رسالة إلى الرئيس عباس

لقد أخطأ المثقفون الفلسطينيون والعرب حين طالبوا برسالتهم الرئيس محمود عباس بتصويب أخطائه، والتراجع عن مسار المفاوضات! إذ كيف ينكص الرئيس محمود عباس عن مشواره السياسي الذي أفنى فيه عمره، وعبر من خلاله عن قناعته التامة بحق اليهود في الحياة، ومارس من خلاله مهمة الحفاظ على أمن الإسرائيليين، وعبر عن عدم جدوى الحديث عن حقه بالعودة إلى صفد، وأعلن على الملأ أن المقاومة الفلسطينية للاحتلال إرهاب، وأن أرض فلسطين هي الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، وما عدا ذلك فهو ملك خالص لليهود.
إن الرئيس الذي رسخت لديه القناعة بما سبق ليس بحاجة إلى رسائل إرشاد أو تذكير أو إثارة انتباه، أو رسائل لوم وعتاب، أو حتى رسائل تهديد ووعيد، فمثل هذا الرئيس الذي اكتملت لديه القناعة، هو بحاجة إلى حراك جماهيري يصطدم بقناعاته، ويحطم ظنونه، مثل هذا الرئيس بحاجة إلى ثورة شعبية تعيد ترتيب البيت الفلسطيني بقوة الإرادة الشعبية، القادرة على ترتيب أولويات العمل من خلال المقاومة المسلحة للغاصبين.
رغم صدق نوايا المثقفين فقد وقعوا في الخطأ حين طالبوا الرئيس عباس بإعادة تشكيل المرحلة السياسية، وأن يرسم هو طريق الغد، فمن الخطيئة أن ينتظر المثقفون والسياسيون أن يزوج لهم الرئيس بناتهم، وأن يصرف لهم مكافأة مالية لسهراتهم، وأن ينتظروا عودته من سفره كي يبسطوا بين يديه مطالبهم، ويشاركهم الإنفاق على تعليم أبنائهم، حتى يهتفوا له: بالروح والدم نفديك أنت يا هذا الرئيس، وليذهب الوطن إلى الجحيم.
إن الشعب الذي يرتجف مثقفوه من الصراخ بالحق في وجه الرئيس لهو شعب ضعيف، وإن المجتمع الذي تعجز نخبه السياسية عن تحطيم الصنم المعبود للرئيس لهو مجتمع جاهلي، وسيظل هذا الشعب ذليلاً طالما استمر في الصمت والتصفيق لقيادة الفرد، واستمر بالغناء باسمه في المناسبات، والرقص طرباً على أخطائه في الأمسيات.
إن مأساة الفلسطينيين بحاجة إلى ما هو أكثر من رسالة مثقفين إلى الرئيس، مأساة الفلسطينيين بحاجة إلى صرخات الغضب المدوية في مسامع الرئيس، ولو كانت رسائل المثقفين تجدي نفعاً لدى الحكام العرب، لما احتاج الشعب المصري إلى ثورة جماهيرية ضد نظام حسني مبارك، ولما اضطر الشعب الليبي لتقديم القرابين كي يجز عنق معمر القذافي الذي أبى أن يستمع إلا لأصداء صوته، وما يدور في خلده.
تمنيت على المثقفين الفلسطينيين والعرب أن يوجهوا رسالة إلى الشعب الفلسطيني بمؤسساته وكوادره ومثقفيه ونخبه السياسية وتنظيماته؛ رسالة تدعو إلى لقاء جماهيري واسع في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي فلسطين المغتصبة وفي الشتات في الوقت ذاته، لقاء موسع يهدف إلى رسم معالم الطريق للمرحلة القادمة من حياة الشعب الفلسطيني.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...