الأربعاء 14/مايو/2025

بحيرة صانور بجنين دمرت أحلام المزارعين ولا تعويض

بحيرة صانور بجنين دمرت أحلام المزارعين ولا تعويض

يقف المزارع محمد العيسة على شرفات منزله في قرية صانور وهو ينظر بحسرة إلى 20 دونمًا زراعيًّا ابتلعتها مياه ما بات يطلق عليه “بحيرة صانور” والتي تشكلت بفعل المنخفض الجوي القاسي الذي ضرب المنطقة في كانون ثاني (يناير) الماضي.
 
ويقول العيسة لمراسلنا: “إن كل الوعود التي حصل عليها بالتعويض كما كثير من المزارعين ممن لهم أراض في السهل لم تنفذ، ولم يحصل على شيء، وكل ما يجري زيارات ووعود”.
 
وبعيدًا عن الصورة الجميلة الخلابة التي شكلتها الأمطار في السهل على شكل بحيرة فإن أصحاب هذه الأراضي قد خسروا مصدر رزقهم وموسمهم الزراعي وهم يشعرون بالأسى للوعود الكلامية التي لم تنفذ من قبل وزارة الزراعة برام الله.
 
ويشير العيسة إلى أن المشكلة لا تكمن فقط في عدم التعويض بل في عدم التخطيط لتفادي الكارثة في المستقبل، “فهذه ليست المرة الأولى التي تغمر بها المياه أراضينا وحدث ذلك مرات عديدة وفي كل مرة نطالب ببنى تحتية ملائمة وحلول ممكنة لتصريف المياه ولا أحد يكترث”.
 

خسائر فادحة وآثار صحية 

وقال يحيى ولد علي، رئيس مجلس قروي صانور، لمراسلنا، إن القطاع الزراعي لهذا العام قد دمر بالكامل، حيث إن المحصول لهذا العام اختفى وتم خسارة الأسمدة والمنتوج، نتيجة تجمع هذه المياه.
 
وأضاف: “تعاني خمسة تجمعات سكانية تحيط بمرج صانور جنوب جنين من انتشار الحشرات والخنازير والحيوانات الضالة بشكل كبير، إضافة إلى تكبد المزارعين لخسائر متعددة جراء تجمع المياه في آلاف الدونمات والتي تستمر بالعادة حتى نهاية فصل الصيف”.
 
وأشارت دانا حبايبي، عضو مجلس قروي صانور،  لمراسلنا، إلى أن المشكلة ليست جديدة، فهي تحصل كل عام، حيث إن هناك العديد من المزروعات أصابها التلف ولكن المشكلة أن لا أحد يلتفت لمعاناة المزارعين ويبحث عن حلول جذرية.
 
ويؤكد نائب مجلس قروي صانور فوزي حبايبة أن 3.5 مليون شيقل بلغت خسائر المزارعين في مرج صانور، وأن 70% من المزروعات في سهل صانور أتلفتها السيول.
 
ويقول فوزي حبايبة: “فضلا عن قيمته التاريخية لأهالي القرية، فإن مرج صانور يشكل للمواطنين قيمة اقتصادية كبيرة، لكن المنخفض حوّل الوضع هناك إلى كارثة، بخاصة بعد أن جثمت مياه ترتفع نحو المترين على المرج الممتد على 12 ألف دونم بينما يمتد السهل المجاور إلى 5 ألاف دونم”.
 
ونوه إلى أن المزارعين يتخوفون من طول فترة جفاف المياه التي قد تدمر ما تبقى من أمل لتعويض خسائرهم في هذا الموسم.
 

حادثة تتكرر 

ويضيف مستذكرًا: “التاريخ أعاد نفسه مع مرج صانور عام 1992 عندما غرقت معظم المزروعات، الأمر الذي تسبب في مشاكل كبيرة على المستوى الاقتصادي والوضع المعيشي للمواطنين، إضافة إلى الإشكالات البيئية التي حملها كانتشار الحشرات بشكل كبير في القرية ما حَوّل حياة الناس إلى جحيم”.
 
ويطالب حبايبة حكومة فياض بالوفاء بما وعدت به من تعويض المزارعين، وليس كما جرى في سنوات مضت، “فمنذ العام 1992 لم يحصل المزارعون على تعويض إلا مرة واحدة، وكانت قليلة جدًّا بحيث دُفع مبلغ 60 شيقل عن كل دونم، وهو ما لا يكفي لحراثتها”.
 
وحسب حبايبة، فإن الاقتراحات الماضية، التي لم تر النور، كانت تدور حول إنشاء بركة وسط المرج تُربط بمضخات لنقل المياه إلى أماكن مجاورة ولكن لا شيء ينفذ.  
 

تربة غير ماصّة 

ويقول أستاذ الجغرافيا، محمد زكارنة، لمراسلنا، إن أسباب تشكل البحيرة تعود إلى أن سهل صانور محاط بكتل جبلية، وأرض منخفضة تتألف من تربة “كارستية”، لا تستوعب امتصاص كميات كبيرة من الماء.
 
وأردف: “تقدر  كميات مياه الأمطار الهاطلة على محافظات الضفة الغربية خلال المنخفض الجوي القاسي الذي ضرب البلاد قبل أكثر من شهرين بـحوالي 1900 مليون متر مكعب، وهي كميات كبيرة”.
 
وأكد أن البنية التحتية ضعيفة وتفتقر للتخطيط، متمنيًا أن تشكل الأضرار التي تسبب بها موسم الشتاء الحالي في تدارك هذه الأخطاء وتمتين البنى التحتية سيما في القطاع الزراعي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...