(إسرائيل) قلقة وتستعد للحرب

المناورة العسكرية التي تجريها الحكومة والجيش في دولة الاحتلال تستهدف اختبار قدرة الجبهة الداخلية لمواجهة الصواريخ المحتملة. المناورات عادة تعبر عن حالة قلق، كما تعبر عن حالة استعداد، ومع ذلك تبقى المناورة مناورة لا ترقى إلى وضع المعركة الحقيقية لأن الحالة النفسية تبقى مختلفة تمامًا.
الحديث الإسرائيلي عن القلق وعن الهزة الأرضية له ما يبرره في إطار الوضع الإقليمي الذي يحمل مفاجآت غير متوقعة، فالساحة اللبنانية تحمل في أحشائها بذور الاقتتال الداخلي والفتنة الطائفية، لاسيما بعد أن شاركت قوات حزب الله في القتال داخل الأراضي السورية، واتخذ القتال بعدًا طائفيًا، وشكلاً مذهبيًا.
الجبهة السورية مضطربة، وتحيط بها سيناريوهات متعددة، ولا يكاد أحد يجزم بوقوع أحدها، وهذا الحال الغامض يبعث على قلق متزايد، لكون الجبهة السورية على تماس مباشر بفلسطين المحتلة. حالة الهدوء المميت في الجولان على مدى خمسة عقود تقريبًا تآكلت وتلفظ أنفاسها الأخيرة، ولا أحد يعرف على وجه اليقين من سيحكم سوريا بعد الأسد، وهو لا محالة خارج اللعبة سواء أكان الحل عسكريًا أم سياسيًا.
السلاح في سوريا الآن بيد الشعب، والشعب لن يقبل البقاء كلبًا لحراسة (إسرائيل) في الجولان، وعلى (إسرائيل) المحتلة أن تستعد لدفع الثمن بالانسحاب من طرف واحد من الجولان، أو الخوض في معارك مع سوريا بعد الأسد.
في سوريا الآن سلاح كيمياوي، وسلاح طويل، كصواريخ S300، وشهر العسل مع الأسد انتهى، ولا أحد يعرف ما هو قرار الأسد المحاصر، هل سيهدم المعبد على نفسه وعلى غيره، أم أنه سيتحلى بالعقل وطول الأمد، سوريا بعد الأسد هزة أرضية، وزلزال له ارتدادات عميقة ومنتشرة، وسيضرب في أكثر من منطقة.
إيران لا تقل قلقًا عن قلق دولة الاحتلال. ما يجري في سوريا وما يمكن أن يضرب لبنان بشكل غير محسوب يبعث على القلق في طهران، وحين يكون الطرفان خائفين وقلقين يكون يد كل منهما على الزناد، وتصير المنطقة كلها تحت تهديد الانفجار في كل لحظة. إيران تخشى ضربة إسرائيلية مفاجئة لمنشآتها الصناعية، وتل أبيب تخشى الرد الصاروخي بمئات الصواريخ.
في خضم هذا الوضع القلق والمضطرب في الساحة الشمالية والشرقية لفلسطين المحتلة، نشهد قلقا واضطرابا آخر في الساحات الجنوبية للأراضي المحتلة، لاسيما في مصر، وسيناء وغزة، حيث تشهد مصر وامتدادها في شمال أفريقيا وجنوب وادي النيل متغيرات درامتيكية لا تعمل لصالح دولة الاحتلال، ولا تملك دولة خائفة وقلقة القدرة على التعامل الناجح مع هذه الساحات المتقلبة، والمعادية لها من حيث المبدأ والتاريخ والأيديولوجيا.
لذا فإن عبارة نيويورك تايمز تلخص المشهد بكل جوانبه، وتنذر بقيام حرب، حيث تتوالى الاستعدادات الإسرائيلية لها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...