المقاوم والمتسول هل يستويان؟!

هذا هو الحال بالنسبة لبعض الفصائل الفلسطينية التي أصبح قادتها ينظّرون للمقاومة السلمية فقط، بالشموع وأغصان الزيتون التي اقتلعتها جرافات الاحتلال، ويعتبرون المقاومة المسلحة عنفا وارهابا، لنتفاجأ في لاحقا بأنهم حشروا أنفسهم في المشهد الأخير في غزة وأطلوا برؤوسهم التي أخفوها في الرمال في مواجهات سابقة، في محاولة لاثبات الحضور ولو على حساب الاخرين.
لا أفهم كيف يخرج علينا البعض اليوم ليدعي وصلا بالمقاومة وما حققته في غزة، وهو في ذات الوقت يقر جهار نهارا بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، ويعتبر ملاحقة من تبقى من مقاومين بالضفة ضرورة وطنية، ثم يخرج علينا متمسحا بالمقاومة في غزة وهاتفا باسمها؟!
الأنكى من ذلك كله، وبعد الفشل في تسويق أنفسهم على صعيد المقاومة، يسعى هؤلاء إلى المساواة بين ما جرى في غزة من ملحمة بطولية للمقاومة مرغت أنف الاحتلال وجنوده في التراب وبين من يطوف على أعتاب الدول ليتسول دعمها لنيل صفة مراقب في المنظمة الأممية، لن يقدم ولن يؤخر في ظل مجتمع دولي منحاز إلى الكيان وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بل ويعتبر ذلك جبهة جديدة من جبهات النضال الفلسطيني!.
هل يستوي يا قومنا من فرض شروطه على عدوه في تهدئة بعد أن أجبر مستوطني الكيان على الاختباء لايام في الملاجئ، هل يستوي مع مفاوض يتبرع للمحتل بحقوقه ووحقوق شعبه ارتقى دفاعا عنها آلاف الشهداء؟!
هل يتسوي من يسهر الليالي الباردة حارسا لثغور الوطن، رادعا للاحتلال، مع من كان جلّ عمل أجهزته الأمنية خلال السنوات الماضية إرجاع الجنود والمستوطنين “التائهين” إلى الكيان سالمين غانمين بعد أن صالوا وجالوا في قرىومدن الضفة؟ّ!
شتان بين من يطالب بحقه بقوة الحق، متسلحا بالايمان وما تيسر من سلاح أبدعته عقول شباب تناثرت أجزاء بفعل الغارات والاستهدافات الاسرائيلية، وبين من يتسول جزءا منقوصا من حقه وحق شعبه ويعتبر كل الدنيا تتآمر عليه لمنعه من الوصول لهذا الحق، بل ويقدم مواقف مجانية للكيان باستعداده للدخول في مفاوضات فور حصوله على عضوية غير كاملة في منظمة دولية تتحكم بها عدة دول.
معركة غزة أحدثت مفاصلة في الشارع الفلسطيني، بين مشروعين، مشروع يقاوم، وآخر يساوم، ولسنا بحاجة لكثير جهد للتدليل على ما انتجه المشروع المقاوم وما فرضه على الاحتلال، بينما لا نجد أي نتائج تذكر لمشروع المساومة والتفريط، غير التنازل تلو التنازل والتراجع تلو التراجع، يقابله حضور طاغ للاحتلال وممارساته في الضفة الغربية بعد أن أُلجمت وجُرمت المقاومة المسلحة.
علينا أن لا نتفاءل كثيرا فيما تركته معركة غزة من أجواء وحدة وتصالح – وان كنا نتمناها-، فأصحاب مشروع التسوية يصرون على أن نهجهم هو الأقرب لتحصيل الحقوق، ويعتبرون توجه عباس للأمم المتحدة معركة لا تقل عن معركة غزة الأخيرة، إن لم تكمن أهم منها، فهيهات لهؤلاء التراجع عن ما يضمن لهم وظيفتهم ومكتسباتهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...