الأربعاء 14/مايو/2025

(إسرائيل) وشبح صواريخ سيناء

غسان الشامي
شبح الخوف وعقدة الأمن لازمتا دولة الكيان “الإسرائيلي” منذ اغتصابها أرض فلسطين في عام 1948م وقد نشأ الكيان على أرضنا المقدسة ليكون النبتة السيئة في الوطن العربي الإسلامي والتي تمنع أي وحدة سياسية أو جغرافية عربية ولكي تقف في وجه المارد الإسلامي العربي وتعمل على تفتته وتمزق وحدته، وما الأنظمة العربية البائدة التي حكمت الوطن العربي على مدار السنين إلا من صنع الاحتلال الغربي وذلك لتحقيق أهدافه على الأرض العربية.. أما الآن فقد بدأت الخارطة السياسية العربية تتغير مع انهيار الأنظمة الحاكمة في كل من مصر وليبيا واليمن وتونس وبداية السقوط الكبير لنظام بشار الأسد في سوريا.

أمام هذه التغيرات العربية والإقليمية تحرك الصهاينة شرقا وغربا لحماية كيانهم المتهاوي، وبدأت الاتصالات الأمريكية والأوروبية لحماية دولة الكيان وللإبقاء على الاتفاقيات الدولية بين الكيان والدول العربية، فيما بقيت منطقتان تمثلان إزعاجا كبيرا للكيان الإسرائيلي وهما سيناء وهضبة الجولان المحتلة، حيث إن الصواريخ الأخيرة التي زعم الاحتلال سقوطها على مدينة إيلات من سيناء كانت بمثابة ناقوس الخطر لدولة الكيان، إذ جاءت هذه الصواريخ بعد أيام من زيارة الرئيس الأمريكي للكيان “الإسرائيلي” وتعهده بحمايته وتأكيده على أن فلسطين أرض لليهود وتشديده على يهودية الدولة، بل إنه مكث في دولة الكيان ساعات طويلة أكثر من مكوثه في أي بلد آخر خلال زيارته للمنطقة.

وقد ترجمت زيارة الرئيس الأمريكي للكيان الإسرائيلي بترجمات عملية وأعلنت واشنطن عن زيادة الدعم العسكري لدولة الكيان حيث كشفت مصادر صهيونية أن وزير الجيش الصهيوني ” موشيه يعلون ” قام بزيارة إلى واشنطن للقاء وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل وذلك للاتفاق على دعم الكيان بصفقة أسلحة أمريكية متطورة حديثة من ضمنها طائرات تزود بالوقود ورادارات للطائرات القتالية وصواريخ مضادة للرادارات و” الطائرات المروحية”.

كما قررت “إسرائيل” وللمرة الأولى في تاريخها شراء طائرة أمريكية مروحية توصف بأنها قادرة على نقل قوات عسكرية كطائرة، وهي قادرة على التحليق والهبوط كمروحية، حيث قام رئيس الأركان الصهيوني بني غنتس بزيارة واشنطن قبل شهرين، وحلق بالطائرة المروحية التي ترغب ” إسرائيل ” بشرائها، حيث توصف هذه الطائرة بأنها أحدث تطور في عالم العمليات الخاصة، ولها قدرات على التحليق بسرعة عالية ولمسافات طويلة، وهي قادرة على الهبوط العمودي، واستخدمها الجيش الأمريكي مؤخرا في إنقاذ طيارين هبطا من طائرة ” إف 15″ سقطت في ليبيا.

كما ستحصل ” إسرائيل ” من البنتاغون على طائرات خاصة تزود بالوقود وصواريخ جديدة قادرة على تدمير أنظمة الرادارات وستحصل على رادارات متطورة، وفي هذه الأيام تقوم دولة الكيان الصهيوني بتزويد الطائرات المدنية ” الإسرائيلية” العاملة ضمن الخطوط الجوية في مطار إيلات الصهيوني بأنظمة دفاع ضد صواريخ الكتف المضادة للطائرات، وذلك عقب ارتفاع منسوب التهديدات القادمة من جبهة جنوب الأراضي المحتلة عام 48 مع سيناء..

أمام هذه المخاوف الصهيونية والتطورات في تدعيم وبناء منظومة عسكرية ” إسرائيلية ” لصد الصواريخ التي تسقط على الكيان الصهيوني، صرح مسؤول كبير في البنتاغون للصحف الأمريكية أن الهدف من دعم الكيان الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات والرادارات هو حماية (إسرائيل) من أي هجوم إيراني أو من مصادر أخرى، ولكن أمام هذه الرواية مخاوف الكيان تتصاعد ليس من احتمال تعرضها لضربة من إيران بل من مكان أقرب من إيران وهي غزة القطاع الساحلي الصغير الذي أذاق الاحتلال الإسرائيلي الويلات، فهي تخاف من امتلاك المقاومة الفلسطينية المزيد من الصواريخ والمضادات للطائرات والاستعدادات العسكرية اليومية للمقاومة الفلسطينية على أرض غزة لصد أي هجوم أو حرب إسرائيلية على القطاع.

كما أن ” إسرائيل ” تخشى من تكرار هزائمها في وحل غزة خاصة الحرب الأخيرة على القطاع والتي استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تحقق نصرا كبيرا على آلة الحرب الصهيونية وأسقطت عددا من الطائرات وقامت بقصف المغتصبات ” الإسرائيلية ” في (تل أبيب) والقدس المحتلة .. إذن المعادلة بالنسبة لدولة الكيان ” الإسرائيلي ” تغيرت ولم تعد (إسرائيل) قوة مهابة من قبل المقاومة وبدأت (إسرائيل) في التراجع والانحسار خلف جدران محدودة وقريبا ستنسحب من هضبة الجولان المحتل كما انسحبت من جنوب لبنان وقطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...