الخميس 28/مارس/2024

حركة حماس واشكالية محمد دحلان

إبراهيم المدهون
لا شك أن شخصية محمد دحلان مثيرة للجدل فلسطينيا وعربيا وتفرض نفسها مع كل حراك سياسي داخلي، وهو شخصية طموحة جدا لدرجة أكبر من قدراته الذاتية ولديه عجلة وتهور ساعدتا بتوالي هزائمه وانكساراته، إلا أنه يتمتع بإرادة وعلاقات دولية وإقليمية تعيده مجددا لمواصلة سعيه لنيل غاياته.

أما عن علاقته مع حركة حماس فقد وصلت حد العداء الشديد، فدحلان اسم منبوذ من قبل أنصار الحركة وغير مقبول لقواعدها لموقفه وسلوكه إبان رئاسته جهاز الأمن الوقائي في عام 1996م، ولعلاقته المميزة بقيادات العدو الإسرائيلي المسؤولين عن اغتيال قادتها.

أخطأ دحلان بحق حركة حماس في مرحلتين متواليتين إلا أنه دفع ثمنا كبيرا في المرة الثانية، فلم يُحسن لحظتها تقدير قوتها وقراءة الواقع الجديد وأساء التعامل معها واستعداها بشكل مفرط، فكانت سببا في تدمير حلمه الشاب وإضعافه أمام منافسيه في فتح، مما أدى لهروبه من قطاع غزة و كسر شوكته في الضفة الغربية.

إلا أن السياسة مرنة ولها حديث آخر يظهر في كثير من الأحيان أنه متناقض وغير منطقي، فلقد استطاع دحلان رُغم إبعاده وطرده من حركة فتح أن يحافظ على جماهيرية نسبية ويمتلك بعضا من أوراق اللعبة داخلها واستمر ذلك بعد فصله من اللجنة المركزية والمجلس التشريعي، إلا أنه ما زال يعتبر أحد أقطابها والمنافسين الرئيسيين على رئاستها ورئاسة السلطة، وأعتقد أنه سيكون له تأثير ونفوذ أوضح بعد أبو مازن، وسيضطر رئيس فتح القادم مهما كان لاسترضاء دحلان واستعادته.

حركة حماس من جهتها تقوم بهجوم على المصالحة الوطنية لتقوية الجبهة الفلسطينية في مواجهة خطة كيري والتحديات الإقليمية والإسرائيلية، ويوجد الآن رفض قاطع ومعلن من قبل قادة فتح لإشراك دحلان في هذه العملية.

حركة حماس نفت أن تكون قد تقصدت المصالحة مع محمد دحلان وإن خدمت بعض قراراتها تيار دحلان والنواب التابعين له، وعني أجد ألا عيب ان يتم تقصد ذلك والعمل على إعادة ترميم العلاقة فهو لا يختلف عن الرئيس عباس، ويمثل تيارا كبيرا ومؤثرا في فتح، كما أن ثقل دحلان الحقيقي في قطاع غزة، ولا يمكن التصالح مع فتح غزة إلا بواسطة تيار دحلان، لهذا أنصح السيد محمد دحلان أن يساعد حماس على اتخاذ قراراتها الإيجابية إن فكرت بذلك.

فهناك قطاع كبير ومؤثر في حركة حماس لا يتقبل حتى اللحظة التصالح مع دحلان ويُنظر إليه على أنه خطر مستقبلي، ويمكن أن يغدر بالحركة إن تمكن وعادت شوكته، لهذا يفضل من وجهة نظري أن يقوم أبو فادي بتقديم بوادر حسن نية وخطوات تطمينية اتجاه حركة حماس وجمهورها وأنصارها، كأن يعترف بخطئه ندمه، ويتعهد ألا يحاول إقصاءها أو استعداءها في المستقبل، وأنه يعترف بشرعية حكومتها ويعلن عن مراجعات حقيقية لصالح الوطن ومستقبله، واستعداده لفتح صفحة جديدة مع الشعب الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عباس يصدق على تشكيلة حكومة محمد مصطفى

عباس يصدق على تشكيلة حكومة محمد مصطفى

رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام صدق رئيس السلطة محمود عباس على منح الثقة لحكومة محمد مصطفى، وسط استمرار تجاهل موقف الفصائل الفلسطينية التي...