العقلية الفتحاوية وتعيين نائب للرئيس

لا تمانع حركة فتح التحاق أي فصيل بالمنظمة بشرط اقتصاره على وجود شكلي ديكوري لتجميل المشهد، وللأسف جميع الفصائل داخل المنظمة هامشية لا تمتلك القرار ولا تؤثر في المعادلة السياسية، فلا يتم تعيين المناصب الهامة في المنظمة إلا بقرار واعتماد من مركزية فتح، أو من يسلم لها بكل كبيرة وصغيرة، لهذا نجد أن شخصاً كياسر عبد ربه يتبوأ منصب أمين سر المنظمة.
الرئيس الراحل ياسر عرفات حينما التقى السيد موسى أبو مرزوق في السودان وعرض عليه دخول حماس في المنظمة، وطالبت حماس لحظتها بإجراء انتخابات نزيهة أو توافق يقاربها بحركة فتح، غضب أبو عمار وقال منفعلاً أتيت لأُدخل حماس المنظمة لا لأبيع المنظمة، فالعقلية الفتحاوية تعتبر المنظمة ملكا لها تتصرف بها بحريةٍ كاملة فتُدخل من تريد وتُبعد من تريد، وتبيعها إن أرادت!
أما السلطة الفلسطينية فحالها مع هذه الحركة أسوأ وأكثر فوضوية، فتنظُر فتح للسلطة وحكومتها ومجلسها التشريعي وأجهزتها الأمنية وما تمثله في الخارج وكأنها لجنة من لجانها، فتُعطل المجلس التشريعي مثلاً لأنها فقدت الأغلبية، وتمنع رئيس المجلس من ممارسة عمله ومجرد دخول مقره، وتستحدث منصب رئيس وزراء وتهبه صلاحيات، ثم تريد سلبها منه، واليوم تفكر بتعيين نائب للرئيس عباس بطريقةٍ كوميدية ساخرة.
مجرد طرح فكرة تعيين نائب للرئيس عباس هو اعتداء على النظام الأساسي الفلسطيني، وانتهاك لجميع الأعراف والقوانين والمواثيق التي تربطنا بالعمل الوطني، وهو استهبال سياسي فج وممقوت، ودليل واضح على أننا أمام مجموعة علي بابا والأربعين حرامي.
فالرئيس عباس استمر لأكثر مما يجب بمنصبه بسبب هذه الطريقة والعقلية، واليوم تريد فتح أن تسطو على القانون بعدما عطَّلته سنين عدة، وتتجاهل حقيقة أن رئيس المجلس التشريعي سيقوم بواجبه في حال تغيَّب الرئيس لأي سبب من الأسباب، فالقانون الأساسي للسلطة الفلسطينية في المادة رقم 27 الفقرة الثانية يقول، إذا شغر مركز رئيس السلطة الوطنية في أي من الحالات (الوفاة، الاستقالة، فقدان الأهلية) يتولى رئيس المجلس التشريعي مهام رئاسة السلطة مؤقتاً لمدة لا تزيد عن ستين يوماً تجري خلالها انتخابات حرة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد وفقاً لقانون الانتخابات الفلسطيني وهذا ما حصل عند وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وإن كان لا بد فعلى حركة فتح أن تقوم بالسماح للمجلس التشريعي بأخذ دوره وتطلب منه أن يعدل القانون ليتواءم والحاجة الفلسطينية لا الحاجة الفتحاوية، وإلا فسيستمر واقع القضية الفلسطينية بهذا البؤس ما دامت هذه العقلية الاحتكارية الفوضوية تتحكم بمصير المنظمة والسلطة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...