الأربعاء 14/مايو/2025

نعم لخطة كبير المستوطنين داني ديان

د.فايز أبو شمالة
الخطة التي وضعها رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية الأسبق “داني ديان” تقضي بهدم جدار الفصل العنصري، وإزالة الحواجز، والسماح لسكان الضفة الغربية بالوصول إلى مدن الـ(48)، والعمل في مصانعها، والسفر من مطاراتها، وتسهيل الاستيراد والتصدير عبر موانئها، ودمج الكفاءات العلمية الفلسطينية في التكنولوجيا (الإسرائيلية).

إن خطة “داني ديان” لم تأت نتيجة فراغ سياسي، كما يقولون، وإنما جاءت استجابة طبيعية لتطور الحالة السياسية الفلسطينية، وجاءت استجابة للوضع الأمني السائد في الضفة الغربية، وللتذكير؛ فقد وافق المتطرف شارون سنة 2002م (زمن انكفاء الأجهزة الأمنية الفلسطينية) على خريطة الطريق التي قضت بوقف كامل للاستيطان، أما نتانياهو فاستأنف المفاوضات دون أن يوافق على تجميد مؤقت للاستيطان.
خطة “داني ديان” ستواجه بالاعتراض الفلسطيني، وستهاجمها عشرات التصريحات النارية؛ بحجة التفافها على حقوق الشعب الفلسطيني،

على أولئك القادة والناطقين الذين سيعترضون على خطة داني ديان أطرح الأسئلة التالية: 1- هل تفكرون بتحرير كل فلسطين من البحر إلى النهر؟، 2ـ هل لديكم النية الجدية لمقاومة الاحتلال بالسلاح، ومواجهة المستوطنين؟، 3ـ هل لديكم النية لوقف التنسيق الأمني مع مخابرات الاحتلال أم هو مقدس؟، 4ـ هل أنتم قادرون على إزالة جدار الفصل، وإعادة اللحمة إلى أراضي الضفة الغربية؟،

5ـ هل لديكم القدرة على توفير فرص عمل لعشرات آلاف العمال الذين يبنون بأيديهم الفلسطينية المستوطنات (الإسرائيلية)؟، 6ـ وهل لديكم النية الجدية لمنعهم من تعمير المستوطنات؟، 7- هل لديكم القدرة على تسليم رواتب الموظفين من الناتج القومي الفلسطيني فقط؟، 8ـ هل أنتم واثقون أن المفاوضات ستفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة؟، 9- هل أنتم قادرون على إرجاع ملايين اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي اغتصبها الصهاينة؟

لما كانت الإجابة عن الأسئلة السابقة “لا”؛ فمن مصلحة الشعب الفلسطيني الموافقة على خطة داني ديان للأسباب التالية:
-1 الخطة تقضي بتفكيك الجدار العازل، وفي ذلك لم شمل للأراضي الفلسطينية.

-2الخطة تقضي بتواصل الحياة الطبيعية بين سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 67، والمغتصبة سنة 48، ولذلك آثار مجتمعية ونفسية لها انعكاساتها السياسية.

-3 الخطة تعني تحمل الاحتلال المسئولية عن حياة آلاف الفلسطينيين المعيشية، وتفتح أمام الفلسطينيين أبوابًا للرزق مغلقة، وفرصًا لتطور اقتصادي لم يتحقق في ظل سلطة بلا سلطة.

4ـ الخطة ستنتهي بضم أراضي الضفة الغربية وسكانها إلى أراضي الـ(48) المحتلة لتصبح تحت سيطرة الاحتلال، وهذا بدوره سيقوض عاجلاً أم آجلاً “دولة (إسرائيل)”، وسيفضي إلى دولة لكل سكانها.
5ـ خطة “داني ديان” لا تنهي الصراع مع الصهاينة، ولا تطالب بالاعتراف العربي بيهودية “الدولة”، وتترك مستقبل القضية الفلسطينية مفتوحاً على الاحتمالات كافة.

للتوضيح: الموافقة على خطة “داني ديان” تنسجم مع حالة الضياع السياسي الفلسطيني، وللتذكير: لقد طرحت حكومة (ليكود) في سبعينيات القرن الماضي خطة تقضي بضم الأراضي المحتلة إلى أراضي الـ(48)، وفتحت الحدود على مصراعيها معها، وصرنا نسافر من غزة إلى القدس دون اعتراض، وكان الفلسطيني يتجول في شوارع تل الربيع طول الليل دون اعتراض، وكان العمال والحرفيون والمهنيون يسيطرون على الاقتصاد (الإسرائيلي)، وكانت حياة الناس وعيشتهم أفضل ألف مرة من الحياة الراهنة في ظل السلطة الفلسطينية.

لقد رفض الفلسطينيون فكرة الضم إلى أراضي الـ(48) بناء على تعليمات منظمة التحرير، التي أقنعتنا بأنها تسعى إلى قيام دولة فلسطين على كامل الأراضي الفلسطينية المغتصبة من النهر إلى البحر، لقد صدقنا، ورفضنا فكرة الضم، فماذا كانت النتيجة؟!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...