رد المقاومة المشترك على العدوان يقابل بارتياح فلسطيني كبير(تقرير)

لقي الرد المشترك لـ “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، و”سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي” على عدوان الاحتلال وتصعيده ضد قطاع غزة، ارتياحًا وترحيبًا كبيرًا من قبل الفلسطينيين، وأظهر مدى التعطش الفلسطيني إلى الوحدة والتنسيق المشترك بين فصائل العمل الوطني وأجنحتها العسكرية في مواجهة الاحتلال.

وأبدى مواطنون وشخصيات تحدثت إليهم “قدس برس” فرحتهم العارمة و”فخرهم الكبير” بالرد المشترك، والذي أُعلن عنه في بيان مشترك بين جناحي “حماس” والجهاد العسكريين، مؤكدين على أهمية استمرار التنسيق وتعزيزه “من أجل توحيد البوصلة الفلسطينية نحو هدف واحد، وهو مواجهة الاحتلال”.

وكان الجناحان العسكريان قصفا في عدة عمليات مشتركة مواقع الاحتلال بعشرات القذائف الصاروخية صباح الاثنين (8|10)، ردا على إصابة عدد من الأطفال والمدنيين الفلسطينيين في قصف صهيوني على مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة مساء الأحد (7|10).

توحد الساسة والعسكر

وأكد المواطن عاصم مقداد (24 عامًا) من منطقة المغراقة (وسط قطاع غزة) على أهمية الرد المشترك على جرائم الاحتلال، عادًا أن الفرحة دخلت قلبه بسبب “الوحدة التي تجسدت اليوم في الرد الموحد من “كتائب القسام” و”سرايا القدس” للدفاع عن شعبنا الأعزل المحاصر”.

وكما توحدت الأجنحة العسكرية في الميدان، دعا مقداد “الجهات والفصائل السياسية المختلفة والمنقسمة إلى التوحد، ليعود ذلك بالنفع على أبناء الشعب الواحد، حتى دحر الاحتلال عن أرضنا”.

أما المواطن حسن ماضي (25 عاما) من مدينة خان يونس، فرأى في هذا التعاون المشترك رسالة قوية للاحتلال بأن المقاومة متوحدة وعلى استعداد للرد على أي هجوم أو تصعيد.

مدعاة للفخر

وأضاف “هذا التنسيق جاء ترجمة لتصريحات أمين عام حركة الجهاد رمضان شلح في مهرجان انطلاقة حركته حيث طالب بإعادة النظر في وضع المقاومة بغزة، بالإضافة إلى طبيعة الرد على جرائم الاحتلال وأكد على ضرورة العمل المشترك، ولأول مرة منذ فترة طويلة نرى ردا وبيانا وتصويرا مشتركا”.

وعبر المواطن محروس أبو الريش (30 عاما) من مدينة غزة عن ارتياحه لترجمة الآية الكريمة “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” على أرض الواقع، وقال: “الحمد لله وحده أن وفق المجاهدين للرد بشكل مشترك على العدو بضربات موجعة”.

وتابع “كانت هذه الضربات في هذه المرة من نوع جديد، وكانت الفصائل فيها مثل الجسد الواحد، هذا أمر يدعو للفخر، ويا أيها المجاهدون سيروا بنفس الخندق وعلى نفس الطريق حتى تقترب ساعة النصر”، حسب قوله.

ومن جانبه، رأى الكاتب الصحفي حمزة إسماعيل أبو شنب في الرد المشترك “خطوة جيدة لتغيير طريقة التعامل مع العدو الإسرائيلي”.

وأوضح أبو شنب لـ “قدس برس” أن “الاحتلال نجح من قبل في سياسية الاستفراد بالفصائل، ومن المهم للمقاومة اليوم أن ترسل رسائلها للعدو بأن أي استهداف لن يمر دون رد، وبشكل مشترك ومنسق، حتى لا يستسهل التصعيد”.

رسالة الوحدة أقسى

أما رئيس التجمع للحق الفلسطيني إسماعيل أبو سعدة، فقال: “إن هذا الرد الجديد رسالة أكثر من قوية، لأنها أتت في وقت مناسب جدا، الاحتلال استهدف مدنيين في وقت لا يشهد تصعيدًا، والمقاومة ردت برسالة توحد”.

وأضاف أبو سعدة لـ “قدس برس”: “هذا الأمر يخيف ويربك العدو الإسرائيلي جدا، فهو يسعى بشكل دائم لتفريق الصف، وأتوقع أن رسالة العمل المشترك رد أقوى وأقسى على العدو من الصواريخ والقذائف وحتى العمليات الجهادية” وفق تقديره.

وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي اليوم بردات الفعل المرحبة والمشيدة بالرد المشترك بين حماس والجهاد، ونشر رواد المواقع الاجتماعية عديد الصور التي يلتقي فيها مجاهدون من كتائب القسام وسرايا القدس في الميدان.

طموح التنسيق الكامل

وبدوره، شدد الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي “أبو أحمد” على أن التنسيق الميداني مع “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” هو نتيجة للقاءات عديدة تم خلالها التوافق على تنسيق ميداني كامل، خاصة في العمليات الدفاعية والهجومية.

وقال “أبو احمد” لـ”قدس برس”: الطموح يتجه نحو التنسيق الميداني الكامل، هذه أولى الخطوات العملية، ولن نعود للوراء، بل سيشهد الجمهور الفلسطيني المحب للمقاومة عمليات أكثر تنسيقا وترتيبا، فالوحدة الإسلامية تستحق الكثير من التعاون”.

وكان “أبو عبيدة” الناطق باسم القسام قال في تصريح خاص مكتوب له: “إن هذه العملية المشتركة بين “كتائب القسام” و”سرايا القدس” تؤكد على تنسيق عالي المستوى بين فصائل المقاومة في إدارة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي”، محذرا من أن “التمادي في العدوان سيجلب ردًا أقوى وأوسع”.