومة تتحصن بالمدنيين كما يروج إعلامهم وإعلام “عبد الله بن سلول”.

جدير التنويه هنا إلى أن هذا المنطق الدموي ليس طارئاًعلى ثقافتهم الدينية والفكرية، ولا هو اتجاه ناشز لقائد أو مفكر استثنائي أو فيفترة ما، ولكنه ثقافة عامة يتوارثها الأبناء عن الآباء ثم عن الأجداد وصولاً فيالعلو إلى آبائهم الذين قتلوا في يوم واحد 300 نبي من أنبيائهم وقعدوا في نهايةاليوم يشربون الخمر ويمارسون الرذيلة، ونزولاً إلى أطفالهم الذين تسجل كاميراتوتقارير الصحافة العالمية كيف يمارسون الاعتداء على المواطنين الفلسطينيينومساجدهم وممتلكاتهم في حماية الجيش الصهيوني والمستوطنين.

المستغرب أو بالأحرى المستهجن هو أننا ورغم عشرات السنينمن مصادمة هذا العدو ومعرفة قيمه الإرهابية وجرائمه ورغم كثرة الشواهد والعناوينوالمساحات الإعلامية الواسعة والمتعددة جداً التي يمكن التحرك من خلالها وفيها فلانزال ليست لدينا إستراتيجية متكاملة بحثية وإعلامية وسياسية ودبلوماسية، ولم نبذلجهوداً واضحة لفضح هذا الإرهاب محلياً وعالمياً وتعميم ثقافة نقده والتحذير منه،ولم نتوجه للعالم الذي يرعى هذا الاحتلال ويتضامن معه بهذا الخطاب الإعلامي، أوللتوعية بمخاطر التطبيع والتعايش وتبادل المصالح الذي لا تزال تحاوله وتحرص عليهبعض نظمنا.

أليس عجيباً ألا نرى حتى الآن برامج تسلط الضوء على هذهالثقافة الأسطورية الإرهابية المؤسسة لهذا الكيان؟ وما الذي يجعل إعلاميين”كتوفيق عكاشة وعمرو أديب وأماني الخياط.. وسواهم من جوقة الانقلاب”يتجرأون على المجاهرة بتأييد العدوان على غزة لولا ضحالة وضآلة فكرهم ووعيهم وفكرووعي الذين يخاطبونهم؟

 لماذا لا تعرفشعوبنا ماهية عقدة “شعب الله المختار” ومخرجاتها التي تتأسس عليها عقليةأطفال اليهود؟ لماذا تمر دون مجهرة واهتمام منهجي وتوظيف إعلامي تصريحات زعيمالكيان الروحي – الهالك – (عوفاديا يوسف) التي وصف فيها العرب ذات مرة بأنهم”صراصير وحمير وجرذان” وأنهم “جاءوا من اللعنة”؟ ولماذا تنسىمجازر قبيا ودير ياسين ثم صبرا وشاتيلا ومئات المجازر والتهجيرات المستهدفة بينهذه وتلك دون أن يطلع عليها أو يستعيد تذكرها أصدقاؤنا في العالم؟ لماذا لا يصيرذلك حديث الإعلام وحديث الإسلاميين والعلمانيين وأحرار العالم؟ أليس هذا الإرهابوأفكاره التلمودية والتوراتية يطال الجميع، من عرب وعجم وبربر وشرق وغرب؟ وهو –بالمناسبة – لا يستثني فئة العرب المتصهينة الذين ترفرف أعلام كيان العدو علىعواصمهم، والذين تقول تسريبات صحفية “إن ثلاث دول منهم تشارك في جهود العدوانعلى غزة بالمال والرجال”.

أليس غريباً ومستهجناً أن تظل منظمات الأمم المتحدةالمعنية بالقيم التربوية والثقافية والتعليمية (اليونيسيف للطفولة، واليونيسكوللتعليم) – على الأقل – غافلة أو متجاهلة كل هذا النتن الفكري والخمج النفسيوالبؤس العنصري الذي تزرعه في عقول وضمائر أطفال وشبان العدو مناهج التربية والتعليمفي كل يوم ومع كل حصة مدرسية؟ لماذا لا يستفاد في ذلك وبشكل منهجي وتقني ونوعي منالدراسات الكثيرة والموضوعية التي ترصد المناهج الدراسية والبرامج التوجيهية وتؤكدعلى أنها تعزز عقد الحقد والكراهية والاستعلاء الموهوم، وتبني قيم العدوان والقتلواتجاهات الغدر والتمرد والتطهير العرقي والتجارة بالأعضاء البشرية، وتشوه معانيالإنسانية وتكسر قيم الحرية والعدل والأمن؟ ومن خلال الضغط الإعلامي المؤسس للضغطالدبلوماسي؛ كيف يسمح للأمم المتحدة بعدم متابعة سلوك كيان ظل مدموغاً بالقرارالأممي لخمس عشرة سنة (القرار رقم – 3379 – الذي ينص على أن الصهيونية شكل منأشكال العنصرية والتمييز العنصري، وأن على دول العالم مقاومة الأيدولوجيةالصهيونية التي – حسب القرار – تشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين)؟

 آخر القول:أعتقد أن العدوان الصهيوني على غزة قد أتاح الفرصة لإطلاق حملة جادة ومنهجيةوواسعة ومتكاملة لتعرية عنصرية وإرهاب ودموية الكيان الصهيوني، مشفوعة بالأحداثوالصور وسلوكيات وثقافة هذا المجتمع المريض نفسياً وغير الراشد إستراتيجياً ثمبالدراسات الراصدة والتجسيدات الشائهة لكل ذلك.

صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...