التخلي الشامل

في ثنايا أزمة المفاوضات تحدثت أوساط من فتح عن رغبة عباس في التخلي الشامل. (التخلي الشامل) مصطلح جديد في السياسة الفتحاوية. إنه يعني بحسب متابعتي أن عباس سيتخلى قريبا عن مناصبه المتعددة ، وهي: ( رئيس السلطة، ورئيس المنظمة، ورئيس حركة فتح ). ويفتح هذا التخلي الباب أمام المتنافسين في فتح لإشغال هذه المناصب. ويقال إن عباس لا يريد أن يجمع هذه المناصب في يد شخصية واحدة من بعده، لذا قرر أن يوزعها على ثلاث شخصيات مقربة منه، وتحظى بدعمه. الأسماء المرشحة عديدة، والتخمينات متنوعة، ومفتاح الصندوق بيد عباس وحده، وعباس لا يتكلم. إنه يراقب ، ويزن، ويناور، قبل أن يقرر.
التخلي الشامل قرار لعباس وحده، فإذا تحقق فإنه سيفتح بابا للمشاركة الأكثر شبابية، إذا ما صدقت المعلومات التي تتحدث عن استبعاد عباس للحرس القديم من ترشيحاته ومن دعمه. في أوساط فتح وغيرها أصوات ترحب بالتخلي الشامل، وترحب أيضا بتوزيع المسئوليات على قيادات متعددة ، لأن في التوزيع قمعاً للديكتاتورية، ولسلطة الرجل الواحد. وهذا جيد.
عباس في الثمانين من العمر الآن، وقديما قال الشاعر : إن الثمانين وقد بلغتها أحوجت سمعي إلى ترجمان، هذا إن كان الحال مريحا، فكيف بالثمانين والحال ما نراه، من فشل لمشروع المفاوضات، وما يلحق به من إحباط عربي ودولي ينخر في عظام الرجل والسلطة، وبات عطاء العرب للسلطة كلاماً، ووعوداً، وبات عطاء المانحين مشروطاً بالتنازلات التي لا يقدر عليها إلا العميل الخائن؟
في أجواء مثل هذه سبقت لجأ الرئيس أبو عمار إلى الانتفاضة، ولكنه دفع حياته ثمنا لها، وإن تمكن من وضع شعبه على الطريق الصحيح، وخلاصته لا مفاوضات بدون أوراق قوة. نعلم أن عباس انتقد خيارات عرفات وحمله مسئولية تداعيات الانتفاضة، لذا فهو لن يلجأ الى الخيار نفسه، حيث سيمنع تفجر انتفاضة ثالثة رغم الصلف الإسرائيلي ، لذا تجده يبحث عن التوقيت المناسب ، والحدث المناسب، للتخلي الشامل، لأنه وإن كان يائساً من المفاوضات، فإنه معادٍ شرس لانتفاضة ثالثة، وأكثر عداوة للمقاومة المسلحة.
إن حالة الأزمة التي تعيشها السلطة خاصة، وفلسطين عامة، بما فيها غزة، هي جزء من حالة الأزمة التي تعيشها البلاد العربية من المحيط إلى الخليج. وهي حالة رديئة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
ففي كل عاصمة مشكلة أو أكثر، وفي كل بلد فتنة أو أكثر، وقد ظهر الفساد في البر والبحر، وحكم في أمر العباد والبلاد من ليس أهلا للحكم. في مثل هذه الأحوال يكون التخلي الشامل حلاً مريحاً في الثمانين من العمر. والأحسن منه هو الوحدة الوطنية الحقيقية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...