الأربعاء 14/مايو/2025

هل سلمت حماس نفسها لشيطان التفاصيل؟؟

كتب/ عماد زقوت

رفضت حركة فتح تسليم مقاليد السلطة لحركة حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية وتشكيلها الحكومة عام 2006، وبل تمردت فتح على الحكومة، وافتعلت العديد من المشاكل والأزمات، ورفضت الأجهزة الأمنية الاحتكام لأوامر وزير الداخلية سعيد صيام، وبالتالي حاولت حركة فتح الانقلاب على صناديق الاقتراع التي شهد لها العالم.

وبدأت حينها جولات الحوار الفلسطيني في القاهرة ومكة، لكن أطرافاً متنفذة داخل حركة فتح أصرت على عدم تسليم الحكومة لحركة حماس وهددت (بالخمسة بلدي) وازدادت وتيرة الحوارات بعد حسم حركة حماس الأمور في قطاع غزة، وحدوث الانقسام الذي كان سببه الأساس تعنت حركة فتح، ورفضها لنتائج الانتخابات التشريعية، وانتهى قطار الحوارات والاتفاقيات في غزة وتحديداً مخيم الشاطئ.

وتم التوقيع على المصالحة الوطنية وتبعها تشكيل حكومة توافق برئاسة د. رامي الحمد الله، والتي من أولى مهامها توحيد مؤسسات الشعب الفلسطيني، وتحقيق المصالحة المجتمعية، ولكن للأسف فشلت في أولى اختباراتها عندما رفضت صرف رواتب موظفي حكومة غزة السابقة، وبدأت تماطل في هذا الملف، حتى أوجدت انقساماً جديداً، وشرخاً كبيراً داخل المجتمع الفلسطيني، بين موظفين تم تشغيلهم بعد الانقسام بأوامر حكومة غزة، وموظفين تم تشغيلهم على مدار سنوات من قبل حكومات السلطة، والذين استنكفوا عن العمل بأوامر من الرئيس محمود عباس.

ولكن ماذا بعد؟ وهل حركة حماس سلمت نفسها لشيطان التفاصيل، وفشلت في تقدير موقف ونية حركة فتح، التي أرادت فقط استلام مفاتيح الحكومة، وإشغال حركة حماس بملفات جديدة، والواضح أن أطرافاً بعينها تريد إشغال حركة حماس عن العمل الجهادي، والقضايا الوطنية الكبيرة، كالأسرى، وخاصة المضربين عن الطعام، والقدس، واللاجئين، وذلك عبر ادخالها في دوامة ملفات داخلية، كرواتب الموظفين، والهيكليات الإدارية، واللجان الادارية، والمالية، وهل سيقرر الرئيس تفعيل المجلس التشريعي أم لا، وهل سيدعو الإطار القيادي للاجتماع أم لا.. وكل ذلك يبقينا في “خلاط” الانقسام ولكن بحلته الجديدة.

 ولكن نقول كمراقبين حذار من ذلك، لأن حركة حماس قد تلجأ إلى قلب الطاولة، وتوجيه صواريخها تجاه العدو الصهيوني، وربما نصحو على خبر أسر جندي صهيوني جديد، خاصة أن قضية الأسرى تشكل ضاغطاً كبيراً على قيادة حركة حماس، والتي هددت مراراً بأن الحل الوحيد للإفراج عن الأسرى هو سياسة خطف الجنود.

 وفي هذا الإطار نشير إلى أن العدو الصهيوني يلعب بشكل واضح في ملف الانقسام الفلسطيني، ودائما يضع أمام حركة فتح والسلطة (فزاعة) أن حركة حماس ستسيطر على الضفة الغربية قريباً، وللأسف هذه الأقاويل تجد آذاناً صاغية عند حركة فتح، والتي تتخذها ذريعة في الهجوم على حماس، ومنع أي تحركات ونشاطات لها، وفي المقابل حركة حماس ترتاح ربما لتلك المعلومات التي يتحدث بها أركان العدو الصهيوني وعلى رأسهم نتنياهو، ويشعرها بأنها قوية في الضفة، ويكون دافعا لها في الكشف عن بعض أوراقها.

وبناءً عليه نقول لصناع القرار الفلسطيني لا تلجأوا للروايات الصهيونية، ولا تنصتوا لها، لأنها تحتوي الكثير من السم إلى جانب بعض العسل، وندعو أيضاً حركة فتح والاحتلال وبعض الأطراف العربية والدولية لا تضغطوا على حركة حماس، لأنكم تدفعونها إلى الانفجار في وجوهكم فانتبهوا..

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...